تجارة و أعمال

“تاليس” تتعاون مع القمة العالمية للصناعة والتصنيع لاستكشاف آفاق توظيف تقنيات إنترنت الأشياء في صناعة الفضاء

أبوظبي –  صحيفة  المؤشر الاقتصادي

أعلنت القمة العالمية للصناعة والتصنيع، المبادرة المشتركة بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، عن توقيعها شراكة جديدة مع تاليس، الرائدة عالميًا في مجال الطيران والفضاء، لتصبح تاليس بموجبها شريكاً صناعياً للقمة. وستساهم الشراكة الجديدة بين القمة العالمية للصناعة والتصنيع و”تاليس” في استكشاف فرص توظيف أحدث تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة في صناعة الفضاء، وذلك بهدف إطلاق مشروع ريادي فضائي يوظف تكنولوجيا إنترنت الأشياء في صناعة الفضاء، والذي يمكن أن يتم تطبيقه بعد ذلك على المستوى العالمي.

ومع أن توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في القطاع الصناعي يركّز حاليًا على التطبيقات غير الفضائية والابتكارات التي ساهمت في إحداث تحول جذري في طرق التصنيع، إلا أن آثار هذه التقنيات على صناعة الفضاء كبيرةٌ للغاية، حيث سهلت الابتكارات الجديدة مهمة استكشاف الفضاء وزادت فرص استفادة المجتمعات البشرية منها. وبالإضافة إلى تعزيز علوم الفضاء لمعرفتنا بالكون المحيط، فإنها تساهم في توفير العديد من الخدمات الهامة لجميع دول العالم بما في ذلك الرصد البيئي، وإدارة الموارد الطبيعية، والتنبؤ بالمناخ والأحوال الجوية، وأنظمة الملاحة العالمية، والاتصالات، ونظم الإنذار المبكر، وبالتالي المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

وأشار تقرير اتحاد صناعات الأقمار الصناعية الصادر في العام 2018 إلى أن صناعة الأقمار الصناعية تشهد نموًا هائلًا، وقدّر التقرير حجم صناعة الفضاء العالمي في العام 2017 بحوالي 348 مليار دولار. وتتوقع شركة “مورجان ستانلي” أن تزيد قيمة القطاع بأكثر من الضعف بحلول العام 2040 حيث يقدر أن يصل حجمه إلى أكثر من 1.1 تريليون دولار.

وقال باتريس كين، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لتاليس: “يساهم قطاع الفضاء في صياغة نمط حياتنا وطرق تواصلنا وتنقلنا بأمن وسلام بفضل توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة. وسنتمكن من خلال استثمار قدراتنا على فهم مختلف بيئات الأعمال مثل الفضاء وانترنت الأشياء، وخبرتنا في التعامل معها، من تحقيق النمو والتطور في هذا المجال الجديد كليًا. وستساهم شراكتنا مع القمة العالمية للصناعة والتصنيع في دعم تحقيق هذه الأهداف واستدامتها”.

وتتمتع تاليس بعقود من الخبرة في تصميم وتشغيل وتوفير الأنظمة المعتمدة على الأقمار الصناعية والتي تعمل على تحسين الاتصال وتساهم في تعزيز استخدام الموارد على الأرض. وقامت تاليس مؤخرًا بالاستحواذ على شركة غيمالتو، الشركة المتخصصة بالحماية المتكاملة بالاعتماد على تشفير البيانات والتحقق المشترك من موثوقيتها بين الأجهزة المرتبطة بالخدمة، لتساهم بهذه الخطوة في تعزيز خبرتها بتوفير خدمات أمنية متطورة لأنظمتها. وتعمل القمة العالمية للصناعة والتصنيع، أول منصة متعددة القطاعات في العالم والتي تجمع قادة القطاع الصناعي والحكومات والمنظمات غير الحكومية والمستثمرين، على تسخير تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في صياغة مستقبل قطاع الصناعة العالمي، وتمكينه من دفع عجلة النمو الاقتصادي وبناء الازدهار العالمي.

ومن جانبه قال بدر سليم سلطان العلماء، رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع: “نرحب بانضمام مجموعة تاليس لقائمة شركاء القمة العالمية للصناعة والتصنيع، مما يؤكد رغبة شركات القطاع الخاص للانضمام إلى التحالف العالمي والمساهمة في تحقيق التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة ودعم أهداف التنمية المستدامة. ويأتي ذلك استجابةً للدعوة التي أطلقها “إعلان أبوظبي” خلال المؤتمر العام الثامن عشر لمنظمة اليونيدو في أبوظبي. وتهدف القمة العالمية للصناعة والتصنيع إلى جمع قادة القطاعات الصناعية المختلفة لبحث مستقبل القطاع الصناعي، وكلنا ثقة بأن “تاليس” قادرة على المساهمة وبقوة في هذا الحوار العالمي الهام.”

وجاء الإعلان عن توقيع الشراكة الجديدة مع “تاليس” ليعزز من دور “إعلان أبوظبي”، أحد أهم نتائج المؤتمر العام الثامن عشر لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو). حيث أجمعت كافة الدول الأعضاء في اليونيدو والذين حضروا للمشاركة في المؤتمر العام الثامن عشر للمنظمة في أبوظبي، في سابقة هي الأولى من نوعها، على أهمية إنشاء تحالف عالمي للقطاع الخاص يهدف إلى توحيد الجهود للارتقاء بالقطاع الصناعي وجعله أكثر استدامة وشمولية. ويدعو “إعلان أبوظبي” إلى تعزيز التعاون بين القطاع الخاص لتكوين تحالف عالمي يعمل وفق رؤية مشتركة لتحقيق الازدهار العالمي.

وعقدت الدورة الثالثة الافتراضية من القمة العالمية للصناعة والتصنيع يومي 4 و5 سبتمبر 2020، تحت عنوان “العولمة المحلية: نحو سلاسل قيمة عالمية أكثر استدامة وشمولية”.

وشهد المؤتمر الافتراضي للقمة مشاركة حوالي 100 متحدث من قادة القطاع الصناعي من القطاعين العام والخاص، بما في ذلك رؤساء الدول والوزراء وقادة الفكر من بعض المنظمات الرائدة في العالم، في أكثر من 20 جلسة افتراضية لمناقشة دور توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في بناء سلاسل قيمة عالمية أكثر مرونة والمساهمة في تحقيق التعافي والازدهار في مرحلة ما بعد الوباء، بالإضافة إلى 4 مجموعات عمل تتناول دور المرأة في القطاع الصناعي، والسلامة الصناعية والأمن، ومؤشرات الأداء الصناعي التي تقوم بقياس أداء الشركات والحكومات بناءً على التزامها بالبيئة والمسؤولية الاجتماعية والحوكمة، والقيادات المستقبلية للقطاع الصناعي.

وألقى باتريس كين، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة تاليس، كلمة رئيسية في اليوم الثاني من المؤتمر الافتراضي للقمة العالمية للصناعة والتصنيع، وسلط فيها الضوء على إعادة توجيه الاقتصادات للتعامل مع حقبة ما بعد الأزمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى