مقالات

دور التنوع والشمول في دفع الابتكار على كافة مستويات الأعمال

بقلم: برنارد ماتريس، مدير الموارد البشرية لدى «في إف إس غلوبال»

أدت الظروف الاستثنائية التي شهدها العالم خلال العام 2020 إلى تعطيل أنظمة الأعمال/ والدفع نحو ابتكار طرق جديدة للتكيف مع المواقف اليومية، وتعزيز وعي الأفراد والشركات والمجتمعات على كافة المستويات وفي كافة المجالات الحياتية. وشهد العالم من منظور التنوع والشمولية، مجموعة من التحديات التي واجهت المرأة العاملة، بسبب الضغوط المتعلقة بإدارة حياتها المهنية، مع نظام دعم محدود أو غائب كلياً لأشهر متتالية. الأمر الذي أدى بالتأكيد إلى تعزيز الاحترام والتقدير للمواهب العاملة من السيدات، اللواتي يتحملن مجموعة واسعة من المسؤوليات.

وفي حين يتم إعطاء الأولوية في مثل هذه الأوقات للربحية، إلا أن هذه المرة، شهدت تحولًا جذرياً في هذا الاتجاه، حيث ركزت المؤسسات على نحو متزايد في بذل الجهود الهادفة لضمان استدامة الأعمال، على نحو يرتقي بالقيمة التي يتم توفيرها لجميع أصحاب المصلحة.

أثبت الوباء أهمية قيم التعاون والابتكار في التغلب على التحديات. وبينما يستشرف العالم مستقبل أكثر إشراقاً لتشغيل مؤسسات ذات ربحية مرتفعة، عبر تبني نهج الممارسات التشغيلية المبتكرة، أشعر أن المستقبل سيشهد تركيز متساوٍ على تعزيز مفهوم المواطنة الجيدة عبر كافة المستويات في شركتنا، من خلال التعاون مع كافة المجتمعات باعتبارنا شريكاً حقيقياً مساهماً في تحقيق التقدم.

ابتكارات استثنائية في مجال التنوع والشمولية عبر كافة المؤسسات

تعتبر قيم التنوع والشمول، من أهم العوامل المساهمة في ضمان استدامة الأعمال، لا سيما في مؤسسات ذات طبيعة مشابهة لشركتنا، والتي تعتمد بشكل كبير على الموارد البشرية. لطالما كانت هذه القيم ذات أهمية استثنائية بالنسبة لنا في «في إف إس غلوبال»، مع فريق عمل متنوع يضم أكثر من 135 جنسية، وستبقى كذلك.

ومع ذلك، أشعر أن التنوع والشمولية لا يقتصران على استراتيجية التوظيف وحدها، حيث نؤمن في «في إف إس غلوبال»، بضرورة تحسين ظروف العمل على نحو شامل، حيث ينعكس التنوع في أعمالنا وعملياتنا التجارية اليومية، بما في ذلك التعلم والتطوير وإشراك الموظفين وصنع القرار وابتكار المنتجات.

تحتاج المنظمات إلى تحديد أهداف متعلقة بالتنوع، أو تحديد مؤشرات أداء رئيسية بوضوح على كافة المستويات، مع إجراء عمليات مسح مستمرة لمراقبة التركيبة الديمغرافية لفريق العمل واتجاهات الموظفين. من المهم أيضًا في هذا الإطار، ضمان توفير فرص متساوية للموظفين بغض النظر عن جنسهم أو عرقهم، مع الحفاظ على اختيار الكفاءات بناء على جدارتها.

وتحدد مدونة قواعد السلوك و”سياسة تكافؤ الفرص” بوضوح التزام «في إف إس غلوبال»، بضمان تكافؤ الفرص في مكان العمل، مع التأكيد على أهمية التعاون فيما بيننا بغض النظر عن العرق أو الدين أو المعتقد أو الجنسية أو الجنس أو العمر أو القدرات الجسدية، وضمان الاحترام في مكان العمل عبر جميع التفاعلات مع زملائنا في العمل.

ويعد التعاون مع المجتمعات المحلية أو الاستفادة من البرامج الحكومية طريقة أخرى لتأسيس شراكات قوية مع أصحاب المصلحة، تعزز القدرات التنافسية.

وتعمل «في إف إس غلوبال» في المملكة العربية السعودية، على تشجيع الطلاب السعوديين المتدربين للانضمام إلى فريق عملها، وذلك في إطار جهودنا الهادفة لدعم مبادرات السعودة الحكومية، والتي تهدف إلى توظيف المواطنين السعوديين في القطاع الخاص على نحو أوسع. وشهد العام 2019، تدرب أكثر من 60 طالباً سعوديًا في مؤسستنا، حيث تمكنوا من تحسين مهاراتهم وكفاءاتهم.

إعادة تعريف منهجيتنا الخاصة بالتنوع والشمول

في حين تعتبر قيم التنوع والشمول مطلب أساسي في العديد من المنظمات، فمن المهم خلق تآزر بين السياسة والممارسة، وتأسيس ثقافة الشمولية الحقيقية في التفاعلات اليومية للمنظمات. في هذا الإطار، يعد التزام القيادات الإدارية أمر بالغ الأهمية لدفع وتعزيز التنوع والشمول، مع الحرص على تشجيع جميع الأفراد العاملين في مؤسسة ما للمساهمة في تعزيز هذه القيم عبر جدول أعماله.

وستتمكن المؤسسات من التغلب على التحديات المتعلقة بالتنوع، عندما يأخذ قادة الأعمال على عاتقهم مهمة إنشاء ثقافة توفر فرصة المساهمة في الارتقاء ببيئة العمل من قبل الجميع.

وومن الضرورة بمكان، لضمان تنفيذ هذه القيم والأهداف، تأسيس استراتيجية اتصال قوية بحيث يتم توجيه أجندة التنوع والشمول بشكل فعال داخل المؤسسة. ويقع على عاتق جميع الموظفين، بغض النظر عن الدور أو المستوى، مسؤولية تعزيز هذه الثقافة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال مبادرات الاتصال والتدريب الفعالة لتثقيف الموظفين وبناء الوعي والمعرفة حول التنوع والشمول.

تلعب شبكات التنوع دورًا مهمًا في تشكيل ممارسات التنوع والشمول لدى كافة المؤسسات. وهي طريقة رائعة لدفع مشاركة الموظفين وخلق الفرص لتمكينهم من مناقشة الأمور المرتبطة بالتنوع والشمولية في مكان العمل.

بالنسبة لـ «في إف إس غلوبال»، يعد تكويننا الديموغرافي بمثابة دليل على أن تنوع الفكر هو جوهر الاستدامة وريادة الأعمال لكافة المؤسسات، كما تعتبر ثقافتنا المتنوعة محرك مهم لنجاحنا.

وكجزء من إستراتيجيتنا للتنوع والشمول لعام 2021، سنطلق قريباً شبكة متنوعة ومخصصة للنساء العاملات في «في إف إس غلوبال». وستوفر الشبكة منصة لزميلاتنا لبناء العلاقات والشبكات الاجتماعية، وتوفير الموارد لدعم نموهن الوظيفي وتطورهن الشخصي.

تحتاج المنظمات إلى إيلاء اهتمام خاص للتحيزات المتعلقة بالخصائص البشرية مثل الجنس أو العمر أو الإعاقة أو العرق أو الدين. وقد وضعت العديد من الدول قوانين تحمي الموظفين من التمييز في مكان العمل بناءً على بعض هذه الخصائص. ويمكن أن يؤدي اطلاق حملة اتصال قوية حول هذه الموضوعات المساعدة في تعزيز الوعي عبر هذا الإطار.

يمكن لمقاييس التنوع والشمول القوية – والتي تعتبر بمثابة تآزر حقيقي بين السياسات والممارسات – المساهمة على نحو فعال في بناء ثقافة شاملة في مكان العمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى