بقلم: فيصل محمد اليامي
تتعدد الآراء والحلول والعلاجات أمام ما يشهده معدل الادخار في الأسر السعودية الذي يعد متدنيا جدا، إذ يبلغ حوالي 2.4% من الدخل السنوي المتاح، وهذه النسبة أقل بكثير من المعدل العالمي البالغ 10% والمعترف به عالميا كحد أدنى لضمان الاستقلالية المالية على المدى الطويل، وذلك حسب وثيقة برنامج تطور القطاع المالي 2020، واستنادا إلى بيانات الهيئة العامة للإحصاء، ومن أبرز الحلول تأتي رؤية المملكة 2030، باستهدافها رفع نسبة ادخار الأسر السعودية من إجمالي الدخل من 6% إلى المعدل العالمي 10%، بغرس ثقافة الادخار في داخل المجتمع وعلى المستوى الفردي أولا.
وفي ظل الظروف المحيطة بالعالم وتحديدا السعودية فالأوضاع الاقتصادية تواجه عدة تهديدات من عدة اتجاهات والوضع الراهن ساعد في رفع مستوى الوعي الادخاري لدى المواطنين وعزز ثقافة الادخار لدى الشباب تحديداً، في ظل الظروف الراهنة و تغير خارطة الاحتياجات فقد اختلفت الأولويات و الضروريات، و في ظل الظروف فقد أوقفت تقريباً جميع الرحلات الى اغلب دول العالم و تم إقرار اقفال المقاهي والمجمعات التجارية ساعد ايضاً في فرض ثقافة الادخار الى المجتمع تدريجيا. العالم حالياً امام واقع حقيقي و محنة حقيقية و يجب على كل فرد ان يضع أسوأ الاحتمالات الاقتصادية و الادخار في المكان الصحيح و الوقت المناسب.
طلعت حافظ: برنامج تطوير القطاع المالي اهم أهدافه التنفيذية الاستراتيجية لرؤية ٢٠٣٠هو رفع مستوى الادخار وثقافة الادخار لدى افراد المجتمع
امين عام لجنة الاعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية أ. طلعت حافظ يقول: تسعى رؤية ٢٠٣٠ الى توعية الفرد ورفع مستوى الادخار لدى الفرد وافراد المجتمع الى ان شاء الله ١٠ بالمئة، البنوك جزء من هذه المنظومة حيث ان برنامج تطوير القطاع المالي، هنالك ثلاث جهات موكل اليها البرنامج وهي وزارة المالية ومؤسسة النقد السعودي وهيئة السوق المالية.
ويضيف طلعت حافظ: طبعاً نحن البنوك جزء من هذه المنظومة وبالتالي نحن يقع علينا كقطاع مصرفي وكقطاع مالي بشكل عام تنمية الوعي وايضاً خلق واستهداف منتجات ادخاريه تشجع على الادخار لأفراد المجتمع وللتشجيع لبلوغ النسبة المستهدفة من المدخرين في المملكة تماشياً مع الرؤية الاقتصادية والتنموية ٢٠٣٠.
البييبي: البنوك قدمت برامج للطلاب بالتعاون مع الجهات التعليمية في أهمية الادخار وإدارة الدخل
يقول وائل البييبي المدير التنفيذي للمسئولية الاجتماعية بمصرف الراجحي: يعرف مصرف الراجحي الثقافة المالية على انها عملية فهم وتعلم طرق كسب الاموال وإنفاقها وتوفيرها عن طريق اكتساب المهارات والطرق المؤهلة لمعرفة كيفية استخدام الموارد المالية ويعرف الادخار على انه استقطاع مبلغ من مجموع الدخل لتحقيق اهداف مستقبلية قبل البدء بتوزيعه ضمن معادلة (الادخار = الدخل – المصروفات) ويعتبر المصرف ان تعزيز ثقافة الادخار لدى الأفراد من اهم واجباته نحو المجتمع كونه يقع ضمن اهم الأعمال المصرفية واحد اهم الركائز للثقافة المالية العامة وسعى المصرف خلال السنوات الأربع الماضية إلى القيام بدور ريادي في هذا المجال حيث تبنى العديد من البرامج منها رعاية برنامج التاجر الصغير بالكامل والتي من خلالها قام المصرف بدعم برامج توعوية للأطفال في العديد من المناطق حول المملكة من خلال مادة علمية بسيطة تتناسب مع اعمارهم كما احتوى البرنامج ورش عمل شارك فيها الاطفال من خلال الواقع الافتراضي لكيفية التعامل اليومي مع الأشياء في حياتنا (بيع ، شراء ، تقديم خدمات و تعاملات حكومية .. الخ).
كما أضاف البيبي: ونفذ المصرف أيضاً برنامج على مدى سنتين في اكثر من 30 مدرسة متوسطة وثانوية حيث تم من خلال البرنامج تعريف الطلاب بأهمية الادخار وتعريفهم بضرورة الحفاظ على سرية بياناتهم ومعلوماتهم المالية وعدم التجاوب مع رسائل الاحتيال المالي المنتشرة مؤخراً بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وسهولة الوصول على كل فرد في المجتمع واخيراً نفذ المصرف مؤخراً برنامج عن ثقافة الوعي المالي وأهمية الادخار في عدد 4 جامعات شهدت حضور كثيف من الطلاب وقبول واسع من القائمين على الجامعات.
