صحة

قادة الأورام العالميون يجتمعون في مؤتمر اتحاد الشبكة العالمية المبتكرة لطب السرطان الدقيق بأبوظبي

إنطلقت أمس الجمعة أعمال مؤتمر الشبكة العالمية المبتكرة لطب السرطان الدقيق “WIN” 2024، بحضور دائرة الصحة في أبوظبي، ويعتبر حدث  طبي بارز في مجال علاج الأورام و يعقد لأول مرة في أبوظبي، مما يمثل تعاونًا كبيرًا بين اتحاد الشبكة العالمية المبتكرة (WIN) وبرجيل القابضة.

 

و يَجمع هذا المؤتمر العالمي السنوي، الذي أقيم تحت شعار “الأورام الدقيقة والجزيئية: رعاية المرضى والأجيال القادمة” و يستمر ليومين، أكثر 500 طبيب وباحث وعالم في هذا المجال من 30 دولة، بهدف استكشاف أحدث التطورات في طب السرطان الدقيق، و تحسين رعاية مرضى السرطان ونتائجها في جميع أنحاء العالم، حيث ناقش المتخصصون خبراتهم في هذا المجال واستعرضوا عدداً من التجارب السريرية التي تساهم تعزيز المعرفة.

 

وشارك في المؤتمر البروفيسور جيمس أليسون الحائز على جائزة نوبل 2018، ورئيس قسم علم المناعة في مركز إم دي أندرسون للسرطان (الولايات المتحدة الأمريكية والذي أحدث عمله الرائد ثورة في العلاج المناعي للسرطان، حيث ألقى البروفيسور أليسون المحاضرة الرئيسية حول أحدث الأبحاث وكيفية عمل العلاج المناعي والطريقة التي يمكن من خلالها تحسين العلاج وتخصيصه ودمجه بحيث يكون أكثر فعالية وأمانًا عند تقديمه للمرضى، الذين يعانون أنواعاً مختلفة من أنواع السرطان.

 

وعلى هامش الحدث، قال البروفيسور أليسون: “نحن متحمسون لوجودنا هنا والاستماع إلى ما يحدث في دولة الإمارات، ونحن معجبون بالبنية الأساسية التي يجري بناؤها لتطوير رعاية المرضى وعلاج السرطان، وخاصة في علاج الأورام الدقيق، والطب الجينومي، والعلاج المناعي”.

 

واستعرضت الدكتورة أسماء المناعي، المدير التنفيذي لمركز الأبحاث والابتكار في دائرة الصحة – أبو ظبي، خطط دائرة الصحة في مجال الطب الجينوم وعلاج الأورام الدقيق، قائلة “إن هيئة الصحة في طليعة دمج الأدوات والاستراتيجيات المتقدمة على مستوى البيانات السريرية والجينومية، وأضافت، “لا يقتصر هدفنا على تعزيز الأبحاث والرعاية الدقيقة فحسب، بل على إحداث ثورة فيها، مما يضمن أن الرعاية الصحية الشخصية ليست ترفًا، بل معيارًا”.

 

ويعتبر اتحاد الشبكة العالمية المبتكرة لطب السرطان الدقيق منظمة غير ربحية مقرها فرنسا، وتضم 31 مركزًا طبيًا أكاديميًا عالمي المستوى، وصناعات الرعاية الصحية، ومنظمات بحثية، ومجموعات مناصرة للمرضى من 18 دولة، متحدة معاً لإطلاق تجارب السرطان باستخدام منصات “أوميك” لتعزيز دقة علاج الأورام في جميع أنحاء العالم.

 

وتعتبر مدينة برجيل الطبية BMC، المنشأة الرائدة التابعة لشركة برجيل القابضة، هي العضو الأول والوحيد من دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي الذي ينظم للشبكة، وتم اختيار أبوظبي لتكون المدينة التي ستستضيف المؤتمر هذا العام، مما يمثل أول انعقاد له خارج مكانه الأوروبي التقليدي، ويعكس هذا القرار ثقة المجتمع العلمي الدولي برؤية دولة الإمارات وقدراتها في تطوير علاج الأورام الدقيق.

