تجارة و أعمال

جدوى: توقعات بانتعاش الفرص الوظيفية الموسمية في الربع الأخير مع استمرار أنشطة الترفيه

الرياض – عبده المهدي

قال تقرير اقتصادي حديث لشركة “جدوى للاستثمار” أن هناك عدة مؤشرات إيجابية ستدعم سوق العمل. وتشير البيانات الاقتصادية المتكررة (كبيانات الإنفاق الاستهلاكي ومؤشر مديري المشتريات)، إلى أن الاقتصاد المحلي يشهد تعافياً تدريجياً. كذلك، يرجح أن يسهم الرفع التدريجي للقيود على العمرة، في المساعدة على تحفيز خلق فرص وظيفية.

ويتوقع أن تنتعش الفرص الوظيفية الموسمية في الربع الأخير، تماشياً مع استمرار أنشطة الترفيه، وإن كان بمستوى أكثر محدودية، مقارنة بالعام الماضي، في مختلف أنحاء المملكة. إجمالاً، نتوقع أن نشهد تحسناً تدريجياً في معدل البطالة وسط السعوديين في النصف الثاني من العام، حيث ينتظر أن يسهم تمديد نظام ”ساند“، والمبادرات الأخرى التي ينفذها صندوق تنمية الموارد البشرية ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، في هذا التحسن في الفترة القادمة.

وشهدت معظم القطاعات الربع الثاني لعام 2020 انخفاضاً في التوظيف في عدد السعوديين والأجانب على حدّ سواء ، على أساس المقارنة الربعية. وكانت القطاعات التي سجلت العدد الأعلى من خسارة الوظائف في القطاع الخاص بالنسبة للسعوديين هي: التعليم، وتجارة الجملة والتجزئة، والأنشطة المهنية (والتي تشمل الاستشارات، والتسويق، والهندسة والتصميم، من بين مجالات أخرى). هذا الاتجاه يتصل بالمسار الملاحظ على المستوى الدولي، حيث كانت تلك المهن هي أكثر القطاعات انكشافاً خلال الجائحة، كما أشرنا في تقريرنا الخاص عن تطورات سوق العمل في المملكة في يونيو 2020. في نفس الوقت، هناك قطاعات أخرى أكثر عرضة لآثار الجائحة تأثرت أيضاً، كقطاع الضيافة وخدمات الأغذية، والصناعة، والتشييد، وسجلت خسائر للوظائف وسط السعوديين. في غضون ذلك، شهد قطاع التشييد العدد الأكبر من فقدان الأجانب لوظائفهم، على أساس ربعي، يليه قطاع الخدمات الإدارية وقطاع خدمات المرافق. بالنظر إلى التوظيف حسب النوع، أشارت البيانات إلى أن عدد الإناث السعوديات العاملات اللائي فقدن وظائفهن خلال الربع الثاني كان أكثر من رصفائهن من الذكور، وهو اتجاه يماثل أيضاً المسار الذي لوحظ على مستوى العالم، وكانت منظمة العمل الدولية قد حذرت سابقاً إلى أن الإناث في سوق العمل تضررن بشكل غير متناسب بتأثير كوفيد-19، خاصة في الدول مرتفعة الدخل.

ورغم الأوضاع الاستثنائية التي واجهها سوق العمل في الربع الثاني، نعتقد أن نظام دعم التوظيف الذي يشرف عليه صندوق تنمية الموارد البشرية، إضافة إلى نظام ”ساند“، قد ساعدا على التخفيف من مستوى خسارة الوظائف في سوق العمل. في الواقع، وكما توقعنا، مؤخراً تم تمديد نظام ”ساند“ لفترة ثلاثة شهور إضافية (حتى نهاية ديسمبر)، مما يساعد على دعم توظيف السعوديين في أكثر القطاعات تضرراً (كقطاع السفر والترفيه) في الربع الرابع، وسيغطي ”ساند“ حتى 50 بالمائة من العاملين السعوديين في كل شركة، مقارنة بـ 70 بالمائة سابقاً. خلال الربع الثالث لعام 2020، نرجح أن يكون فتح الاقتصاد ورفع عدد من القيود المتصلة بالجائحة، قد ساعدا على خفض عدد الأشخاص غير العاملين. وفي الحقيقة، تشير بيانات حركة المجتمع عالية التكرار، إلى زيادة في عدد الأشخاص الذين عادوا إلى العمل، رغم أن الحركة لا تزال تقل بنسبة 20 بالمائة تقريباً عن مستواها بداية العام. من ناحية أخرى، تحسنت الثقة في الأعمال، حيث تشير أحدث قراءة لمؤشر مديري المشتريات (لشهر سبتمبر) إلى توسع الاقتصاد. علاوة على ذلك، نتوقع أن يكون قد أدى طرح وظائف موسمية خلال الصيف، كجزء من مبادرات السياحة المحلية التي تشرف عليها وزارة السياحة، إلى تعزيز مستويات التوظيف خلال الربع الثالث. بالنظر إلى المستقبل، في الربع الرابع، نعتقد أن هناك عدة مؤشرات إيجابية ستدعم سوق العمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى