“مخيم إثراء الصيفي 2023” يستنطق الطبيعة والعمارة الخضراء بلغة الاستكشاف
- أكثر من 400 مشارك في مخيم إثراء الصيفي 2023
- صور معمارية بروح علمية عبر مسارات المخيم الصيفي في “إثراء”
الظهران- سميرة القطان
استكمالًا لرسالة مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) في تعزيز مفهوم البناء المستدام، انطلق “مخيم إثراء الصيفي 2023″، بحضور أكثر من 400 مشارك، ويأتي هذا العام بصورة مغايرة عن الأعوام السابقة، حيث ربط بين التصميم الديناميكي و إبراز دور الحلول المبتكرة التي تصُب في العمارة المعاصرة باستخدام المواد الطبيعية الخام؛ سعيًا لنشر ثقافة البناء البيئي الذي يراعي المؤثرات المحيطة به مع الأخذ بعين الاعتبار توظيف التقنيات المبتكرة، كما يخوض المشاركون عبر مسار مخصص لمساكن الحيوانات إذ يتعمقون به من خلال تجارب تفاعلية حيّة واستكشاف دورة بناء بيوتها .
العمارة وبيوت الحيوانات
استهل المخيم مساراته بتجربة الأطفال الممتدة من الهندسة المعمارية الكامنة في بيوت الحيوانات إلى الخوض في أهمية العمارة الطبيعية، ويتخلل ذلك رواية القصص و التعمّق في جوانب الفّن والتصميم، مرورًا بزيارة متاحف ومرافق إثراء المتعددة، كما يُبحر الأطفال في بناء مساكن الحيوانات والحشرات والطيور وحتى الأسماك وما يتطلب ذلك من الهندسة والتصميم بأدق التفاصيل، وفي المسار ذاته يستكشف الأطفال قدرات الحيوانات المختلفة لمعرفة كيفية بناء المساكن ( المستعمرات)؛ وفقًا لبيئاتهم واحتياجاتهم، إلى جانب المواد المستخدمة في البناء سواءً على سطح الأرض أو داخله وفي الأشجار و البحار.
تجارب حيّة
ووسط شغف لاكتشاف ملامح وتفاصيل هذه التجربة، تمكّن المشاركون من تقديم مضامين ممتدة من سلسلة حياة الحيوانات ومراحل بناء مساكنها، مدركين دورة حياة البناء بطرق علمية على أيدي مختصين وأطباء بيطريين، وفي أروقة المخيم الصيفي داخل متحف الطفل في
ثراء استحدث الطفل عبد العزيز أحمد فكرة تسهم في مساعدة الحيوانات في بناء منازلها، بتوفير الأدوات حولها والعمل على تهيئة البيئة المناسبة لها لكي تقيها حر الصيف وبرد الشتاء بحسب تعبيره، مستعينًا بجنوح خياله وتأملات ما حوله، وشاطرته الفكرة الطفلة نورة فهد لترسم مساكن الحيوانات بالريشة والألوان بمحاولةً منها لتطبيقها على أرض الواقع.
الطبيعة بتقنيات مبتكرة
وفي مسار “صنع في الطبيعة”، سيتم توظيف العناصر الخام بشكل أساسي مع دمج التقنيات المبتكرة بهدف إنتاج مواد من الطبيعة، وضمن السياق ذاته سيتعرف كل مشارك على “تصاميم من الطبيعة” مما يتيح الفرصة لمعرفة أعماق المحيط الخارجي بشكل حيوي، وكذلك في مسار “معماريو الطبيعة” القائم على الهياكل التراثية التي تبنى باستخدام المواد الخام، وصولًا إلى حلول ترتكز على الطبيعة في العمارة المعاصرة، كما وستتاح فرصة التعرّف على النباتات التي تعيش داخل المملكة العربية السعودية مع العثور على كل ما يتعلق بها من حيث خصائصها الطبيعية وأشكالها وأحجامها وألوانها إلى جانب الأنماط الهندسية التي تتشكل أثناء نموها، وخلال الرحلة الاستكشافية يتمكّن الجميع من الغوص في ثنايا “العمارة الخضراء” إذ يتميز هذا المسار بأسلوب ترفيهي فعّال يعزز من جودة الحياة .
كما وستتجه أنظارهم بحسب فئاتهم العمرية إلى تصميم مبانٍ استثنائية تتنوع بين المجسمات الإبداعية واختيار المواد الطبيعية من خلال إطلاق العنان لتعبيرهم الفنّي المستلهم من الطبيعة، لردم المسافة بين استهلاك المواد الطبيعية والحفاظ على مواردها عبر استدامتها خلال الفترة المقبلة للمخيم الصيفي.