أبوظبي – المؤشر الاقتصادي
اختتم منتدى الطاقة العالمي الذي ينظمه المجلس الأطلسي أعمال دورته الرابعة، التي انعقدت تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وتضمن المنتدى على مدار ثلاثة أيام مناقشات رفيعة المستوى حول أجندة الطاقة للعام 2020 والعقد المقبل، بحضور وفود من 75 دولة، ضمّت صانعي القرار وشخصيات مؤثرة في الصناعة، والذين شاركوا في حلقات النقاش وورش العمل واجتماعات ثنائية، والتي اتسمت بالتنوّع، بدءاً من أمن الطاقة ووصولاً إلى الاستدامة. ويعد المنتدى أحد الفعاليات الرئيسية لـ “أسبوع أبوظبي للاستدامة”.
وأقيم المنتدى بالشراكة مع كلٍ من وزارة الطاقة والصناعة في دولة الإمارات العربية المتحدة وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وشركة “مبادلة للاستثمار”، وشركة “نفط الهلال” ومقرها في الشارقة بصفتها رئيساً بلاتينياً مشاركاً.
وشملت أبرز المحاور التي تناولها المنتدى على مدى ثلاثة أيام، كلاً من:
محور التحول إلى مصادر طاقة أكثر استدامة
وفي هذا الصدد، قال فريدريك كيمب، الرئيس والرئيس التنفيذي للمجلس الأطلسي: “وصلت تكلفة الكوارث الطبيعية الناجمة عن ظاهرة التغير المناخي إلى تريليون دولار خلال السنوات الخمسة الماضية. ومن هذا المنطلق، فإن التحول في مصادر الطاقة الذي لطالما يتمحور حول مناقشاتنا منذ أربع سنوات حتى الآن، يمثل جزءاً من السعي لتقليص هذه التكاليف، والذي يتطلب بدوره استثماراً كبيراً، علماً بأنه لو تم تنفيذه بشكل سليم فسوف يجلب منافع لا حصر لها، وسيكون محفزاً للنمو الاقتصادي والابتكار ويعزز أمن الطاقة لجميع الدول.”
من جانبه، قال معالي الدكتور سلطان الجابر، وزير دولة في دولة الإمارات العربية المتحدة والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك”: “سنشهد خلال العقدين القادمين نمواً في الطلب على الطاقة بنسبة 25 إلى 30%، وهو ما يتطلب مزيداً من المصادر لتلبيته، وهنا يكمن التحدي الكبير المتمثل في توليد المزيد من الطاقة بكمية انبعاثات أقل.”
من جهته، قال معالي سهيل المزروعي، وزير الطاقة والصناعة في دولة الإمارات العربية المتحدة: “بصفتي عضواً في منظمة أوبك، أؤكد لكم بأنني لمست التزام جميع الدول، والتي تتألف من أكثر من 20 دولة في تجمّع أوبك بلس، بعدم رفع الأسعار، والحفاظ على التوازن وضمان توفير الطاقة للعالم، والحرص على تكثيف الاستثمار في هذا القطاع.”
محور تأثر قطاع الطاقة بالأوضاع الجيوسياسية الحالية
قال الجنرال جيمس جونز، الرئيس التنفيذي الفخري للمجلس الأطلسي ومستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما: “تمثل هذه الفترة فرصة للتقارب بشكل أكبر مع شركائنا وحلفائنا، وهي مناسبة جيدة لتعزيز الروابط بين المجتمعات النشطة، وتسخير الطاقة لتكون أداة داعمة للسلام والاستقرار والازدهار في كافة أنحاء العالم.”
وأضاف معالي الدكتور سلطان الجابر: “أنا سعيد بانحسار موجة التوترات الجيوسياسية التي شهدتها المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية، وإعلاء صوت الحكمة والتوازن والدبلوماسية.”
إلى ذلك، قال عآموس هوشتاين، نائب أول للرئيس في مؤسسة تيلوريان: “توجد فكرة تنطوي على اتجاهين، فالاعتقاد بأن الخلاف بين أمريكا وإيران مستمر، مع توقع حدوث هجمات انتقامية، ومع ذلك ستبقى أسعار النفط على ما هي عليه اليوم، إلا أنني أرى أن هذا التفكير هو أقرب إلى التمني.”
محور زيادة الطلب في مناطق جنوب وجنوب شرق آسيا
من جانبه، استعرض محمد الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة “مصدر”، رؤيته قائلاً: “خلال السنوات العشر الماضية تطورت الهند حتى أصبحت لاعباً أساسياً في مجال الطاقة المتجددة، مدعومة بسياسة حكومية، وأيضاً من خلال اتباع توجه تنويع مزيج الطاقة. ولطالما كانت الهند وباقي دول آسيا تعتمد على الفحم الحجري أو الوقود الأحفوري أو الطاقة المائية، إلا أن السنوات العشر الماضية غيّرت المُسمى ليصبح الطاقة المتجددة.”
وقال معالي توفيق شاودري، مستشار فخامة رئيس الوزراء في جمهورية بنغلاديش الشعبية لشؤون الطاقة: “ما حدث في المنطقة خلال العقد الماضي كان مدهشاً، حيث شهدنا انتشاراً كبيراً لمصادر الطاقة المتجددة مدفوعاً بشكل رئيسي من الصين والهند ودول جنوب شرق آسيا. واليوم، تتبع دول آسيا الوسطى الاتجاه نفسه للنمو من حيث انتشار الطاقة المتجددة. وعلاوة على ذلك، شهدنا انخفاضاً حاداً في تكلفة تقنيات الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ووصل الانخفاض إلى حوالي 80% من التكلفة للطاقة الشمسية و50% لطاقة الرياح البرية.”
محور دور النفط والغاز في التحول بالطاقة
وأوضح ماركو ألفيرا، الرئيس التنفيذي لشركة “سنام إس.بي.إيه”، بالقول: “إن التحول اليوم من استخدام الفحم إلى الغاز سيوفر 6 مليارات طن من غاز ثاني أكسيد الكربون”. وأضاف: “فمن المؤكد أن هذا الجهد يقلص تكلفة تسييل البنية التحتية، وتمكين نقل الغاز الطبيعي إلى الدول المستهلكة للفحم، عند سعر يجعل الانتقال يحدث بنفس الطريقة التي حدث بها في الدول المنتجة للغاز، مثل الولايات المتحدة الأمريكية.”
وقال عدنان أمين، الزميل رفيع المستوى للمجلس الأطلسي، والمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا): “طاقة متجددة 100% .. هو حلم لا وجود له على أر الواقع، أما الحقيقة فهي مزيج الطاقة، وعلينا العمل كي يكون هذا المزيج مثالياً.”
