أخبار عامة

“السركال للاستشارات” تطلق مشروع مع “شبكة الدوائر الثقافية العالمية” لمناقشة قضايا أزمة المناخ

المؤشر الاقتصادي – متابعات

أعلنت السركال للاستشارات، التي تتخذ من دبي مقرًا لها، عن إطلاق مشروع فني عالمي مشترك يرمي إلى المساهمة في معالجة قضية التغيّر المناخي. ويقوم المشروع الجديد، المسمّى “مشاعات بريّة” على توحيد جهود عدد من الدوائر الثقافية المنضوية تحت “شبكة الدوائر الثقافية العالمية” المنتشرة على امتداد أربع قارات، لتقدّم كل منها عملًا فنيًا في المساحة العامة يتفاعل مع موضوع التغيّر المناخي.

وأطلقت السركال للاستشارات مبادرتها الأولى من نوعها هذه بالتعاون مع شبكة الدوائر الثقافية العالمية، التي تضمّ 52 من الدوائر والتجمعات الثقافية ذات الحضور الثقافي الحيوي والمؤثّر في سياق أهدافها الرامية إلى تعزيز التعاون وتبادل المعرفة. ومن المقرّر أن يُجري مشروع “مشاعات برية” تدقيقًا ذاتيا في التأثير البيئي للمشروع، في مسعاه الرامي إلى تطوير أعمال فنية عامّة في القارّات الأربع بأكثر الطرق الممكنة مسؤوليةً وحرصًا على البيئة، وذلك بدعم من منظمة “مشاريع فنية حضرية”.

وقالت فيلما جوركوت المدير التنفيذي للسركال للاستشارات ومبادرات السركال، “هناك حاجة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، لمساحات للنمو، شاملة ومتاحة للجميع.” مؤكّدة أن المشروع الفني العالمي المشترك الذي أطلقته السركال للاستشارات “يعيد تركيز جهودنا لإنتاج الأعمال الفنية في المساحات العامة”. وأضافت: “يأتي هذا المشروع ضمن مساعينا الرامية إلى إعادة انسجام علاقاتنا مع البيئة وإصلاحها، وإعادة ضبط الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية عبر التفكير الجماعي مع نظرائنا من المنظمات الفنية على مستوى العالم في وقت نواجه فيه قضية التغير المناخي”.

وأعربت جوركوت عن أملها بألا يقتصر تأثير هذه المبادرة على تحقيق ممارسات أكثر استدامة وصياغة بنى فكرية شاملة ضمن المنظومة العالمية الراهنة للفنون، وإنما يمتدّ لتسليط الضوء أيضًا على ما أسمته “الدور المحوري” الذي قالت إن الدوائر الثقافية تلعبه في مجتمعاتها على مستوى العالم.

ومن المنتظر أن تعرض الدورة الأولى من المشروع مجموعة أعمال فنية عامّة عابرة للمدن في خريف العام 2023. وتشمل الدوائر الثقافية الأربع: السركال أفنيو، حيّ الفنون والثقافة الرائد في دبي بدولة الإمارات، والذي يضمّ أكثر من 70 من دُور الفن والإبداع بينها عدد من أشهر معارض الفن المعاصر وبيوت التصميم في المنطقة، ودار سينما فنية. كذلك تشتمل المواقع الثقافية على كينغستون كرييتيف، منطقة الفنون ومركز رواد الأعمال المبدعين في كينغستون بجامايكا، والهادفة إلى تنشيط الهوية الثقافية لوسط مدينة كينغستون عبر برامج شهرية متنوعة ومشروع جداريات مهم. أما ثالث المواقع، فهو أوناسيس ستغي في العاصمة اليونانية أثينا، ويتألف من منظومة للمشاريع والمبادرات الريادية تضمّ مكتبة أوناسيس وأرشيف كفافي، وتقدّم برنامجًا قويًا للمنح الدراسية ويشتمل على مركز ثقافي متعدّد التخصّصات فيه مسرح وسينما وقاعات عرض، في حين يُعدّ مجمّع فيكتوريا ياردز في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا، مجمعًا حضريًا متكاملًا فريدًا من نوعه، يساهم في تعزيز منظومة التنمية الاجتماعية، بجانب كونه مشروعًا تجاريًا.

ويهدف المشروع إلى تسخير قوّة الدوائر الثقافية للاستجابة بشكل جماعي للموضوعات العالمية الملحّة، ودعوة المشاركين فيها إلى تغيير وجهات نظرهم الحالية. وسوف تبحث الدورة الأولى (2022-2023) في سبل التبادل المعرفي والتعاون بين الدوائر والأحياء الثقافية المشارِكة في المشروع، وطرق تمكين الفنانين لمواجهة التحدّيات والتفكير بأساليب مغايرة في أنماط العمل وإنشاء نماذج جديدة للأعمال الفنية العامة وابتكار أساليب جديدة للمعيشة. وسيُنظر إلى كل مشروع باعتباره معرضًا قائمًا بذاته خاصًا بمنطقته، يصاحبه برنامج للتفاعل مع المجتمع المحلي والبحث بعمق في موضوع المشروع والتساؤلات المحيطة به.

وعيّنت السركال للاستشارات تيرون باستين قيّمًا للدورة الأولى من المشروع. وطوَّر باستين، الذي كان قد شارك في تقييم أول دورتين من بينالي تورنتو للفنون، فكرة المشروع بالتعاون مع الدوائر الثقافية المشاركة.

ودعا باستين كل فنان مشارك في هذا المشروع إلى إنجاز عملٍ في الفضاء العام يستند على آرائه الشخصية، وأساليبه الخاصة في العيش واكتساب المعرفة، والطرق الفريدة لاستكشاف العلاقات غير البشرية والعوالم التي تتداخل مع عالمه. وقال: “أريد أن أحلم مع الآخرين بأرضية مشتركة واسعة قائمة على الأصالة، يشترك فيها البشر مع بيئتهم ومع غيرهم من الكائنات، في الوقت الذي يبحثون فيه عن أبطال من غير البشر لقصص يستعدون ليكونوا أول رُواتها”.

ومن المقرّر أن يعمل باستين في الأشهر القليلة المقبلة مع المسؤولين من الدوائر الثقافية المشاركة في المشروع، لدراسة مقترحات الفنانين ورفعها إلى قائمة قصيرة واتخاذ القرارات النهائية بشأنها. وستكون الأعمال الفنية العامّة المختارة مناسبة للسياق المحلّي لكل دائرة، وتبحث في القضايا الملحّة المرتبطة ببيئتها الجغرافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى