تجارة و أعمال

 44 ألف كيلو إنتاج “تبوك” من العسل سنوياً .. من خلال 27 ألف خلية

المؤشر – تبوك

 عُرفت تربية النحل منذ القدم كإحدى الممارسات الزراعية المهمة التي احتاج إليها الناس؛ نظرًا لفوائد العسل الغذائية وعوائده الاقتصادية، واشتهرت خصوصًا في المناطق الجنوبية من شبه الجزيرة العربية، وتعود أصولها إلى أوائل القرن الأول، حيث كان يُطلق عليها ” العربية المباركة “من قبل الجغرافيين اليونانيين والرومانيين؛ لوصف الخيرات التي كانت تزخر بها تلك المناطق التي اشتهرت بإنتاج العسل ومشتقاته بوفرة كبيرة.

 ولقد أذن الله سبحانه وتعالى “للنحل” أن تأكل من كل الثمرات، وأن توجد في كل الأماكن لتنتج للبشرية العسل مع اختلاف ألوانه، فعرف الإنسان طريق تربيتها لاستخراج العسل منها، وفق ما ألهمه الله بذلك.

 ومع تطور الزمن بات العسل اليوم عنصرًا أساسيًا وغذائيًا، ومن المنتجات الريفية الزراعية الواعدة التي تبذل المملكة جهودها لتعزيزها في عدد من المناطق، ومنها منطقة تبوك التي يبذل فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بها جهودًا في تطوير قطاع تربية النحل وإنتاج العسل ومهنة النحالة، من خلال إطلاق العديد من المبادرات التي تسهم في نشر الطرق الحديثة في تربية النحل، ورفع مستوى الكفاءة الإنتاجية، وتحسين الجودة بما يؤدي إلى تحقيق عوائد اقتصادية لمربي النحل ومنتجي العسل.

 وأوضح مدير قسم المناحل بفرع وزارة البيئة بتبوك المهندس يوسف بن حامد الحويطي, أن عدد مربي النحل بالمنطقة قد بلغ 116 نحالًا، ويبلغ حجم إنتاجهم من العسل سنويًا مايزيد عن 43908 كيلوات، من خلال 26600 خلية، وتتنوع أنواع العسل بالمنطقة التي تعتمد على مصادر الرحيق المختلفة في جبال المنطقة وأوديتها وصحاريها ما بين عسل البرسيم , وعسل الأكاسيا “الطلح ، السمر”، وعسل السدر، وعسل الكينا, وعسل الحمضيات، بالإضافة إلى عسل “المورينجا” الذي يعد من أبرز ما تنتجه منطقة تبوك.

 ويقدم قسم المناحل لمربي النحل ومنتجي العسل العديد من الأعمال لدعمهم، ومنها:- إقامة الدورات التدريبية وورش العمل والمحاضرات والندوات الإرشادية الموجهة لفئة النحالين بما يتناسب مع احتياجات وظروف النحال، بالإضافة إلى قيام المختصين بالزيارات الميدانية وتعريف النحّال بالطرق الحديثة لتربية النحل والكشف عن الأمراض والآفات التي تصيب العسل والمناحل و المكافحة التي تركز على التقنيات الميكانيكة الحيوية وإدخال الممارسات الجيدة لتربية.

 إلى ذلك زار فريق وكالة الأنباء السعودية منحل محمد هليل العطوي لرصد آلية وطرق تربيته للنحل وإنتاجه لعسل “المورينجا” في موقعه الذي يبعد عن مدينة تبوك قرابة 120كم، حيث تحدث عن تجربته في إنتاج هذا النوع من العسل قائلًا:” تتفرد منطقة تبوك بإنتاج هذا النوع المميز من الأعسال الذي ينتجه النحل من شجر البان العربي، حيث شاركنا فيه بمسابقات عالمية وحصلنا من خلاله على عدة جوائز نظير تميزه وجودته.

 وأضاف: “إن علاقتي بتربية النحل علاقة خاصة فأنا أمضي معظم وقتي ملازمًا في هذه الفترة لها ومراقبًا لسلوكها ومواعيد سروحها، وأجمع منها ماتجود به من عسل “المورينجا” من الخلايا التي تم تخصيصها لذلك، و لقد بدأت قصة مزاولة هذه الحرفة معي منذ فترة طويلة، ولها في قلبي عشقها الخاص الذي بدأته هاويًا، وأصبح اليوم مهنة وجزءًا من حياتي اليومية ومصدر دخلٍ لي ولأسرتي، مبينًا أن النحال قد يبدأ بها كهواية لكنه مع مرور الزمن سيكتسب الخبرة في التعامل مع النحل، ومواعيد جني محصول العسل ونضوجه، وطريقة تخزينه وفرزه، ولكن كميات العسل والمواسم التي يكثر فيها إنتاج العسل ترتبط بموسم الأمطار، فالمواسم الماطرة التي يكون فيها الغطاء النباتي كافيًا لإزهار النباتات في الجبال والأودية والشعاب، يساعد النحل على جمع غذائه من رحيق الأزهار، ومن هناك تكون كمية العسل وفيرة، في حين تقل الكمية في المواسم التي تكون كمية الأمطار قليلة، فأترك جزءًا من العسل في الخلايا لتغذية النحل ليظل قويًا لباقي المواسم، مؤكدًا في ختام حديثه لـ” واس ” أن جمع العسل وتخزينه وحفظه يؤثر بشكل مباشر على جودة العسل، فالعسل يحتاج مكانًا مناسبًا للتخزين, ويتطلب بيئة ملائمة لحفظه، فالحرارة الشديدة والبرودة الشديدة، وكذلك الرطوبة والإضاءة عوامل تؤثر جميعها على جودة العسل، وطول مدة حفظه بجودة عالية، كما أن تربية النحل وإنتاج العسل مهنة تحتاج إلى الصبر والتعلم وتحوي العديد من الأسرار يدركها من يتعايش مع هذا المخلوق الفريد بطبعه والمعجز بعمله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى