منذ وقت قريب شُخِّص أحد زملائي في العمل بسرطان الفم بعد استشارته للطبيب حول سعال شديد. جعلني هذا الأمر أتساءل عن معدلات الإصابة بسرطان الرأس والعنق، وعن الفحوصات التي أحتاج للخصوع لها. أنا في منتصف الأربعينات، وأحاول الالتزام بالفحص الجسدي السنوي.
الإجابة: هناك أنواع عديدة من سرطانات الرأس والعنق، فهو تصنيف واسع يشمل كل أنواع السرطان التي تبدأ في الرأس أو العنق، بما فيها الفم والأنف والحلْق.
إن سرطانات الرأس والعنق أكثر شيوعًا بمرتين بين الرجال مقارنة بالنساء، وعادة ما يتم تشخيصها بعد سن الخمسين.
يزيد استهلاك الكحول والتبغ، بما فيها التبغ المخصص للمضغ، من احتمالية الإصابة بسرطانات الرأس والعنق، وخاصةً سرطانات الفم والبلعوم والحنجرة. مع ذلك وفي الآونة الأخيرة ازداد عدد المصابين بسرطان الحلق من غير المدخنين أو مستهلكي الخمور.
أنواع سرطانات الرأس والعنق
تشمل أكثر أنواع سرطانات الرأس والعنق انتشارًا:
· سرطان اللوزة:
سرطان اللوزة هو نمو غير طبيعي للخلايا يبدأ في اللوزة. إن لوزتيك هما جسمان بيضاويان في الجزء الخلفي من الفم. وهما جزء من جهاز المناعة المقاوم للجراثيم في جسمك. غالبًا ما يتم تشخيص سرطان اللوزة في وقت متأخر، بعد انتشار السرطان إلى المناطق القريبة مثل العُقَد اللمفية في العنق.
على الرغم من عدم وضوح مسببات سرطان اللوزة، اكتشف خبراء الرعاية الصحية ارتباط فيروس الورم الحليمي البشري بأغلب حالات سرطان اللوزة في الولايات المتحدة
· سرطان الحنك الرخو:
يبدأ سرطان الحنك الرخو في الخلايا الموجودة في الجزء الخلفي العلوي من الفم، وراء الأسنان. يعتبر سرطان الحنك الرخو أحد أنواع سرطان الحلق. يحدث سرطان الحنك الرخو عندما تحول طفرة جينية الخلايا الطبيعية السليمة إلى خلايا شاذة. تشمل عوامل الخطر استخدام التبغ وشرب الكحوليات والعدوى بفيروس الورم الحليمي البشري واستخدام الأدوية المثبطة للمناعة.
· سرطان اللسان:
هناك أنواع عديدة من السرطانات التي قد تصيب اللسان، ولكن غالبًا ما يبدأ سرطان اللسان في الخلايا الحرشفية الرقيقة والمسطحة، والتي تغطي سطح اللسان. سيحدد نوع الخلايا التي بدأ فيها السرطان مآل المرض وأنواع العلاج. وكما هو الوضع مع سرطان اللوزة، يوجد ارتباط متزايد بين فيروس الورم الحليمي البشري والإصابة بسرطان قاعدة اللسان.
العلاج
يختلف علاج سرطان الرأس والعنق تبعًا لنوع السرطان ومكانه وحجمه. كثيرًا ما تستخدم الجراحة في العلاج. وقد انتشرت الآن الجراحات طفيفة التوغل مثل الجراحات الروبوتية عبر الفم وجراحات الليزر المجهرية عبر الفم. كما قد يحتاج المريض للمعالجة الكيميائية، أو العلاج المناعي أو العلاج الدوائي الاستهدافيّ بالإضافة إلى العلاج بالإشعاع.
وفي حال الحاجة إلى الجراحة الترميمية، قد يختبر المريض تغييرات في قدرته على الأكل أو التحدث. وغالبًا ما تتوفر خدمات إعادة التأهيل لمساعدة المرضى على التعافي.
كيف تحد من خطر الإصابة
هناك عدة طرق لتقلل احتمالية إصابتك بسرطان الرأس والعنق، وتشمل:
· احمِ جلدك.
قد يزيد التعرض لضوء الشمس من احتمالية إصابتك بسرطان الجلد، مع ذلك ينسى الكثيرون أخذ احتياطاتهم لتغطية الوجه والشفاه. ارتدِ قبعة ونظارة شمسية، وضع مستحضرًا واقيًا من الشمس على وجهك بانتظام. استخدم منتجًا حاميًا للشفاه يحتوى على عامل الوقاية الشمسي (SPF).
· اتبعْ نظامًا غذائيًا صحيًا.
مثلما يقلل النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة من احتمالية إصابتك بالمرض القلبي الوعائي، سيقلل هذا النظام الغذائي أيضًا من احتمالية إصابتك بسرطان الرأس والعنق.
· حافظ على نظافة الفم.
يرتبط سوء نظافة الفم بالإصابة بسرطان الفم. اغسل أسنانك واستخدم خيط الأسنان بصورة منتظمة، وزر طبيب الأسنان للخضوع للفحص الروتيني. استشر طبيب الأسنان إذا لاحظت وجود نتوء أو تورم أو جرح لا يلتئم في فمك.
· احذر من مخاطر مكان العمل.
إن كنت تعمل في بيئة تعرضك للغبار أو لمواد كيميائية معينة، اتبع خطوات الحماية الشخصية. ارتدِ الملابس الواقية، واتبع إرشادات السلامة لتقليل الاستنشاق وتهيج الأنف والحلق.
· تجنب التعرض غير الضروري للإشعاع.
خذ احتياطاتك لتقليل التعرض للإشعاع والذي يرتبط بحدوث سرطان الرأس والعنق.
سيساعدك فريق الرعاية الصحية الأولية على تحديد الفحوصات التي تحتاجها، خاصةً إن كنت تعاني من أعراض قد تدل على وجود سرطان في الرأس أو العنق. يمكنك أيضًا زيارة أخصائي الأنف والأذن والحنجرة. —د. ساميب باتِل، تخصص الأنف والأذن والحنجرة – جراحات الرأس والعنق، مايو كلينك، جاكسونفيل، فلوريدا
