لاللمتاجرة بثقافة أطفالنا
بقلم: عبدالله صادق دحلان
مع الانفتاح الثقافي العالمي، ومع انفتاح الفضاء الإلكتروني، ومع توجه بعض من الشركات العالمية نحو المتاجرة ببرامج التسلية الإلكترونية ذات البعد الثقافي الأجنبي لمحاولة زرع ثقافة معينة تساهم في تغيير نمط ثقافة الطفل العربي المسلم (Generation Alpha) وهي حقيقة تعاني منها جميع الشعوب في العالم وعلى وجه الخصوص شعوب العالم الإسلامي، حيث اخترقت التقنية عادات وتقاليد وثقافة المجتمع العربي والمسلم، ومنها يستطيع الطفل في الوقت الحالي منذ بلوغه سن الثلاثة أعوام الدخول على شبكة الإنترنت عن طريق استخدام الأجهزة الإلكترونية المتاحة لدى الأسرة وتصفح العديد من المواقع مما يجعله عرضه للدخول إلى مواقع غير ملائمة تتنافى مع عمره وثقافة الدين الإسلامي واخلاقيات المجتمع العربي، إن بعض المواقع التي تنشر العنف وتنمية البغضاء والكره في برامج ألعاب التسلية تشكل خطراً كبيراً على الأطفال في غياب متابعة الأسرة لانشغالها، ومثل هذه المواد قد يتعرض الطفل لها عن طريق الصدفة عند البحث على شبكة الإنترنت، لذلك ينبغي على الأسرة أن تكون حريصة على متابعة أبنائها عند البحث والتصفح الإلكتروني، كما ينبغي على الأسرة متابعة برامج التواصل للأطفال في مختلف أنحاء العالم الذين لا هوية لهم ومعرفين بأرقام، حيث ينتحل البعض شخصيات غير شخصياتهم الحقيقية ويتم استدراج الطفل للحصول على معلومات خاصة أو سرية أو صور للطفل وأسرته، أو حتى أحياناً الطلب من الطفل بالقيام بأفعال وسلوكيات إجرامية تجاه أنفسهم أو تجاه أفراد عائلاتهم مقابل تقديم الوعود للطفل بمكافأته. وكذلك توجد العديد من ألعاب المقامرة الهادفة الى سلب أموال ذوي الطفل عن طريق الطلب من الطفل بإعطائهم رقم بطاقة الائتمان الخاصة بأحد الوالدين مما قد يعرض الأسرة الى عمليات النصب المالي.
ويوجد بعض المواقع التي تطلب من المتصفح تعبئة نماذج للحصول على بعض المعلومات والبيانات الشخصية مثل الاسم ورقم الهاتف والبريد الإلكتروني وعنوان المنزل ثم يتم استغلال هذه البيانات بإرسال مواد دعائية ترويجية ضارة أو فيروسات إلكترونية لاختراق أجهزتهم، مما قد يجعل الأطفال من الجيل الجديد يواجهون العديد من التحديات التي لم تكن موجودة في زمن أهاليهم.
إن مبادرة الأمير محمد بن سلمان لحماية الأطفال في العالم السيبراني مبادرة مهمة جداً تهدف إلى رفع مستوى التوعية للأطفال والآباء بما يتعلق بالمحتويات المشبوهة على الإنترنت، وتهدف إلى دعم صناع القرار والمعلمين لاستخدام أفضل ممارسات حماية الأطفال على الإنترنت والتوعية بالمخاطر والتهديدات السيبرانية التي تشمل التنمر والتحرش الإلكتروني والتأثير الفكري.
إن طرحي اليوم هو أن تتبنى وزارة الثقافة مشروعًا وطنيًا لحماية ثقافة الطفل وذلك بإنشاء شركة متخصصة للإنتاج الإعلامي والثقافي والترفيهي الإلكتروني على أن تطرح في الأسواق بأسعار منافسة بصورة تطبيقات بنظام الاشتراك السنوي أو الشهري وتساهم في صناعة المحتوى الرقمي الذي يعزز من ثقافتنا المتميزة. وعلى الأسر السعودية تقع المسؤولية في متابعة أطفالهم مبكراً.