أخبار عامة

كليفلاند كلينك أبوظبي ينقذ حياة شابة من مرض التليّف الكيسي بإجراء عملية معقدة لزراعة الأعضاء المتعددة

نجح مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، جزء من شبكة M42، بإجراء عملية معقدة لزراعة الأعضاء المتعددة على مريضة تم تشخيص إصابتها بمرض التليّف الكيسي. وبعد تعرضها لخلل وظيفي حاد في كلتا رئتيها وكبدها، كان هذا الإجراء المعقد خيار ندى الوحيد لاستعادة حياتها الطبيعية.

ويعتبر التليّف الكيسي مرضاً جينياً (موروثاً) يؤدي لتراكم سائل مخاطي لزج وسميك في الأعضاء، بما يشمل الرئتين والبنكرياس، ويقود لانسداد المجاري التنفسية بما يعرّض المريض لصعوبة في التنفس. ومع اشتداد المرض، يمتد تأثيره إلى الكبد، والأمعاء، وأجزاء أخرى من الجسم.

تبلغ ندى من العمر 23 عاماً وتنحدر من مدينة الجيزة في مصر، وتم تشخيص إصابتها بمرض التليّف الكيسي منذ الطفولة وتدهورت صحتها بشكل كبير على مر السنين لتتعرض لمضاعفات مثل السكري والكبد الدهني الذي سبب إصابتها بالتليّف الكبدي، مع تدهور حالة رئتيها تدريجياً. وعلى الرغم من هذه التحديات، أظهرت ندى إصراراً كبيراً وإرادة عالية لمتابعة دراستها في الهندسة الطبية الحيوية، حتى أنها أنشأت مؤسسة غير ربحية لدعم مرضى التليّف الكيسي الآخرين في بلدها.

وقبل علمها بإمكانية الخضوع لعملية زراعة أعضاء وقدومها لدولة الإمارات لهذا الغرض، فقدت ندى ثلاثة من أخوتها بسبب هذا المرض. وحول ذلك قالت ندى: “فقدت أخي الأول قبل ولادتي، ومن ثم أختي عندما كنت صغيرة في السن، وبعد ذلك أخي عندما كنت في المرحلة الإعدادية، وقد أثر ذلك كثيراً عليّ. وبعد فقدان آخر أخوتي، بدأت أفهم طبيعة مرض التليّف الكيسي لأشرع بالبحث حول هذا المرض. وبعد مضي عام على وفاة أخي، اضطررت لدخول وحدة العناية المركزة وسمعت حينها الأطباء يتناقشون مع والديّ عن مدى خطورة حالتي ويؤكدون عجزهم عن إيجاد علاج لمرضي”.

ونظراً لمدى تعقيد حالتها، أوصى أطباؤها بمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي نظراً لإمكاناته الطبية المتقدمة لرعاية أكثر الحالات الصحية تعقيداً، وخبرته في مجال زراعة الأعضاء. وأشارت ندى: “كان قرار السفر والخضوع لهذه الجراحة أمراً صعباً، لكنني كنت مصممة على اغتنام هذه الفرصة لعيش حياة أفضل”.

وقاد الدكتور عثمان أحمد، رئيس قسم جراحة الصدر في معهد القلب والأوعية الدموية والصدرية بمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، فريقاً متعدد التخصصات يضم مجموعة من الخبراء الطبيين، لإجراء عملية زراعة الأعضاء المتعددة لندى. وتضمنت الجراحة، التي استغرقت حوالي 14 ساعة، استبدال كلتا رئتي ندى إضافة لكبدها، لمعالجة التأثيرات التراكمية للتليّف الكيسي على هذه الأعضاء الحيوية.

وحول ذلك، قال الدكتور أحمد: “كانت حالة ندى صعبة ومعقدة. إن فرص البقاء على قيد الحياة بشكل عام لمريض التليّف الكيسي بعد عملية زرع رئة وكبد في آن معاً أفضل من تلك الحالات التي يتم فيها إجراء عملية زرع الرئة فقط، إذ أن الأجسام المضادة والبروتينات من الكبد المزروع لا تهاجم الرئتين المزروعتين حديثاً إذا كانت جميع الأعضاء من ذات المتبرع. لذلك، مضينا نحو عملية زراعة الرئتين لتتبعها جراحة زراعة الكبد”.

وشكلت جراحة زراعة الأعضاء المتعددة التي تم إجراؤها هذا العام نقطة تحول في حياة ندى. فلم تعد بحاجة لدعم مستمر بالأوكسجين وأصبحت قادرة على الاستمتاع بحياة طبيعية أكثر. وأوضحت ندى: “منحتني هذه الجراحة أملاً جديداً بالحياة. وأشعر بعميق الامتنان للفريق الطبي الماهر في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، ولأسرتي، ولجميع المحيطين بي الذين آمنوا بقدرتي على العودة لحياتي الطبيعية. وأتطلع قدماً الآن للاستمتاع بحياتي، حيث أقوم بتأليف كتاب بهدف غرس الأمل لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض تهدد حياتهم، ليتمكنوا من استعادة الثقة بأن أي شيء ممكن بالعزيمة والإصرار”. ويشار إلى أن قصة ندى باتت مصدر إلهام كبير للعديد من المرضى، إذ منحتهم الأمل وأظهرت القيمة الحقيقية للتبرع بالأعضاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى