“ثورة الاتصالات: أبرز 5 اتجاهات تشكل قطاع الشبكات الشرق الأوسط في عام 2024 وما بعده”
بيت هول، المدير الإداري الإقليمي لدى سينا في الشرق الأوسط وأفريقيا
ونحن في مستهل العام من المتوقع أن يشهد العام 2024؛ ، العديد من التحولات التكنولوجية الجذرية التي ستعيد تعريف المشهد الرقمي، خاصةً مع جهود الترقية الرقمية السريعة لمجلس التعاون الخليجي. ومن خلال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية ووسائط الإعلام الرقمية، سوف يشهد العام 2024 تطورات متنامية على صعيد الإبتكار والتحول الرقمي والتطور المتسارع.”
ومن أبرز 5 اتجاهات في مجال الشبكات التي من المتوقع أن يكون لها تأثير في الشرق الأوسط في العام 2024:
1- تقنية الذكاء الاصطناعي تزيد من حجم الطلب على حوسبة الحواف وواجهات البرمجة (APIs
جدير بالذكر أن الذكاء الاصطناعي كان ظهر منذ عدة سنوات ولكن الانتقال إلى الذكاء الاصطناعي الإبداعي قد أتاح إمكانيات جديدة. وفي الشرق الأوسط، هناك توقعات بأن يصل حجم سوق تقنيات الذكاء الاصطناعي الإبداعي إلى حوالى 24 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030. بينما يركز العديد من مزودي بنية الشبكات على كيفية اعتماد تقنية الذكاء الاصطناعي الإبداعي في العمليات، سنشهد طلبًا هائلاً لمتطلبات الحوسبة والاتصالات عند حافة الشبكة، مما سيتطلب من المشغلين بناء هياكل حواف الشبكة متاحة للآلات، الأمر الذي يسمح باستهلاك الموارد من خلال واجهات برمجة التطبيقات (APIs
2- مراكز بيانات أكثر تدبيرًا وأخرى صغيرة
من المتوقع أن يشهد سوق مراكز البيانات في مجلس التعاون الخليجي نموًا بمعدل نسبة العائد المركب (CAGR) مانسبته 8.14% من العام 2022 إلى عام 2028، وذلك بفضل تطور المدن الذكية وتقنية شبكة الجيل الخامش 5G وتطبيقاتها، واعتماد التقنيات الذكية وخدمات الحوسبة السحابية. يُعد تقليل استهلاك الطاقة في الشبكة المركزية لتحسين الاستدامة من بين الدوافع الرئيسية لاستخدام المزيد من مراكز البيانات عند حافة الشبكة. يمكننا توقع تكامل أوسع للممارسات المستدامة في عمليات مراكز البيانات والتركيز المتجدد على شبكات فعالة من حيث استهلاك الطاقة ومستدامة.
3- نمو حوسبة الحافة
من المتوقع أن تشهد حوسبة الحواف نمواً متسارعاً مما يسهم في تحسين أوقات الاستجابة واستخدام أكثر كفاءة لعرض النطاق الترددي. جدير بالذكر أن هذا النمو سيمكن مقدمي الخدمات من المشاركة في سلسلة القيمة إلى خارج حدود الاتصالات أو إلى أبعد عن حدود الاتصالات، مما يمكن تطوير نماذج أعمال ونماذج استهلاك جديدة. ويشمل ذلك “الشبكة كخدمة”، مما سيساعد في ضمان كفاءة التكلفة لمستخدمي الأعمال.
4- الطلب المتزايد من قبل المستهلكين يدفع إلى تطور الشبكات.
من المتوقع أن تؤثر تغير عادات استهلاك المحتوى أيضًا على الشبكة. خلال السنوات القليلة المقبلة، قد يصبح المحتوى أكثر دينامكياً ومخصصًا، حيث يتم نشر تقنيات الذكاء الاصطناعي مع إمكانيات البنية التحتية لإنشاء محتوى جديد. على سبيل المثال، فإنه من الممكن جدًا في المستقبل القريب أن يمكن للفرد وضع نظارة الواقع الافتراضي والانضمام إلى حدث رياضي، من منظور فريد ومخصص.
5- التقليل من الهوة الرقمية في ازدياد
ألقت جائحة كوفيد-19 الضوء على الهوة الرقمية، والتي لم تختفِ منذ ذلك الحين. وقد شهدنا تطوراً كبيراً في هذا المجال في العديد من الجوانب منذ ذلك الحين بفضل مشاريع التحفيز الحكومية واستثمارات النطاق العريض في المنازل وتقنيات الشبكات البصرية المبتكرة والتقدم في مجال الأقمار الاصطناعية وغيرها. في عام 2024، يُتوقع أن تنخفض الهوة الرقمية بشكل أكبر في المنطقة، حيث تستثمر الحكومات في البنية التحتية، وتصبح الأجهزة أكثر توفرًا بأسعار معقولة، وتعتمد المدارس التعليم الرقمي والمواضيع ذات الصلة في مناهجها.
تتطلب السنوات القادمة استمرار تبني الابتكار. وبينما ننطلق في هذه الرحلة التكنولوجية، يتجه مشغلو الشبكات في الشرق الأوسط نحو مستقبل يجمع بين الابتكار بسلاسة والمسؤولية الاجتماعية والوعي البيئي