استبيان : ثلث النساء فوق الأربعين لم يخضعن أبداً لفحص الثدي الروتيني بالأشعة السينية
المؤشر – أبوظبي
قامت مدينة الشيخ شخبوط الطبية، إحدى أكبر المستشفيات في دولة الإمارات للرعاية الصحية للحالات الخطيرة والمعقدة والمشروع المشترك بين شركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة) ومايو كلينك، مؤخراً بإجراء استبيان كجزء من حملتها “صحتك تستحق” ضمن شهر التوعية بسرطان الثدي، للحصول على فهم أعمق لكيفية تعامل النساء في الإمارات مع مسألة فحص سرطان الثدي.
ومن خلال استطلاع آراء أكثر من 400 امرأة تبلغ أعمارهن 40 سنة فما فوق في الإمارات العربية المتحدة، وجدت مدينة الشيخ شخبوط الطبية أن حوالي 88% منهن يرغبن في رعاية صحتهن وتحسين عافيتهن بشكلٍ أفضل. ومع ذلك، صرّحت 66% من المشاركات أنهن يقمن بجميع الفحوصات الروتينية المُوصى بها والتي يقترحها طبيبهن بانتظام. وأشارت ما يقرب من ثلث المشاركات (34%) بأنهن لم يسبق لهن حجز موعد تصوير الثدي بالأشعة السينية (الماموغرام) ووصلت هذه النسبة إلى 46% في إمارة الشارقة.
وتشير نتائج الاستبيان أيضاً إلى أنه بالنسبة لنصف المشاركات تقريباً، فإن قرار حجز موعد تصوير الثدي بالأشعة السينية يمكن أن يستغرق شهوراً في كثير من الأحيان، وهو ما يعكس تناقضاً كبيراً مع القرارات المُتخذة بشكل أسرع لمواعيد اعتيادية أُخرى.
حول ذلك، علّقت الدكتورة عائشة السلامي، استشارية طب الأورام في مدينة الشيخ شخبوط الطبية بالقول: “تُسلط نتائج الاستبيان الضوء على التناقض الكبير بين اهتمامات الناس الصحية والمواقف الفعلية المُتخذة تجاه الفحوصات، وهو ما يتطلب تصحيحاً عاجلاً”. وأضاف: “نحن لا ننصح بإجراء الفحوصات الدورية بانتظام لمجرد النصح فحسب، بل هي ضرورية جداً للكشف المبكر عن المرض، خاصةً وأن الكشف المبكر يعني علاج أكثر فعالية، وبالتالي فرص أكبر للنجاة والشفاء”.
هذا ويُعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات انتشاراً بين النساء في دولة الإمارات، حيث يُمثل ما يقرب من نصف حالات السرطان التي يتم تشخيصها. وتتطور نصف حالات سرطان الثدي لدى النساء اللاتي يُمثل السن (عادةً فوق الـ40 سنة) عامل الخطر الوحيد للإصابة بالمرض، ومع ذلك، إذا تم اكتشافه مبكراً، يمكن أن تصل نسبة الناجيات منه إلى 98٪.
وبهدف فهم مدى وعي السيدات بأهمية الفحوصات المنتظمة بشكلٍ أفضل، قام الاستبيان أيضاً بتقييم مدى تكرار حجز النساء لمواعيد خدمات مثل مواعيد التجميل (الأظافر/الشعر /الوجه /التدليك وما إلى ذلك)، والعطلات أو الإقامة في أماكن ترفيهية في الدولة، وخدمات السيارات، مقارنةً بالخدمات والفحوصات الطبية مثل تصوير الثدي بالأشعة السينية والفحوصات البدنية الروتينية الأخرى. وأظهرت النتائج ما يلي:
- بالنسبة لـ 37% من السيدات، يستغرق قرار حجز خدمة في صالون أو مركز تجميل ما يصل إلى بضع ساعات. في المقابل لدى 25% من السيدات يستغرق قرار حجز تصوير الثدي بالأشعة السينية (الماموغرام) نفس الوقت، لكن يمكن أن يستغرق بضعة أشهر أو أكثر بالنسبة لـ 47% منهن.
- تخضع68% من السيدات لخدمات التجميل التي تستغرق ما بين 30 دقيقة إلى ساعتين. مع ذلك، فإن تصوير الثدي بالأشعة السينية يستغرق 30 دقيقة فقط في المتوسط.
- تقوم النساء العازبات والمتزوجات ممن ليس لديهن أطفال فحوصات روتينية أكثر مقارنةً بالنساء المتزوجات ممن ليس لديهن أطفال.
- تقضي حوالي 55% من السيدات شهرين أو أكثر في التخطيط للعطلات. في الوقت نفسه، تقوم نسبة 66% من السيدات بحجز خدمة السيارات مرة واحدة على الأقل في السنة، في حين تقوم امرأة من كل خمس سيدات بحجز خدمة السيارات كل شهرين إلى ثلاثة أشهر. بينما لم يسبق لـ34% منهن حجز موعد تصوير الثدي بالأشعة السينية.
- أشارت معظم السيدات أنهن قد ينصحن صديقتهن أو أحد أفراد الأسرة بإجراء فحص صحي مثل تصوير الثدي بالأشعة السينية، لكن ثلثهن لم يسبق لهن إجراء هذا التصوير الثدي بالأشعة السينية.
وفي دراسة مماثلة أُجريت العام الماضي، وجدت مدينة الشيخ شخبوط الطبية أن نقص الوعي والمعتقدات الثقافية والشعور بالإحراج، بالإضافة إلى الخوف والقلق والمخاوف المتعلقة بالخصوصية، هي غالباً عوامل تعيق السيدات من حجز موعد للتشخيص في الوقت المناسب.
وأضافت الدكتورة عائشة السلامي: ”بالاستناد إلى الآراء والمعتقدات التي عرفناها وفهمناها خلال السنوات الماضية، أسست مدينة الشيخ شخبوط الطبية فريق من الإناث مخُصص كلياً لتعزيز راحة المرضى من السيدات اللاتي يخضعن للاختبارات وفحوصات سرطان الثدي. وكجزء من التزامنا بتقديم رعاية صحية عالمية المستوى وتحسين نتائج العلاج، يقدم مستشفانا أحدث تقنيات التشخيص والعلاج مثل قسم علم الأمراض الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، للحصول على تشخيص أكثر دقة، مدعوماً بأحدث معدات علاج الأورام بالأشعة”.
خلال شهر أكتوبر، تسعى حملة التوعية بسرطان الثدي تحت عنوان “صحتك تستحق” إلى رفع مستوى الوعي بأهمية الكشف المبكر عن المرض، والتركيز على أهمية الفحص المنتظم لدى النساء فوق سن الأربعين، من أجل التشخيص والعلاج المبكر. وفي 8 أكتوبر، عقدت مدينة الشيخ شخبوط الطبية شراكة مع نادي أبوظبي للسيدات والقافلة الوردية، وهي مبادرة أسستها جمعية أصدقاء مرضى السرطان في الإمارات لمكافحة سرطان الثدي، لتقديم فحوصات مجانية في نادي أبوظبي للسيدات وأتاحت الفرصة لأفراد من الجمهور للتواصل مع خبراء سرطان الثدي وعلاج الأورام بالأشعة في مدينة الشيخ شخبوط الطبية لتوسيع معرفتهم وتوعيتهم بسرطان الثدي والوقاية منه.
إضافة إلى ذلك وفي إطار هذه الحملة، ستعيد مدينة الشيخ شخبوط الطبية تسخير “مجموعة دعم مريضات سرطان الثدي”، لتوفير جلسات تهدف إلى تقديم مساحة آمنة للمريضات وعائلاتهن للتعبير عن مشاعرهن ومشاركة تجاربهن خلال رحلة العلاج. وفي 28 أكتوبر، ستنظم مدينة الشيخ شخبوط الطبية جلسة دعم جماعية مع المريضات والأطباء، في نادي أبوظبي للسيدات من الساعة 3:30 عصراً إلى 8 مساءً ستتخللها أنشطة متنوعة مثل التأمل والترفيه وورشة الأحجار المعطرة وجلسات الحوار الجماعية.
ووضح الدكتور عبد القادر المصعبي، نائب المدير الطبي في مدينة الشيخ شخبوط الطبية بالقول: “يعتمد نموذجنا المتميز للرعاية الصحية في مدينة الشيخ شخبوط الطبية على الأساسات المتينة التي نعتمدها في الممارسة والبحث والتعليم، والتي تركز على وضع احتياجات المرضى في المقام الأول. كما نحرص على المساهمة في رفع مستوى الصحة والعافية بين أفراد المجتمع من خلال تكثيف جهود التثقيف الصحي حول الأمراض السائدة، مثل سرطان الثدي، ومن خلال تقديم رعاية متعاونة ومتكاملة تدعمها أحدث الابتكارات وفرق الخبراء الطبيين متعددي التخصصات، الذين يقدمون أفضل ما لديهم من أجل راحة المرضى وعلاجهم”.