دراسة جديدة تشير إلى استمرار انخفاض تمثيل النساء في المناصب القيادية في قطاع الاتصالات التسويقية
الدراسة التي نظمتها جمعية التسويق (The Marketing Society) بالتعاون مع شركة ويبرشاندويك تشير إلى أن ثلث المؤسسات والأقسام فقط تحقق توازناً متساوياً أو شبه متساوٍ بين الجنسين في المناصب القيادية في قطاع التسويق
كشفت دراسة حديثة أن 31% فقط من المتخصصين في مجال الاتصالات التسويقية في دول مجلس التعاون الخليجي يرون أن شركاتهم أو أقسامهم تتمتع بتمثيل متساوٍ أو شبه متساوٍ للرجال والنساء في المناصب القيادية، بنسبة تتراوح بين 40-60% لصالح أي من الجنسين. وأشارت الدراسة إلى أن الغالبية العظمى (54%) لاحظوا تمثيلًا منخفضًا للنساء في هذه المناصب، مع إشارة ما يقرب من ثلث المشاركين إلى مستويات تمثيل متدنية للغاية، حيث تشكل النساء أقل من 25% من فريق الإدارة العليا. كما أظهرت النتائج أن 30% فقط من المشاركين أكدوا أن امرأة شغلت المنصب الأعلى في أقسام أو مؤسسات الاتصالات التسويقية الخاصة بهم، تحت مسميات مثل الرئيس التنفيذي، أو مدير التسويق، أو المدير الإداري، أو المؤسس.
وتظهر البيانات المستمدة من الدراسة التي أجرتها مبادرة (Think Equal) وشملت الرجال والنساء العاملين في قطاع الاتصالات التسويقية في المنطقة وجود فرصة واضحة لتعزيز التنوع في المناصب القيادية العليا. وقد أكدت العديد من الدراسات التي أجريت على مدى السنوات الأخيرة العلاقة الوثيقة بين تنوع فرق القيادة وتحسين الأداء والربحية.
وفي سياق أكثر تفاؤلًا، أعرب 70% من المشاركين عن ثقتهم بإمكانية تحقيق تقدم أفضل في المستقبل من حيث المساواة بين الجنسين في المناصب القيادية داخل قطاع الاتصالات التسويقية في دول مجلس التعاون الخليجي. وأشار غالبية المشاركين (53%) إلى أنهم لاحظوا تقدمًا ملموساً في هذا المجال خلال العامين الماضيين، وذلك استناداً إلى تجاربهم الشخصية ولقاءاتهم وحواراتهم المهنية. بينما يرى ما يقرب من ثلث المشاركين (30%) أن الأسس الصحيحة لتحقيق المساواة متوفرة بالفعل، في حين أشار 17% إلى عدم حدوث تقدم ملموس حتى الآن، ما يؤكد الحاجة الملحة إلى بذل المزيد من الجهود لتحقيق تغيير حقيقي ومستدام على مستوى القطاع.
وفي إطار الحديث عن التقدم والتفاؤل بشأن مستقبل المساواة بين الجنسين في المناصب القيادية، أوضح زياد حاصباني، الرئيس التنفيذي لشركة ويبرشاندويك في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، أنّ التقدم الملحوظ في قطاع الاتصالات التسويقية، إلى جانب النظرة الإيجابية نحو تسارع وتيرة تحقيق المساواة بين الجنسين في المناصب القيادية، يشير بوضوح إلى أننا نسير في الاتجاه الصحيح. وأضاف: “إن الحفاظ على الزخم يُعد أمراً حيوياً لتوسيع نطاق الشركات والأقسام التي تتبنى التمثيل المتوازن، وترسيخ هذا التوازن كمعيار رئيسي. ومع ذلك، لا تزال هناك خطوات كبيرة يمكن لصناعة الاتصالات التسويقية في دول مجلس التعاون الخليجي اتخاذها لتعزيز الإمكانات القيادية لدى النساء، من خلال تقديم الدعم الفعّال، والوعي المستمر بالتحيز والتميز غير العادل، وتطبيق مبادرات مدروسة تستهدف تحقيق نتائج ملموسة”.
وتم الكشف عن نتائج الدراسة خلال فعالية متميزة جمعت حضوراً متنوعاً من الجنسين، نظمتها جمعية التسويق (The Marketing Society) بالتعاون مع شركة ويبرشاندويك، الشريك الرسمي لمبادرة Think Equal التي تهدف إلى تسريع الجهود الرامية لتحقيق المساواة بين الجنسين في المناصب القيادية في قطاع الاتصالات التسويقية في دول مجلس التعاون الخليجي. وأقيمت هذه الفعالية بعنوان “فنون وعلوم الإقناع الأخلاقي” في مقر شركة ويبر شاندويك بدبي، حيث تم تقديم النتائج من قبل ألاسدير هول جونز، المدير العالمي جمعية التسويق (The Marketing Society)، وكيتي بلانت، المديرة في شركة ويبر شاندويك الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا. كما شهدت الفعالية تنظيم ورشة عمل علمية قدمها ليوبولد عجمي، المدرب المعتمد في مجال الإقناع الأخلاقي.
وتعد مهارة الإقناع والتأثير الأخلاقي واحدة من القدرات الأساسية والضرورية في العمل والحياة، حيث يمكن أن تسهم بشكل مباشر في تحقيق نتائج أفضل للنساء العاملات في المناصب القيادية. وفي إطار الفعالية الحوارية، استعرض المشاركون كيف يمكن لمبادئ الإقناع الأخلاقي أن تلعب دوراً حيوياً في معالجة التحديات التي تعيق تحقيق المساواة بين الجنسين في المناصب العليا. وكشفت الدراسة عن أبرز العوائق، التي تضمنت المعايير الثقافية والتحيزات المرتبطة بالتوظيف والترقية. كما سلطت الضوء على ثلاثة مجالات رئيسية للتطوير تمثلت في معالجة التحيز اللاواعي، وتشجيع ودعم المزيد من النماذج النسائية في المناصب القيادية، بالإضافة إلى تعزيز المرونة في بيئة العمل لضمان دعم أكبر للمواهب النسائية.
كما سيتم دراسة الأفكار ونقاط النقاش التي أثيرت خلال هذه الفعالية بعناية، من قبل لجنة العمل التابعة لمبادرة Think Equal وذلك بهدف توجيه تطوير المرحلة المقبلة. وتضم هذه اللجنة نخبة من المتخصصين في القطاع، يمثلون كلًا من العلامات التجارية والوكالات المتخصصة.