ممثلون عن بنك دبي التجاري وبنك أبوظبي الإسلامي من بين ممثلي عدة بنوك إقليمية رائدة يشاركون وجهات نظرهم حول مستقبل قطاع الخدمات المالية والمصرفية

المؤشر الاقتصادي – متابعات
يستشرف “Disruption”، وهو كتابٌ جديدٌ صادرٌ عن دار نشر رائدة في مجال الاعمال تحمل اسم (LID)، مستقبل العمل المصرفي في سوق شهدت فيه القوانين تغيُّرًا كبيرًا. ويُعتبر مؤلّفو الكتاب، وهم اغناسيو غارسيا الفيس، وفيليب ديباكر، وخوان غونزاليس مفكّرين روّاد يعملون بشركة آرثر دي ليتل التي تُمثّل واحدةً من أبرز شركات الاستشارات الإدارية في العالم، وهم يعتمدون في عملهم على العديد من سنوات الخبرة والرؤى لتحديد التحديات الماثلة أمام المصارف التقليدية بفعل المنافسين الجدد ويقترحون نموذجًا للتغيير وتمكين هذه المصارف من البقاء ومواصلة العمل في القطاع. وينطوي هذا الكتاب بين دفّتيه على مقابلات أصيلة ورؤى محفزّة من المدراء التنفيذيين والجهات الفاعلة الرئيسية في عالم الخدمات المصرفية الذين يشاركون بانفتاح وجهات نظرهم حول مستقبل الخدمات المالية والقطاع المصرفي. ويُبلوِر هذا الكتاب فهمًا ناقدًا لتوجهات القطاع، بما يشمل أثر جائحة كورونا (كوفيد-19)، ويُحدد الفرص السانحة للمصارف العالمية للاستفادة من أصولها الفريدة، واستباق الشركات الجديدة والحيلولة دون هيمنتها على السوق. وبهذا الصّدد، يُعرِب إغناسيو غارسيا ألفيس، وهو الرئيس التنفيذي العالمي لشركة آرثر دي ليتل، عن رأيه بهذا الكتاب قائلًا: “إن كتاب “Disruption” يُبيّن بالتفصيل كيف أن مجموعة جديدة من الجهات الفاعلة النشطة والجريئة تُساهم بإحداث تغيير ثوري في قطاع الخدمات المالية، ويُقدّم المشورة بشأن كيفية تعامل المصارف التقليدية مع التحديات الخطيرة الماثلة أمامها بفعل هذه الجهات. وهو بمثابة “أداة تفكير” أُعدّت خصيصًا لتحفيز العمل الذي نرجو أن يصل صداه الى العاملين في هذا القطاع، والذين لديهم حس قوي بالفعل بأن القطاع المصرفي قد شهد تغيرًا كبيرًا، في ظل مواجهة نموذجه القديم لتهديد وجودي”. “نؤكّد على أنه ليس من نوايانا دق ناقوس الخطر فحسب، بل نودّ من القرّاء عوضًا عن ذلك دراسة ما تعنيه هذه التغييرات للقطاع من حيث المخاطر والفرص”. وفي هذا الإطار، يُعلّق فيليب ديباكر وهو شريك اداري و الرئيس العالمي لقطاع الخدمات المالية في آرثر دي ليتل، قائلًا: “بعد الإنتهاء من البحث والتحليل يُمكن أن نستنتج بأن النموذج المصرفي التقليدي الذي نشأنا عليه لم يعُد ملائمًا لتحقيق الهدف الذي نصبو إليه، إذ شهدت قواعد اللعبة تغيُّرًا أساسيًا من ناحية أن البنوك ليس لها خيار الا أن تعتمد نموذجًا مختلفًا أكثر ملاءمةً للعالم كما نعرفه الآن. ولكن يتطلب ذلك استثمارًا كبيرًا وتحولًا رئيسيًا في الثقافة المصرفية”. ويُضيف خوان غونزاليس، وهو شريك في قطاع الخدمات المالية لدى آرثر دي ليتل، قائلًا: “ينبغي أن يكون وجود شركات مبتكرة وفاعلة وتحظى بتمكين تكنولوجي في السوق المالية بمثابة جرس إنذار للبنوك، لأنه يتعيّن عليها التحرّك والتغيُّر بوتيرةٍ سريعةٍ إن أرادت تجاوز هذه التهديد بنجاح. تُعد البنوك بمثابة مؤسسات متحفظة بطيئة التقدُّم، لكننا نأمل أن يُساعدها هذا الكتاب في فهم التغييرات القادمة والتكيُّف معها بوتيرةٍ سريعةٍ”. بدوره يقول بيرند فان ليندر، الرئيس التنفيذي لبنك دبي التجاري: “أعتقد أن مستقبل قطاع الخدمات المصرفية سيكون مبنياً على الشراكات واعتماد نماذج الأعمال الهجينة بأكثر من طريقة. لذلك، سنرى العديد من النماذج الهجينة بين الخدمات المصرفية الرقمية والمادية، وبين الخدمات المصرفية الاحتكارية وتلك القائمة على الشراكات”. ومن جهته قال سانديب شوان، الرئيس التنفيذي للعمليات للمجموعة، بنك أبوظبي الإسلامي: “فيما يتعلق بوجهة نظري حول نموذج الخدمات المصرفية التقليدية، أعتقد أن قطاع الخدمات المصرفية سيشهد ثورة مشابهة لتلك التي شهدتها صناعة السيارات”. يجدُر بأيّ شخص يرغب بالاطلاع على تحليلٍ مُستفيضٍ للوضع الحالي للسوق المصرفية وما ستؤول إليه في المستقبل قراءة هذا الكتاب، إذ أنه كتاب يستهدف المسؤولين التنفيذيين عن الخدمات المالية الذين يرغبون في أن يكونوا في الطليعة وتقديم القرارات الصحيحة لتمكين شركاتهم من الازدهار وليس الركود.