أظهرت جراحة طفيفة التوغل لتحديد مرحلة سرطان البنكرياس نتائج إيجابية في تحديد سير المرض .. وفقًا لدراسة أجرتها مايو كلينك
أظهرت دراسة نُشرت في مجلة الكلية الأمريكية للجراحين أن إجراء جراحة بسيطة للمرضى الذين شُخصت إصابتهم حديثًا بمرض سرطان البنكرياس قد يساعد في تحديد مدى انتشار السرطان مبكرًا ومعرفة مرحلته. وأضاف الباحثون أنه يفضل أن تُجرى هذه الجراحة قبل أن يبدأ المريض العلاج الكيميائي.
يقول مارك تورتي، دكتور في الطب، اختصاصي جراحة الأورام في مركز مايو كلينك الشامل لعلاج السرطان، ورائد هذا البحث: “هذه دراسة مهمة لأنها تدعم أسلوب تحديد مرحلة المرض باستخدام التنظير البطني للمساعدة في تحديد سير المرض ومعرفة العلاج المناسب حتى يتفادى المرضى العلاج الجراحي غير الفعّال أو الذي يحتمل أن يكون ضارًا.” وأضاف: “إن نسبة النجاة من سرطان البنكرياس ضئيلة للغاية مقارنةً بأنواع السرطان الأخرى، كما أنه ينتشر بسرعة. لذلك فإن الحصول على هذه المعلومات في حالة انتشار السرطان سيفيد المرضى ويساعد الأطباء على تحديد العلاج الصحيح للمريض في أسرع وقت ممكن.”
يُسمى العلاج الجراحي طفيف التوغل التنظير البطني المرحلي حيث يُدخل الجراح مصدر ضوئي وكاميرا (منظار بطني) إلى داخل البطن عبر شقوق رفيعة وصغيرة ليرى ما إذا كان السرطان قد انتشر داخل التجويف البطني. وقد يدمج الطبيب مع هذا الإجراء الغسيل البريتوني، حيث يُدخل سائل إلى داخل التجويف البطني ثم يخرجه ويفحصه تحت الميكروسكوب بحثًا عن خلايا سرطانية.
خلال دراسة استمرت خمس سنوات، قام فريق الدراسة بتقييم بيانات أكثر من 1000 مريض، وأظهر البحث أن مريضًا واحدًا من كل 5 مرضى ممن خضعوا للتنظير البطني المرحلي لسرطان البنكرياس كان مصابًا بسرطان منتشر في الكبد أو بطانة البطن (الصفاق).
بالإضافة إلى ذلك، اكتشف الباحثون مجموعة متنوعة من العوامل التي تحدد المرضى الأكثر عرضة لانتشار السرطان. وشملت هذه العوامل عمر المريض وموضع الورم والواسمات الورمية (CA 19-9) في الدم. يقول الباحثون أنه كلما زادت عوامل الخطر الموجودة، زادت مخاطر انتشار السرطان.
تقول هالبيرا جودموندسدوتير، دكتور في الطب، طبيبة جراحة عامة مقيمة، وباحثة في مركز روبرت د. وباتريشيا إي. كيرن لتقديم الرعاية الطبية في مايو كلينك: “نوصي، بناءً على هذه النتائج، أن يُجرى التنظير البطني المرحلي قبل بدء العلاج الكيميائي لأغلبية المرضى المصابين بسرطان البنكرياس والمرشحين للخضوع للجراحة.” يمكن أن تساعد نتائج التنظير البطني المرحلي في تحديد الخيار الأمثل لكل مريض، مثل الاستئصال الجراحي أو العلاج الكيميائي.