تكنولوجيا وإتصالات

الذكاء الاصطناعي في مجال التقنية المالية: كيف تستفيد “هايبرباي” من التقنيات المتطورة لإحداث تحول في بوابات الدفع

في عصرنا الرقمي الذي يتسم بتسارع وتيرة تطوراته، يشكل الذكاء الاصطناعي أحد محركات التغيير الرئيسية، إذ تحدث تطبيقاته تحولاتٍ جذرية في مختلف القطاعات، متيحةً فرصاً غير مسبوقة للنمو ودفع الشركات نحو آفاق جديدة من النجاح. ويعد قطاع التقنية المالية أحد أكثر القطاعات تأثُّراً بالذكاء الاصطناعي، حيث شهدت بوابات الدفع، على سبيل المثال، تحولاً كبيراً بفضل التطبيقات المبتكرة للأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي. ولا يقتصر دور هذه الأدوات على تعزيز الأمان وتبسيط العمليات فحسب، بل يشمل أيضاً إرساء مفاهيم جديدة لمنهجيات تواصل المؤسسات المالية مع عملائها.

وتعمل التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي، مثل روبوتات الدردشة والمساعدين الافتراضيين، على إعادة تشكيل تجربة العملاء من خلال تقديم الدعم الفعال والمخصص، حيث تستعين هذه الأنظمة الذكية بمعالجة اللغة الطبيعية (NLP) لفهم استفسارات العملاء والرد عليها، مقدمةً المساعدة الفورية أثناء عمليات الدفع وتنفيذ الطلبات. وعلاوة على ذلك، يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل كمياتٍ هائلة من البيانات لتحديد مخاطر الاحتيال المحتملة، مما يوفر الحماية للشركات والمستهلكين على السواء. وتعمل أدوات الذكاء الاصطناعي في جوهرها على محاكاة الذكاء البشري لمعالجة المشكلات المتعلقة بالدفع بسرعة وبتكلفةٍ تنافسية.

وشهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نمواً لافتاً في المدفوعات الرقمية، مدعوماً بزيادة انتشار الإنترنت واستخدام الهواتف الذكية، واتساع نطاق المبادرات الحكومية الرامية لتمكين هذا النمو. وتشارك حوالي 85% من شركات التقنية المالية في المنطقة بنشاط في خدمات المدفوعات والتحويلات المالية، مما يسهم في نمو الاقتصاد الرقمي. وعلى هذا الصعيد، برزت كلٌّ من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية كلاعبين رئيسيين في مشهد التقنية المالية، في ظل وجود منظومة مزدهرة من الشركات الناشئة، وتركيزٍ كبير على الابتكار. وعلى سبيل المثال، تحتضن دولة الإمارات أكثر من 800 شركة ناشئة بقيمة 15.5 مليار دولار أمريكي.

وفي ضوء توقعات حوالي ثلث الشركات بتسجل نموٍ كبير (أكثر من 20 في المئة) في عام 2024، تعتبر ابتكارات الدفع الرقمي أحد المحركات الرئيسية للنجاح في بيئة الأعمال الديناميكية والمتطورة باستمرار. في هذا الصدد، يؤكد أكثر من 100 من المدراء التنفيذيين ضمن القطاع في مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومصر، على الأهمية الكبيرة للدفع الرقمي بالنسبة للشركات في المنطقة. ووفقاً لـ 81% من الشركات التي شملتها دراسةٌ استقصائية تخصصية، فإنَّ المعاملات الأسرع تساهم بشكل مباشر في زيادة الإيرادات، في حين يدرك حوالي 83% من المدراء التنفيذيين مدى أهمية السهولة في إتمام عمليات الدفع في ترسيخ ولاء قاعدة العملاء.

وكانت “هايبرباي”، الشركة الرائدة في تزويد بوابات الدفع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في طليعة الشركات التي بادرت بدمج تقنية الذكاء الاصطناعي في عملياتها، تماشياً مع التزامها بتقديم حلول دفع استثنائية، ونتيجة فهمها للاحتياجات المتطورة للأعمال والعملاء. وتتبنى “هايبرباي” رسالةً مؤسسية تتمحور حول رفد الشركات بأفضل بوابات وحلول وخدمات الدفع بهدف تسهيل جميع عمليات الدفع وتسريع وتيرتها وزيادة موثوقيتها.

وقامت “هايبرباي” بدمج الذكاء الاصطناعي في العديد من عملياتها لأسباب متنوعة، حيث تعمل الخوارزميات القائمة على الذكاء الاصطناعي على تحليل أنماط المعاملات بشكل فوري لرصد الأنشطة الاحتيالية ومنعها. وتركز الشركة في حلولها المتقدمة لمنع الاحتيال على مزيجٍ من بيانات المخاطر والإعدادات وتعلُّم الآلة وبيانات الاحتيال وبيانات المدفوعات، بالإضافة إلى التحليلات المتقدمة، وذلك لتحديد المعاملات المشبوهة وحماية الشركات من الخسائر المالية، حيث تعتبر الشركات التي تستخدم أو تقبل بطاقات الخصم والائتمان عبر الإنترنت معرضة دائماً لمخاطر الاحتيال.

وتتيح حلول “هايبرباي” للحماية من الاحتيال للشركات اكتشاف المخاطر بدقة، وتحقيق الحد الأقصى من الأرباح الحقيقية، وتقليل أي خسائر محتملة. وتتكيف نماذج تعلُّم الآلة مع تقنيات الاحتيال الجديدة، مما يضمن استمرارية الحماية، في حين يعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين توجيه المدفوعات، مما يقلل من أوقات المعاملات وتكاليفها. وتقوم نماذج تعلُّم الآلة بتوقع نتائج المعاملات، مما يقلل من الأخطاء والإخفاقات، ويتيح التعامل الفوري مع عمليات الاحتيال وضمان سلاسة تجربة الدفع.

وتقوم “هايبرباي” باستخدام “القوائم السوداء” بناءً على عنوان بروتوكول الإنترنت والمنطقة ومعلومات بطاقة الائتمان وعوامل أخرى، بهدف تحديد العملاء المشتبه بهم بشكل أفضل. وتتيح هذه المنهجية رفض المعاملة في حال كانت تفاصيل العميل متطابقة مع التفاصيل المُدرجة في القائمة السوداء. ويمثل التحليل التنبؤي طريقة حمايةٍ أخرى قائمة على الذكاء الاصطناعي، حيث يتم جمع البيانات والمعلومات من مختلف القطاعات (تحليل بيانات الاحتيال) لمساعدة الفرق المعنية بمكافحة الاحتيال في تحديد نوع الاحتيال بشكل أسرع وأكثر دقة باستخدام تحليلات البيانات. وعلاوة على ذلك، يمكن للشركات اكتشاف أنماط جديدة من الاحتيال بدقة وسرعة وبصورةٍ استباقية قبل أن تؤثر عليها، وذلك بفضل التقديرات الفورية لتعلُّم الآلة.

وتقدم روبوتات الدردشة والمساعدون الافتراضيون المدعومون بالذكاء الاصطناعي من “هايبرباي” دعماً فورياً للشركات والمستهلكين، مما يعزز رضا العملاء وولاءهم. ويتيح الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات في الوقت الفعلي، ليساعد بذلك الشركات على الحصول على رؤى قيمة حول توجُّهات العملاء، بالإضافة إلى تحسين استراتيجياتها التسويقية.

وتلتزم “هايبرباي” بتوسيع قدرات الذكاء الاصطناعي في مجالات مكافحة الاحتيال، والتحليلات وخدمة العملاء. كما تضع الشركة تصوراً لمستقبل تصبح فيه بوابات الدفع القائمة على الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من الاقتصاد الرقمي في المنطقة، مما يسهم في تمكين الشركات والعملاء على السواء.

في المشهد المعاصر للمدفوعات، يُحدِث الذكاء الاصطناعي نقلةً شاملة في مجال بوابات الدفع، إذ يتيح إمكاناتٍ هائلة وفرصاً غير مسبوقة للنمو والابتكار. وفي ظل ريادتها بدمج الذكاء الاصطناعي ضمن عملياتها، تعد “هايبرباي” لاعباً رئيسياً في تشكيل ملامح مستقبل المدفوعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتسعى الشركة إلى توفير حلول دفع آمنة وفعالة تركز على العملاء لتعزيز نجاح قطاعات الأعمال، من خلال الاستفادة من الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى