مقالات

الخرافات الصحية والغذائية

محمد اليامي (*)

أنا أحبذ أن أكون علميا، وأرى أن ما يثبت بالعلم عادة ينتصر على ما يتوارث من اعتقادات أو عادات، خاصة إذا كان الحديث عن الصحة، والغذاء، والأشياء التي تنعش أو تسمم البدن، وربما الروح.

على مر الأجيال تترسخ لدى عديد من المجتمعات أو الأشخاص معتقدات حتى يصلوا إلى يقين أنها حقيقة، وشمل ذلك العادات الصحية اليومية، وعادة ما تترك هذه الاعتقادات فترات طويلة حتى يقيض الله لها من ينقضها، ويقنع الناس بعكسها إن كانت خاطئة، أو يثبتها علميا إن كانت صحيحة، وفي بعض الحالات يتم الوصول إلى تسوية حيث يكون الاعتقاد صحيحا نسبيا لكن هناك تعديلات علمية عليه.

من الأشياء المهمة التي حدثت قبل أسابيع قليلة هو صدور تقرير حديث من مجلس الصحة لدول مجلس التعاون حول بعض المعتقدات الصحية والغذائية.

التقرير غطى جوانب كثيرة مثل فكرة “سمنة الطفل دليل على عافيته”، و”استخدام الهرمونات لتضخيم العضلات”، و”تناول المسكنات”، و”زيارتك للمريض وأنت متعطر تتعبه أكثر”، و”استخدام معجون الأسنان كعلاج للحروق”، و”الجلوس المستقيم يخفف من آلام الظهر”، و”الحامل تأكل عن شخصين”، وفندها بطريقة واضحة ولغة سهلة.

أعده شيئا مهما أيضا لأن المجلس تحرك إيجابيا واتصاليا، وحسب متابعتي هو لا يفعل ذلك كثيرا، وعليه أن يفعل باستمرار لأن واجبه رفع سقف الوعي بكثير من الأشياء الصحية، والقضاء على كثير من الخرافات.

كثير من الجهات الحكومية والخاصة تقع عليها المسؤولية نفسها، مسؤولية تغيير كثير من القناعات التي لم تثبت بالعلم، أو التي تسبب الضرر للناس إذا استمروا عليها.

من الجهة المقابلة يجدر بالجهات الصحية التي لديها إمكانات بحثية أن تبادر إلى دراسة بعض الأمور التي تبدو قريبة من الصحة، أو لعلي أقول تبدو منطقية، خاصة تلك التي ترتكز على مرويات ثابتة وصحيحة ومقاربة للعقل عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-. مثل الحبة السوداء يتم اكتشاف أشياء جديدة من فوائدها كل فترة، وأحسب أن مثلها كثير، ويحتاج فقط إلى أن يكون مصدر المعلومة الخاصة به موثوقا علميا.

العلم سينفي كثيرا من جهالة الناس الصحية والغذائية، لكن أيضا يمكننا إثبات بعض معتقداتهم أو حتى حدسهم تجاه أغذية معينة، ففي النهاية يصب كل ذلك في مصلحة وصحة وسعادة الإنسان. اطلبوا المعلومة من الجهات أو الأشخاص المختصين الثقات، واتركوا عنكم مسوقي أنفسهم أو بضائعهم في وسائل الإعلام أو وسائل التواصل أو حتى في تلك الرسائل التي تصلكم على الخاص.

(*) كاتب سعودي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى