متابعة – محمد الفقي
أعلنت شركة رايت فارم، المنصّة الرقمية المتخصّصة في خدمة قطاع الأعمال، ومقرها الإمارات العربية المتحدة، والتي توفر المنتجات الطازجة من المزارع المحلية والدولية لقطاعي خدمات الطعام والتجزئة، عن أهمية اعتماد المطاعم على المنهجيات الرقمية فيما نلاحظ اليوم توجه دولة الإمارات نحو الاعتماد على تكنولوجيا الغذاء في إطار مساعيها لتنويع استثماراتها بعيداً عن الاعتماد الكامل على الاقتصاد النفطي. وتتجاوز القيمة السنوية لتجارة المواد الغذائية في الدولة حاجز 27.2 مليار دولار أمريكي، بينما يتوقع أن يسجل قطاع تكنولوجيا الغذاء نمواً ملحوظاً من 13.5 إلى 22 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025.
ومن جانبها، حرصت أبرز الجهات الفاعلة في السوق، مثل أمازون ونون، على تطوير سلاسل توريد المواد غير القابلة للتلف لديها، بينما اعتمدت على الشراكات مع الموزعين التقليديين لتوريد المواد التي تتطلب قدراً أكبر من الديناميكية، مثل الفواكه والخضراوات. وأسهم هذا بلا شك في تلبية الاحتياجات اليومية للمستهلكين، غير أنّ تطبيق التحول الرقمي في سلسلة توريد المنتجات الطازجة قد يعود بفائدة أكبر على المطاعم واحتياجاتها الخاصة. ففي حين لا يُعد نوع المنتج ضرورياً عندما يطلب المستهلك الفرد مثلاً البطاطس لإعداد وجبة من البطاطس المقلية، تحمل هذه النقطة أهمية خاصة بالنسبة للمطاعم، لا سيما وأنّها تتجه لاعتماد نوع محدد للحفاظ على نكهة الأطباق التي تقدمها بشكل دائم.
وفي هذا الإطار، قال إيلي سكاف، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة رايت فارم: ”يتجه عدد قليل جداً من المطاعم في دولة الإمارات، إن وجدت أصلاً، لتسجيل طلبيات المنتجات الطازجة التي تحتاجها عن طريق المنصات الرقمية. تجد المطاعم نفسها مضطرة إلى تخصيص الكثير من الوقت والموارد لإدارة مشتريات المنتجات الطازجة إلى جانب إدارة العمليات اليومية وتلبية توقعات العملاء، بينما تعاني في الوقت نفسه من مواجهة تضخم الأسعار وتقلب الجودة والهدر وغيرها من القضايا المصاحبة لسلاسل التوريد التقليدية. وعند تحقيق المستويات الكافية من الرقمنة في سلاسل التوريد يمكن أن تتضاءل هذه الفجوة في السوق؛ لأن الدمج بين محركات التنبؤات القائمة على البيانات ومنصات مشتريات المنتجات الطازجة يساهم في الحد من حالات تكدس المنتجات لدى المطاعم والحد من الهدر بما يعود بالفائدة على البيئة ويضمن تأمين المكونات الصحيحة اللازمة لإعداد أطباقها بنفس مستوى الجودة في كل مرة.“
تجد المطاعم نفسها في غالب الأحيان مضطرة للمساومة على جودة المنتجات الطازجة لديها لضمان حصولها على الكمية المطلوبة في الوقت المناسب. ومع الاختلاف في قوام الفواكه والخضراوات المطلوبة لتحضير الأطباق المختلفة، ستكون المطاعم قادرة على الاستفادة من خدمات المورد العصري الرقمي الذي يراعي الاعتبارات الدقيقة للمنتجات من حيث مستوى النضج والتنوع والحجم والوزن.
وبالإضافة إلى ذلك، قد يصل مستوى التخصيص إلى تفاصيل في غاية الدقة، مثل اللون وحلاوة المذاق وغيرها، بما يضمن حفاظ المطعم على جودة أطباقه من حيث الكم والنوع ليكون قادراً على توفيرها بشكل دائم عبر جميع فروعه ولجميع عملائه. وتمضي التكنولوجيا وإمكانية استخدام البيانات بهذا الحل خطوة إضافية نحو الأمام من خلال اقتراح بدائل فورية لمواد محددة في خارج موسمها. ويسهم تحسين عمليات المحاسبة والإجراءات المالية لسلسة التوريد في تبسيط هذه التعقيدات وضمان الحصول على الكميات المحددة من المنتجات بالمواصفات المطلوبة مع تسليمها في أي مكان وزمان بمجرد الحاجة لها.
يتولى كبير الطهاة عادة مسؤولية تسجيل طلبيات المنتجات اللازمة لمخازن المطعم. وقد يجد نفسه بعد يوم عمل طويل مضطراً للقيام بهذه المهمة مع هذه المسألة في ساعات متأخرة أو إحالتها لشخص آخر ليس لديه اطلاع كاف على طبيعة المواد المطلوبة. وهكذا، تواجه المطاعم مشاكل في توفر المنتجات وعدم القدرة على تحديد المواصفات الصحيحة، إضافة إلى الصعوبات التي يفرضها سوء عمليات سلسلة التوريد في المقام الأول.
وهنا يمكن للمطاعم الاعتماد بكل ثقة على منصات مشتريات المنتجات الطازجة التي حسّنت عمليات سلسلة التوريد لديها لتعمل وفق نموذج المصنع الرقمي بدلاً من مجرد كونها جهة بيع بالتجزئة، ما يتيح لها الفرصة للتخلي عن باقي الموردين بالكامل. وبناءً عليه، يشجع هذا موظفي المطاعم على العمل كفريق واحد، بحيث يستطيع العديد من أعضاء الفريق تسجيل الطلبيات وتعديلها وإدارتها لتجنب ازدواج الطلبيات أو تسجيل طلبيات لمواد غير صحيحة. ومن ناحية أخرى، تسمح هذه المنصات بتتبع وتسجيل جميع الطلبيات المقدمة من قبل المطاعم، ما يُسهل من عملية إعادة تقديم الطلبية وتعزيز كفاءة عمليات المشتريات المستقبلية وتسريعها، بينما تتم أرشفة جميع الأعمال غير الورقية الخاصة بإدارة الفواتير بشكل آمن في مكان واحد.
وختاماً، لا بد من التنويه إلى أنّ الميزة الأهم لهذه المنصات تتمثل في تعزيز دقة الطلبيات مع الحد من الهدر بشكل كبير بما يحول دون حاجة المطاعم لشراء ضعفي أو ثلاثة أضعاف ما تحتاجه. ويضمن هذا حصول الطرفين على العديد من المزايا، بما فيها الأغذية الطازجة والتكاليف المنخفضة وسلاسل التوريد المعززة. وفي نهاية المطاف، يمكن لمنصة مشتريات المنتجات الطازجة تسيير عمليات أكثر استدامة، وتنجح المطاعم في الحصول على المكونات الصحيحة بشكل أكثر شفافية.