 

وأكد البروفيسور وفيق الديري، رئيس اتحاد WIN، ومدير مركز ليجوريتا للسرطان، على أهمية الجهود التعاونية في إحداث تحول في رعاية مرضى السرطان، قائلاً: “إن علاج مرضى السرطان دون الفهم الكامل للمؤشرات الحيوية الجزيئية الراسخة والناشئة لنتائج السرطان يمكن أن يحد بشدة من العديد من جوانب رعاية المرضى، ويسر اتحاد الشبكة العالمية المبتكرة لطب السرطان الدقيق أن يتعاون مع شريك علمي قوي مثل برجيل القابضة لعقد الندوة السنوية الأولى لطب الأورام الدقيقة في أبوظبي.”

 

وخلال المؤتمر ناقش أعضاء هيئة التدريس السريريون والبحثيون ذوو المستوى العالمي، بما في ذلك جيمس أليسون الحائز على جائزة نوبل، كيف تساعد المؤشرات الحيوية والتقنيات والخوارزميات الذكية المرضى المصابين بالسرطان المتقدم في الوصول إلى أفضل مجموعات العلاج التي تطيل العمر والأساليب التي تعمل على تحويل رعاية السرطان في مجال علاج الأورام الدقيق.

 

وسلط الدكتور شمشير فاياليل، المؤسس ورئيس مجلس إدارة برجيل القابضة، الضوء على التزام برجيل القابضة برعاية مرضى السرطان، قائلاً: “نحن ملتزمون بتعزيز فهمنا للسرطان والعمل على تحسين رعاية المرضى، ليس فقط للحاضر، ولكن أيضًا للأجيال القادمة في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، والطريقة الوحيدة بالنسبة لنا للقيام بذلك هي من خلال تعزيز الحوار الجذاب بين العلماء والمبتكرين الدوليين والخبراء المحليين لبناء جسر بين النظرية والممارسة في العالم الحقيقي وإقامة شراكات دائمة.”

 

جلسات شاملة

وأكد البروفيسور حميد الشامسي، مدير خدمات الأورام في برجيل القابضة، على ضرورة العلاج الفردي للمريض في عصر الطب الدقيق، وقال: “نحن نعيش في عصر يجب أن يكون فيه علاج المريض فرديًا، يمكن لنفس النوع من السرطان أن يتطور ويتصرف بشكل مختلف لدى أفراد مختلفين بسبب التغيرات الجينية والخلوية المحددة، اليوم نحن محظوظون بوجود العديد من الخيارات لاستهداف هذه التغييرات المحددة، ولكن اختيار العامل العلاجي المناسب قد يكون أمرًا معقدًا، ولذلك قمنا بتطوير برنامج على مدى يومين لمعالجة كل جانب من جوانب الرحلة نحو اختيار الدواء المناسب للمريض المناسب، وسيؤدي هذا حتماً إلى رفع معايير الممارسة لدينا في الدولة وينعكس على نتائج المرضى.”

 

وقال البروفيسور خالد مسلم، رئيس قسم الأبحاث في برجيل القابضة، الذي سلط الضوء على هدف الندوة المتمثل في ربط الأبحاث بالممارسة السريرية، “كان هدفنا في هذا الاجتماع هو تقديم منصة تربط “المقعد” بـ “جانب السرير” وتوفير خارطة طريق لأفضل الممارسات في مجال العلاج، إن الخبرة الطويلة التي يتمتع بها اتحاد WIN كمرجع عالمي للبحث والتعليم في مجال علاج الأورام الدقيق ورؤية برجيل القابضة للارتقاء بمعايير رعاية مرضى السرطان وأبحاثه إلى المستويات الدولية كانت مكونات أساسية لوصفة نجاح هذا المؤتمر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى