تجارة و أعمال

السعودية تواصل صعودها كوجهة عالمية في استقطاب أصحاب المواهب والكفاءات المهنية

المؤشر – الرياض 

 

حققت المملكة العربية السعودية تقدماً استثنائياً في استقطاب المهنيين وأصحاب المواهب والكفاءات على المستوى الدولي، وذلك في عالم يسعى للتكيف مع الحقائق الاقتصادية الجديدة وتنامي الاتجاه نحو المهنيين نحو هجرة وانتقال المهنيين وأصحاب الكفاءات والمواهب، وزيادة الرغبة في العمل عن بُعد، وسط مشهد دولي معقد بسبب التحولات الجيوسياسية التي يشهدها العالم، وحالة عدم اليقين بشأن الأوضاع المالية.

 

وبحسب دراسة حملت عنوان “فك شفرة المواهب العالمية 2024″، وأصدرتها مجموعة بوسطن كونسلتنج جروب (BCG)، بالتعاون مع “ذا نتورك”، التحالف العالمي لمواقع التوظيف، ومجموعة “ستيبستون”، فقد تمكنت المملكة، بما توفره من فرص العمل النوعية، والظروف المعيشية الملائمة، والبيئة الداعمة للإبتكار، من التقدم مركزين لتصبح الدولة رقم 26 بين أكثر دول العالم من حيث استقطاب الكفاءات وأصحاب المواهب والمهنيين للإنتقال وإعادة التوطين. ويسلط هذا الإنجاز الضوء على نجاح المبادرات الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية لترسيخ مكانتها كمركز عالمي لاستقطاب أصحاب المواهب والكفاءات والمهنيين.

 

وكشفت الدراسة التي تأتي ضمن سلسة من التقارير لرصد اتجاهات حركة انتقال المهنيين وأصحاب المواهب حول العالم منذ عام 2014، عن نمو جاذبية المملكة كوجهة عمل مفضلة للمهنيين وأصحاب المواهب في العالم، حيث اشتملت الدراسة على استطلاع ضم أراء نحو 150 ألف من المهنيين والمتخصصين من 188 دولة حول العالم.

 

وتُلقي الدراسة الضوء على الاهتمام الدولي الذي استحوذت عليه مدينة الرياض في مجال استقطاب أصحاب الكفاءات والمواهب من دول العالم، حيث احتلت المرتبة 54 بين المدن الأكثر جاذبية للمهنيين على مستوى العالم، ما يظهر بوضوح صعودها كمركز للفرص الوظيفية والتطور المهني. وبحسب الدراسة، فإن ظهور الرياض على الساحة العالمية في هذا المجال يجذب الاهتمام بشكل خاص، حيث لم تكن المملكة مدرجة من قبل ضمن الاصدارات السابقة للدراسة. وأرجعت الدراسة تنامي مكانة المملكة في مجال استقطاب المواهب إلى المشاريع الضخمة الطموحة التي تبنتها حكومة المملكة، والتي تعكس التزام الرياض بتعزيز النمو الاقتصادي وترسيخ مبادرات الابتكار. وأوضحت الدراسة أن جاذبية المملكة تعززت مع رغبة الشركات العالمية في تدشين مقار رئيسة لها، حيث تسعى الشركات العالمية إلى الاستفادة من تنامي السوق ومن الموقع الاستراتيجي للرياض كمركز دولي للأعمال والتجارة.

 

وقال كريستوفر دانيال، الشريك الأول والمسؤول عن التنمية الاقتصادية والمالية الحكومية، والمدير التنفيذي في مجموعة بوسطن كونسلتنج جروب (BCG)، إنه في الوقت الذي يُعد تراجع أعداد أصحاب المواهب والكفاءات من المهنيين على مستوى العالم تحدياً حقيقياً أمام اقتصادات العالم الرئيسية، تبرز المملكة العربية السعودية كلاعب محوري يمكنه التعامل لتضييق هذه الفجوة، وأضاف أن “الاستثمار الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية في سوق العمل يؤتي ثماره في الوقت الراهن، إذ أن جودة واتساع فرص العمل المتوفرة بالمملكة وارتفاع مستوى الدخل والضرائب المنخفضة، وتراجع تكلفة المعيشة تُعد عوامل رئيسية وراء اختيار المهنيين وأصحاب الكفاءات والمواهب للمملكة وجهة لهم، بالإضافة إلى ما توفره البلاد من ضمان السلامة والاستقرار والأمن لمواطنيها وللمقيمين على أرضها.

 

وأشاد دانيال بقدرة المملكة على الاستفادة من فرص إعادة توطين أصحاب الكفاءات والمواهب لإثراء قوتها العاملة، حيث تعمل على توفر بيئة آمنة تلبي الاحتياجات المتنوعة للمهنيين من مختلف دول العالم. قائلا إنه “من خلال سوق عمل يلبي تطلعات أصحاب المواهب العالمية وإعطاء الأولوية لتوفير مستوى مرتفع من جودة الحياة، ترسخ المملكة نفسها كإحدى أفضل الوجهات حول العالم في استقطاب الباحثين عن التطور الوظيفي وتحقيق الذات في مسيرتهم المهنية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى