توجه لبناء إعلام سياحي لخدمة السياحة العربية و10 توصيات ختامية
بمشاركة الحارثي حضور قوي في المنتدى العربي للإعلام السياحي في تونس
تونس – سميرة القطان
بتنظيم من وزارة السياحة التونسية والمنظمة العربية للسياحة وتحت رعاية رئيسة الحكومة السيدة نجلاء بودن رمضان، افتتح اليوم، الإثنين 12 جوان 2023 بتونس، وزير السياحة السيد محمد المعز بلحسين، رفقة معالي رئيس المنظمة العربية للسياحة الدكتور بندر بن فهد آل فهيد، فعاليات المنتدى العربي للإعلام السياحي في دورته الأولى الذي ينتظم بالتعاون مع المنظمة واتحاد اذاعات الدول العربية تحت شعار “دور الإعلام في تطوير السياحة العربية البينية”.
وشهد الملتقى حضور سعادة السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الإعلام والإتصال بجامعة الدول العربية وسعادة رئيس إتحاد اذاعات الدول العربية الدكتور محمد بن فهد الحارثي والمدير العام لاتحاد اذاعات الدول العربية المهندس عبد الرحيم سليمان وسعادة رئيس المنظمة العالمية للصحفيين وكتاب السياحة السيد التيجاني حداد ومشاركة نحو 300 شخصية إعلامية وسياحية وصحفيين ومؤثرين من تونس ومن مختلف أرجاء الوطن العربي.
وأكد وزير السياحة في كلمة ألقاها بالمناسبة ان تونس تولي العمل العربي المشترك في المجال الاقتصادي عامة والمجال السياحي خاصة أهمية قصوى من أجل تحقيق إندماج اقتصادي عربي، مؤكدا الإلتزام الدائم بالخيارات الإستراتيجية للنهوض بالسياحة العربية تحت لواء المجلس الوزاري العربي للسياحة والمنظمة العربية للسياحة.
كما ثمن الحرص المشترك على تنمية وتطوير السياحة بمفهومها الشامل على امتداد الوطن العربي، من خلال العمل خاصة على الإسراع في تنفيذ إستراتيجية السياحة العربية، وتشجيع الاستثمار المشترك في المشاريع السياحية المجددة وذات القيمة المضافة العالية ودعم الحركة السياحية العربية البينية ورفع كل العوائق التي تحد من تدفق السياح بين الدول العربية ودعم عمل الإعلام السياحي بالبلدان العربية.
وأبرز الوزير أن تونس حريصة كل الحرص على مزيد النهوض بالسياحة العربية من خلال العمل على المساهمة في تنفيذ الإستراتيجية العربية للسياحة وتشجيع الاستثمارات المشتركة في القطاع مشيرا إلى أن تونس استقبلت خلال سنة 2019 أكثر من 5 مليون وافد من مختلف الدول العربية من مجموع 9,4 مليون سائح وهو ما يمثل 53% من مجموع الوافدين مع تسجيل وفود 1 مليون و854 ألف سائح عربي من مجموع 3 مليون إلى غاية 31 ماي 2023 بزيادة %14مقارنة بسنة 2019 في حين بلغ حجم المداخيل السياحية بالعملة الأجنبية لهؤلاء السياح سنة 2019 حوالي 1867 مليون دينار أي ما يمثل ثلث مجموع المداخيل السياحية من العملة الصعبة (33 %).
وشدّد على ان تنمية السياحة العربية البينية تعد مطلبا ملحا وضروريا فهي بدون شك رافدا حضاريا وتنمويا لأبناء الوطن العربي والمراهنة عليها حاليا وفي المستقبل يمكن أن يزيد من تقارب الشعوب العربية وتوحيد مواقفها إزاء القضايا والتحديات التي تواجهها.
معتبرا ان السائح العربي يبدي تضامنا وتكاملا خلال الأحداث الطارئة والأزمات وبالتالي فان تسهيل السياحة العربية البينية من شأنه أن يسهم في تحسين المؤشرات السياحية وخلق فرص عمل اضافية في العالم العربي خاصة في ظل توفر العديد من العوامل والمزايا والتي من أبرزها قرب المسافة والتقارب في العادات والتقاليد واللغة وثراء المنطقة العربية بتراثها الثقافي والتاريخي والديني فضلا عن استضافة المنطقة العربية للعديد من الفعاليات والأحداث العالمية سواء كانت رياضية أو فنية أو ثقافية وغيرها على غرار المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون.
وعلى صعيد آخر، أبرز ان علاقة السياحة بالإعلام علاقة عضوية لا انفصام فيها، فلا يمكن تصور نجاح وجهة سياحية في استقطاب الملايين من السياح من مختلف بقاع العالم، دون جهد إعلامي يروج لصورتها، ويعرّف بمنتوجاتها السياحية، ويساعد في معرفة النقائص ومن هنا أتت الحاجة إلى بعث إعلام متخصص في السياحة، يجمع بين معرفة تفاصيل الصناعة السياحية، وبين التكوين الأكاديمي الإعلامي، ألا وهو الإعلام السياحي.
وعبّر وزير السياحة السيد محمد المعز بلحسين عن أمله، من خلال تنظيم المنتدى العربي للإعلام السياحي في تونس، في رفع الوعي السياحي بين الشعوب العربية والتأكيد على دور الإعلام السياحي بصفة خاصة، بما في ذلك الإعلام الجديد، في تطوير صناعة السياحة والترويج للوجهات السياحية ولتبادل التجارب والخبرات وتقديم مقترحات لتطوير الإنتاج الإعلامي العربي الهادف إلى الترويج للسياحة العربية البينية.
ومن جهته، تطرق معالي رئيس المنظمة العربية للسياحة الدكتور بندر بن فهد آل فهيد، إلى أهمية هذا المنتدى من أجل تطوير وتنمية العمل العربي المشترك في المجال السياحي مؤكد على أن المنطقة العربية حققت تعافٍ بنسبة 100 % بعد جائحة كورونا.
وشدد في كلمته على أن الإعلام السياحي مهم جداً في خلق إستراتيجية ورؤية واضحة حول الشراكة بين الإعلام والسياحة، داعياً إلى ضرورة تسليط الضوء على الإعلام بكافة تخصصاته المرئية والمسموعة والمقروءة، والإعلام الرقمي الجديد، بهدف إبراز المقومات السياحية والإرث الحضاري والتاريخي وتنوع الأنماط السياحية التي تحظى بها منطقتنا العربية.
وأعلن آل فهيد عن إطلاق دورات تدريبية في مجال الإعلام السياحي بالتعاون مع اتحاد إذاعات الدول العربية من أجل تطوير العمل العربي المشترك في المجال السياحي، داعياً المؤسسات الإعلامية إلى التعاون من أجل تطوير السياحة وصناعة السياحة.
هذا وخلص المنتدى العربي للإعلام السياحي إلى المقترحات والتوصيات التالية:
1- دعوة الدول العربية بالتعاون مع المنظمات العربية المتخصصة لتدريب وتأهيل الإعلاميين السياحيين من خلال برنامج التحول الرقمي.
2 – إنشاء منصة عربية للبث الرقمي للمقاصد السياحية العربية.
3 – دعوة المؤثرين والإعلاميين بالمجال السياحي إلى الترويج للمقاصد السياحية العربية من خلال منصاتهم.
- دعوة الحكومات العربية للتعامل مع عملية الارتقاء بقطاع السياحة بطريقة أكثر تكاملا من خلال تشريك كافة الجهات المعنية.
- دعوة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتعاون مع المنظمة العربية للسياحة واتحاد إذاعات الدول العربية لتشكيل فريق عمل لوضع رؤية عربية للإعلام السياحي بالمنطقة العربية
- دعم التواصل مع المنظمات والجمعيات الدولية التي تهتم بالإعلام السياحي للارتقاء بهذا المجال بالعالم العربي.
- التأكيد على دور الاعلام المتخصص باعتباره يجمع بين معرفة تفاصيل الصناعة السياحية والتكوين الأكاديمي الإعلامي.
- العمل على تركيز استراتيجية ورؤية تشاركية تجمع السياحة والاعلام باعتبارهما عملة واحدة.
- التعريف بالمخزون الثقافي والحضاري والمناطق السياحية بتوظيف الانتاجات المشتركة بمختلف أنواعها (مسلسلات، أفلام، ريبورتاجات، حفلات ومهرجانات..)
- مزيد التعاون بين المؤسسات السياحية قصد احداث أفضل منتوج إذاعي وتلفزيوني والتفكير في احداث مهرجان عربي لهذه المنتجات.
كما تمّ، بالمناسبة، منح وزير السياحة السيد محمد المعز بلحسين جائزة ابن بطوطة لدعمه السياحة البينية العربية بشكل عام والتونسية بشكل خاص، من قبل معالي رئيس المنظمة العربية للسياحة الدكتور بندر بن فهد آل فهيد. كما تم منح الجائزة كذلك للمدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية المهندس عبد الرحيم سليمان لدوره في التعاون مع المنظمة كما تم منح درع تكريمي لوزارة السياحة الليبية.