تجارة و أعمال

القوارب الكهربائية تزدهر في القنوات المائية البريطانية

المؤشر –   برمنغهام

منذ نهاية القرن الثامن عشر، تكثر القنوات في كل أنحاء إنكلترا، بل إن عددها في برمنغهام أكبر من تلك التي تضمها البندقية في إيطاليا، وفي مياهها ظهر أخيرا نوع جديد من القوارب، تعمل بالكهرباء.

يبحر قارب نيل كوكسيدج في قناة ستافوردشر أند ووستشر في وسط إنكلترا، ويبدو للوهلة الأولى كأي قارب آخر، لكن ما يميزه عن غيره أنه لا يصدر هديرا.

أطلق كوكسيدج على قاربه اسم Eau de Folles، تيمنا بمطعم في تولوز جنوب غرب فرنسا.

ويعاد شحن البطاريات التي تشغل المحرك والأجهزة الموجودة على متن القارب بواسطة الألواح الشمسية الموجودة على السطح ومحطات الشحن على ضفة القناة ومولد يعمل بالوقود. ويستهلك القارب كمية من الوقود أقل بأربع مرات مما تستهلكه القوارب التقليدية.

 

يعود أزدهار القنوات في بريطانيا إلى نهاية القرن الثامن عشر، وكانت في تلك الحقبة تستخدم لنقل البضائع، وتساهم تاليا في الثورة الصناعية، لكن السكك الحديد أخذت عنها هذا الدور في القرن التالي.

ولكن لا تزال إنكلترا وويلز تضمان أكثر من 3200 كيلومتر من القنوات والأنهار الصالحة للملاحة، وتعد منطقة برمنغهام المركز الرئيسي لشبكة القنوات هذه.

وغالبا ما يكون عرض جزء كبير منها مترا واحدا فحسب. ولهذا السبب تسمى هذه المراكب بالإنكليزية narrowboats أي “القوارب الضيقة”.

وتجدد الإقبال في العقود الأخيرة على هذه القوارب، إن في قنوات المناطق الريفية أو في تلك الواقعة في المدن.

وسعيا إلى تشجيع اعتماد المحركات الكهربائية، توفّر منظمة “كانال أند ريفر تراست” التي تعنى بالممرات المائية، تخفيضات بنسبة 25 % لأصحاب القوارب “الخضراء” على الرخص السنوية الإلزامية.

ويقتصر نسبة القوارب المستفيدة في الوقت الراهن على 1 % من الـ35 ألفا الحاصلة على رخص في إنكلترا وويلز، ما يبين حجم التقدم الذي ينبغي تحقيقه.

 

في ظل هذا الواقع، ما كان من شركة “أورتومارين” التي تأسست عام 2015 وصنعت قارب نيل كوكسيدج إلا أن قررت قبل ثلاث أعوام التركيز حصرا على المراكب الكهربائية.

وتنتج الشركة ما يصل إلى ستة قوارب سنويا ولديها قائمة طلبات مكتملة حتى سنة 2027، كما توضح المديرة المالية كارولين بادجر من ورشة الشركة الصغيرة القائمة في موقع عسكري سابق جنوب غرب برمنغهام.

وتبلغ تكلفة القارب الواحد 150 ألف جنيه إسترليني على الأقل نحو 189 ألف دولار، أي نحو 25 ألف جنيه إسترليني أكثر من العديد من القوارب التي تعمل بالديزل.

وتقول إن هذه الزوارق الضيقة “مثالية” للدفع الكهربائي، لأنها تضم مساحة كافية للألواح الشمسية، كما أنها تبحر ببطء.

وتقول كارولين بادجر إن نشر المدونين صور العيش على القنوات ساهم إلى حد كبير في الاهتمام بالقوارب الكهربائية، وخصوصا بعد الجائحة، عندما تخلى البعض عن شققهم في المدن وأقاموا في هذه القوارب.

وتقول المديرة إن هذا النوع من القوارب بات يثير الاهتمام في مختلف أنحاء العالم، مشيرة إلى وجود زبائن من أستراليا وجنوب إفريقيا وأمريكا الشمالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى