إنفاق المستهلكين لا يزال قويًا على الرغم من مخاوفهم من بيئة الاقتصاد الكلي
على الرغم من وجود مخاوف بشأن بيئة الاقتصاد الكلي العالمية، إلا أن قدرة الإنفاق لدى المستهلكين في المملكة العربية السعودية لا تزال قوية. جاء ذلك وفقًا لاستطلاع رأي محلي أجرته شركة الاستشارات الإدارية الرائدة “كيرني” لاستكشاف معنويات المستهلكين وعاداتهم الشرائية. حيث أعرب 79٪ ممن شاركوا في الاستطلاع عن قلقهم بشأن تقلبات السوق العالمية وارتفاع مستويات التضخم، في حين أشار 72٪ منهم إلى زيادة في أسعار السلع التي تم شراؤها خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وحسب نتائج الاستطلاع، يشعر المشاركون أن الزيادات في الأسعار كانت ملحوظة على نحو أكبر في الأغذية والمشروبات (76٪)، في حين كانت الزيادة في المطاعم والفنادق (67٪)، والملابس والأحذية (63٪)، والإلكترونيات (61٪)، بينما كانت الزيادة في النقل بما في ذلك أسعار الوقود (57٪). ومع ذلك، لا يتوقع المستهلكون أن ينخفض إنفاقهم على الرغم من المخاوف والزيادات الملحوظة في الأسعار، حيث يخطط ما يقرب من نصف المشاركين (46٪) لإجراء عملية شراء كبيرة خاصة بالمنزل (أكثر من 1000ريال سعودي) في الأشهر الستة المقبلة.
وفي هذا السياق قال ديباشيش موخيرجي، الشريك في كيرني الشرق الأوسط: ” أسهم التقدم الذي أحرزته المملكة خلال السنوات الخمس الماضية في تعزيز بنيتها الاقتصادية. واستفادت الشركات والأفراد من التغييرات السياسية المواتية التي منحت المستهلكين الثقة في قوتهم الشرائية بصرف النظر عن مخاوفهم من بيئة الاقتصاد الكلي. ويعزز ذلك ما ذكره المشاركون في الاستطلاع أنهم زادوا في إنفاقهم على السلع غير الأساسية مقارنةً بالعام 2021 (11٪)، حيث نتوقع أن نرى استمرارًا لهذا الاتجاه في العام الجديد “.
من الجدير بالذكر أن الشراء عبر الإنترنت لا يزال شائعًا بين المتسوقين في المملكة العربية السعودية، ويرجع السبب في ذلك إلى سهولة الشراء (74٪)، وتوفير المال (58٪)، والتنوع (51٪) وسهولة التسليم (49٪). أما بالنسبة إلى التسوق من المتاجر التقليدية، زادت أهمية التجربة من داخل المتاجر والراحة بنسبة 36٪ و26٪ على التوالي، بالموازنة مع العام الماضي، حسب ما أشار إليه المشاركون في الاستطلاع.
من جانبه قال محمد دهدي، الشريك في كيرني الشرق الأوسط: ” تعيّن على العديد من تجار التجزئة تعديل استراتيجياتهم خلال السنوات الثلاث الماضية لمواجهة التحديات التي يفرضها الوباء. حيث شهدنا زيادة في اعتماد نهج متعدد القنوات لضمان التخفيف من تأثير الأعمال التجارية. ومع تزايد أعداد المتسوقين عبر الإنترنت، يحتاج تجار التجزئة اليوم إلى بناء علاقات أقوى مع العلامات التجارية وتقديم تجارب أكثر جاذبية داخل المتاجر”.
واختتم موخيرجي بالقول: “عند الحديث عن قطاع التجزئة، يوجد شعور إيجابي لدى المستهلكين في المملكة على الرغم من مخاوفهم من التأثيرات المعاكسة للاقتصاد الكلي عالميًا. حيث يمكن لرواد تجار التجزئة الاستفادة من هذا الشعور الإيجابي ومراقبة التطور الذي يشهده قطاع التجزئة وتعديل استراتيجياتهم بما يضمن لهم القدرة على مواكبة احتياجات المستهلكين والبقاء ضمن دائرة المنافسة”.