التحول الرقمي مستقبل الشبكات المستدامة في دول مجلس التعاون الخليجي

التحول الرقمي مستقبل الشبكات المستدامة في دول مجلس التعاون الخليجي

المتحدث: عز الدين منصوري؛ المدير العام للمبيعات لدى سيينا في الشرق الأوسط

قال عز الدين منصوري؛ المدير العام للمبيعات لدى سيينا في الشرق الأوسط: “شهدت صناعة الاتصالات في الشرق الأوسط انتقالًا سريعًا من الأنظمة التقليدية إلى شبكات محدثة للتعامل مع متطلبات المستهلكين والشركات المتزايدة. ومع ذلك، يعتبر تحسين أداء الاستدامة لمقدمي الشبكات فرصة رئيسية لدعم الأهداف الرؤية المحددة من قبل دول مجلس التعاون الخليجي مثل دول الإمارات والمملكة العربية السعودية لتحقيق التفوق كاقتصادات رقمية رائدة، معتمدة على الممارسات المستدامة.

وأضاف :”وتعكس رؤية المملكة العربية السعودية 2030 أجندة الإمارات الخضراء 2030 التزام الدولتان تجاه هذا االتوجه. وتعمل دولة الإمارات على إنشاء اقتصاد قائم على المعرفة وتنافسي وتعزيز التنمية المستدامة، بينما تتطلع المملكة العربية السعودية إلى أن تصبح مركزًا تكنولوجيًا عالميًا مدفوعًا بالاستدامة البيئية. تسلط كلا الرؤى الضوء على أهمية التكنولوجيا المستدامة، بما في ذلك تكنولوجيا الاتصالات، في دفع النمو الاقتصادي وحماية البيئة.”

وتابع: “وأصبح التحول الرقمي المستدام ضرورة ملحة لمقدمي خدمات الاتصالات، كما أكدته المنتدى الاقتصادي العالمي. قد يتسبب عدم التعامل مع مخاوف الاستدامة في فقدان اقتصادي كبير يصل إلى 12 تريليون دولار بحلول عام 2030. من خلال اعتماد التكنولوجيا المستدامة، يمكن للمؤسسات التقليل من التأثيرات البيئية، وتحسين استخدام الموارد، وتقليل أثر الكربون، وذلك بالإضافة إلى تحسين الكفاءة التشغيلية وتوفير التكاليف، وزيادة رضا العملاء.”

العديد من شركات الاتصالات الرائدة تضع أهدافًا طموحة للتغير المناخي تتوافق مع اتفاق باريس. أصبح ذلك الآن أمرًا حاسمًا حيث تعتبر عمليات الشبكة واحدة من أكثر الجوانب استهلاكًا للطاقة في بصمة مقدمي الخدمة، حيث تشير التقديرات إلى أن إجمالي استهلاك الطاقة يزداد بنسبة تقريبية تبلغ 10 بالمئة سنويًا. على سبيل المثال، عازمة شركة الإمارات العربية المتحدة للاتصالات والمجموعة التكنولوجية “e&”، المعروفة سابقًا باسم مجموعة اتصالات، على تحقيق الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2030 في قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة “COP27” في مصر.

أنشأت الشبكات حول العالم مجتمعات حديثة – من المدن الذكية إلى الرعاية الصحية الرقمية وأنظمة التعليم المتطورة. لذلك، من المنطقي أن تستغل شركات الاتصالات كل فرصة لدمج الاستدامة في عمليات شبكاتها لتلبية الطلب المتزايد على السعة بشكل مسؤول. هناك العديد من نقاط الاتصال حيث يمكن لمقدمي الخدمة تقليل الأثر البيئي للشبكات دون التأثير على احتياجات الاتصالات لاقتصاد اليوم الرقمي.

وأكد عز الدين أن التحول الشبكي يعد واحدة من أكثر الاستراتيجيات فعالية للحد من انبعاثات الكربون. بفضل التطور المستمر، أصبح من الممكن زيادة طاقة الشبكة مع تقليل الطاقة والمساحة المطلوبة لتشغيلها وتقليل التأثيرات الجانبية الناجمة عن المواد والفاقدات. في نفس الوقت، مع ارتفاع استهلاك البيانات، يقوم التصميم الجديد والمبتكر بتحقيق كفاءة هائلة في استخدام الطاقة للحصول على نفس القدرة في التوجيه. على سبيل المثال، يمكن تقليل استهلاك الطاقة لكل بت للمساعدة في الحفاظ على استهلاك الطاقة والانبعاثات تحت السيطرة. وباستخدام سعات أكبر مع أقل عدد من الوحدات وأحجام أصغر، يترتب عن ذلك استخدام أقل للمواد وإنتاج أقل من الفاقدات، وانخفاض انبعاثات الشحن والتغليف.

حتى بدون استخدام أحدث المعدات، يوفر البرمجيات المتقدمة فرصًا للحفاظ على استمرارية الشبكات مع تقليل الانبعاثات. يمكن أن تساعد الخدمات الافتراضية المشغلين في تقليل الحاجة إلى أجهزة الشبكة المنفصلة من خلال الاستفادة من وظائف الشبكة المعتمدة على السحابة. يمكن أن تساعد الأتمتة الذكية وشبكات البرمجة المحددة بالبرمجيات (SDN) العملاء في تحسين كفاءة القوى العاملة وشبكاتهم للحد من الحاجة إلى الأجهزة الشبكية والطاقة والمواد والفاقدات والانبعاثات المرتبطة بها بشكل نهائي.

على سبيل المثال، تساعد سيينا مقدمي خدمات الاتصالات في تحديث شبكاتهم باستخدام منصات جديدة تستهلك طاقة أقل، وتعزز القدرة، وتضمن نقل البيانات بكفاءة. تُمكِّن حلولها المتقدمة لشبكات البرمجة المحددة بالبرمجيات (SDN) المؤسسات من اعتماد التقنيات المستدامة والمساهمة في تطور الرقمنة في المنطقة.

ولفت منصوري: “مع تطور الشبكات في المنطقة بسرعة لمواكبة الطلب المتزايد، سيواجهون ضغطًا مستمرًا للحصول على سعات نطاق عريض أكثر وأفضل. بالمثل، سيزداد الضغط لضمان تشغيل الشبكات بكفاءة من حيث التكلفة والموثوقية والاستدامة. هنا يمكن أن تساعد خدمات تحويل الشبكة المشغلين في تحديد المعدات القديمة، والتخلص من العناصر الشبكية غير الضرورية والطاقة التي تستهلكها، وضمان أن الشبكة تلبي الأهداف التشغيلية والاستدامة.”

حدث المؤتمر الدولي القادم COP 28 هو منصة لمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي لعرض الممارسات المستدامة الملموسة على نطاق عالمي. ستركز المناقشات في COP 28 بلا شك على مواءمة التحولات الرقمية مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. ولكن القمة هي أيضًا فرصة ممتازة لإجراء مناقشات أكثر عمقًا ومعنى حول كيفية أن التحول الرقمي ضروري لبناء شبكات مستدامة.

واختتم: “الانتقال إلى التقنيات النظيفة أكثر أهمية بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث تسرع هذه الدول نحو تحقيق أهداف الصفر الصافي والتزامات الاستدامة المناخية. يجب على مزودي الشبكات أن يستغلوا الفرصة لتبادل أفضل الممارسات والتعاون مع نظرائهم في الصناعة اليوم لتسريع طموحات التحول الرقمي المستدام في المستقبل.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *