السعادة أو راحة البال

السعادة أو راحة البال

فواز أحمد المالحي (*)

يركض الكثيرون إلى دفع المال والحال، من أجل صناعة الفرحة أو السعادة المؤقتة، ولكن تلك الصناعة تتلاشى سريعاً، ومن أمثلة ذلك إحياء حفل عشاء واجتماع من أجل ترميم الشعور بالحولية من الناس، وتأكيد لحظات أو ساعات ربما لا تتجاوز 4 ساعات، يفرح بها ويسعد ذاته، أو رحلة سفر يقوم بها لمدة أسبوعين.

لكن ماذا بعد ذلك …؟ .. يعود إلى مربض الملل والكدر والشعور بالحزن، وبعضهم يهجم عليه شبح الاكتئاب وغير ذلك.

نحن بحاجة إلى أمر أهم وأشمل من صناعة وقت للفرح والسعادة، وهي راحة البال والضمير المستريح، أو ما يعرف بالقناعة والثقة بالنفس، وهذا أمر مستمر ليس كالفرحة بالشيء في حينها.

الفرحة والسعادة هي حالة مؤقتة، ربما تذهب بانتهاء الشيء أو تنطفي بانطفاء وقته، مثل الفرحة بالسيارة الجديدة تنطفئ بعد أيام أو أسابيع، أما راحة البال فهي سلوك وليست حالة، والسلوك مستمر وينغرس بالتعود والتدرب عليه والوصول إليه بقناعة تامة.

لا يمكن بعد أن تعيش هذا السلوك أن تحتاج إلى لحظات أو مسعدات، لأنك تعيش مرحلة ملكية الروح، حين تتساوى الأمور في عينك، وتدرك أنك تعرف ما ينفعك و ما يضرك، ولا شيء يستحق الركض خلفه، متى ما وصلت – وصلت.

(*) كاتب سعودي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *