تجارة و أعمال

سوديكسو الشرق الأوسط تؤكد على الضرورة الملحّة لتنوّع القوى العاملة خلال فعاليات مؤتمر التنوّع والشمولية

الرياض –  صحيفة  المؤشر الاقتصادي

“تجرّأ على التفكير بشكل مختلف”، “التنوّع قوّتنا الخارقة”، “بالاختلاف قوّة”، “تقبّل الآخر” ليست سوى بعض الشعارات التي تخللّت مؤتمر التنوّع والشمولية الذي عقدته سوديكسو في 3 يونيو 2021 والذي تناول موضوع “إعادة التفكير في الشمولية الجندرية في الشرق الأوسط” في أعقاب جائحة كورونا (كوفيد-19). وكانت الشركة الرائدة في تقديم الخدمات الرامية إلى تحسين جودة الحياة قد استضافت أكثر من 60 صانع قرار عبر قطاعات التعليم والرعاية الصحية والنفط والغاز والبيع بالتجزئة والسلع الاستهلاكية والصناعة والشركات بغية مشاركة المبادرات المؤسسية التي تهدف إلى المساواة بين الجنسين واستكشافها وإعادة تصوّرها.

وتحت عنوان “إعادة التفكير في الشمولية الجندرية في الشرق الأوسط”، تطرّق المؤتمر التفاعلي إلى أبرز القضايا المحيطة بمشهد المساواة بين الجنسين على مستوى القوى العاملة في الشرق الأوسط من خلال سلسلة من المواضيع المثيرة للاهتمام، بما في ذلك تقاطع الثقافة والهوية الجندرية وتأثير جائحة كورونا (كوفيد-19) على النساء العاملات واستقطاب المواهب النسائية والاحتفاظ بها. وأعقبت حلقة النقاش البنّاءة جلسة أسئلة وأجوبة تفاعلية مع المدراء التنفيذيين ورؤساء الموارد البشرية ومسؤولي التنوّع والشمولية من مختلف القطاعات.

وفي هذا السياق، علّق رشيد نجيم، الرئيس التنفيذي لشركة سوديكسو الشرق الأوسط، قائلاً: “التوازن بين الجنسين في مكان العمل هو ركيزة أساسية لاستراتيجية التنوّع والشمولية الخاصة بشركة سوديكسو، ليس لأن التنوّع هو الهدف الطبيعي الذي يتعيّن على أي شركة تحقيقه، بل لأن فرق العمل المتنوعة والمتوازنة تحقّق أداءً أفضل وتعكس احتياجات 100 مليون عميل ومستهلك نعمل معهم بشكل يومي. وفي الواقع، يعدّ الشرق الأوسط نقطة تجارية مهمة عالميًا، وعلى مر السنين استقطبت هذه المنطقة عددًا من المؤسسات المرموقة ورواد الأعمال والشركات الناشئة، الذين أصبحوا من عملائنا. وبالنظر إلى أن 85% من موظفينا يعملون على الأرض في مواقع العملاء، فمن المهم بالنسبة إلينا أن نكون نموذجًا يحتذى به. في سوديكسو، نسعى جاهدين لنكون الحافز للتغيير والموازنة بين الجنسين، لأن التنوّع الجندري لم يعد خيارًا بعد الآن، بل أصبح واقعًا وضرورة من ضروريات العمل”.

كذلك، سلّط المؤتمر الضوء على العلاقة المعقّدة بين الهوية الجندرية والعرق والوصمة الثقافية خلال مناقشة موضوع تقاطع الثقافة والهوية الجندرية، حيث تم عرض الآليات التي يمكن اتباعها على مستوى المؤسسة لمعالجة هذه المخاوف. كما وسلّطت المناقشة الثانية التي حملت عنوان تأثير جائحة كورونا (كوفيد-19) على النساء العاملات الضوء على التحديات التي تواجهها النساء في مكان العمل في أعقاب الجائحة. بالإضافة إلى ذلك، شاركت سوديكسو فوائد توظيف النساء الماهرات والموهوبات في مكان العمل خلال مناقشة استقطاب المواهب النسائية والاحتفاظ بها، حيث عرضت الشركة الآليات الفعالة التي تعتمدها في هذا الصدد.

هذا وسلّطت حلقة النقاش التفاعلية الضوء على الحاجة الملحّة إلى تحقيق التنوّع والشمولية بدءًا من مستويات الإدارة العليا في المؤسسات، إذ لا بدّ من ترسيخ الفهم العميق لفوائد التنوّع والشمولية، بدءًا من فرق القيادة العليا في الشركات، بحيث يمكن بعد ذلك نشر هذه الثقافة بشكل فعّال على مستوى  المؤسسة ككل. وفي سوديكسو، تشكّل النساء ما نسبته 55% من إجمالي القوى العاملة و60% من أعضاء مجلس الإدارة. كذلك، شدّدت المناقشات على أهمية دعم النساء للتألّق في مسيرتهنّ المهنية، بالتوازي مع تحقيق تكافؤ الفرص في ميادين العمل من خلال تشجيعهنّ على استكشاف فرصهنّ الوظيفية عبر مختلف القطاعات التي يهيمن عليها الذكور. ولتحقيق ذلك، لا بدّ من ترسيخ الوعي بمثل هذه المواضيع لدى الصغار من الإناث والذكور، فيتمّ تكريس التنوّع والشمولية من خلال التربية لصياغة أطر التفكير الخاصة بالأطفال، وبمجرّد تحقيق ذلك حصرًا، تزدهر المجتمعات. ومن جانبها، تهدف سوديكسو إلى تعزيز مبادرات الموازنة بين الجنسين من خلال زيادة نسبة الموظّفات في فرق الإدارة لتصل إلى 40% بحلول العام 2025.

ومن أبرز الدروس المستفادة التي تطرّق إليها مؤتمر سوديكسو كانت “عجلة التنوّع” والتي تشدّد على أن الأفراد بطبيعتهم يميلون إلى تصنيف بعضهم البعض سواء على أساس العمر أو العرق والخلفية الثقافية أو الهوية الجندرية. ويمكن أن يترك هذا التصنيف تأثيرًا إيجابيًا في حالة واحدة فقط عندما يصبّ في خانة تعزيز التنوّع والشمولية وتوسيع دائرة الثقة.

وأضافت كريستينا دسوزا، رئيسة العلامة التجارية والاتصالات والرئيسة المشاركة لشبكة So Together  الجندرية التابعة لسوديكسو الشرق الأوسط، قائلةً: “في المنطقة، تركّز سوديكسو جهودها على أربعة محاور في إطار استراتيجيتها الرامية إلى تحقيق التنوّع والشمولية، ويشمل ذلك: المساواة بين الجنسين في جميع الأشكال والوقوف بوجه التمييز العرقي والثقافي وتوفير الفرص المتكافئة لأصحاب الهمم وتوظيفهم وردم الهوّة بين الجنسين. ولطالما كان التنوّع والمساواة والشمولية من أكثر القضايا التي لم تلقَ الأصداء المطلوبة على مستوى منظومة الأعمال التجارية العالمية حتى وقت ليس ببعيد. وفي ظلّ ما نعيشه من تغيّرات اجتماعية سريعة في عصر العولمة، ومع انخراط المزيد والمزيد من النساء في صفوف القوى العاملة، أصبح الحديث حول الشمولية الجندرية ملحًا للغاية، لا سيما في أعقاب الجائحة. وممّا لا شكّ فيه أن المؤتمر أتاح لنا فرصة تسليط الضوء على القضايا الرئيسية المتعلقة بالموازنة بين الجنسين والشمولية، والأهم من ذلك أنه استعرض أفضل الممارسات والأفكار والإرشادات التي تضمن تحقيق الشمولية على مستوى المؤسسات”.

وفي هذا الإطار، لا بدّ من الإشارة إلى أن سوديكسو نفّذت عددًا من المبادرات الداخلية لضمان بيئات شاملة للجنسين، مثل إطلاق شبكة التكامل بين الجنسين So Together”” وبرنامج “Spirit of Integration”. وفي العام 2018، كانت سوديكسو قد وقّعت على “مبادئ تمكين المرأة” التابعة للأمم المتحدة عبر مكاتبها في الشرق الأوسط.

علاوةً على ذلك، صدر عن سوديكسو في العام 2018 دراسة امتدّت على خمس سنوات تضمّنت جمع وتحليل البيانات من أكثر من 50,000 مدير من 70 شركة حول العالم، وذلك لتسليط الضوء على تأثير تكافؤ الفرص بين الجنسين على مستوى خمسة مؤشرات رئيسية لأداء الأعمال. وخلصت الدراسة إلى أن الشركات التي تمتلك قوى عاملة متوازنة سجّلت معدّل تفاعل للموظفين أعلى بنسبة 14%، ومعدّل احتفاظ بالموظفين أعلى بنسبة 8%، وزيادة في القدرة على الاحتفاظ بالعملاء بنسبة 9%، ومعدّل أمان وظيفي أعلى بنسبة 12%، وزيادة في هوامش التشغيل بنسبة 8% مقارنةً بالمعايير الخارجية. وأشارت الدراسة إلى أن القوى العاملة المتوازنة عنصر بالغ الأهمية للمؤسسات في سبيل تعزيز أدائها المالي وغير المالي. ولتحقيق الأداء الأمثل، لا بدّ للمؤسسات من تكييف نماذج أعمالها بما يضمن دمج قوى عاملة متساوية أو شبه متساوية بين 40%  و60%.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى