أخبار عامة

قمة رؤساء مجالس الإدارات تسلّط الضوء على أهمية الاستثمار والتنمية المستدامة

.. نظّمها معهد أعضاء مجالس الإدارات في دول الخليج

متابعة –  محمد الفقي

أوضح معالي المهندس خالد الفالح، وزير الاستثمار السعودي، أنّ المملكة تولي أهميةً كبرى للاستثمارات المستدامة، وأنّه يجب على الشركات الالتزام بخلق قيمة طويلة الأمد عبر الاستثمارات ذات الأثر والطابع المستدام.

جاء ذلك خلال الكلمة الرئيسية التي ألقاها معالي الفالح بمناسبة افتتاح الدورة الثامنة من قمة رؤساء مجالس الإدارات في الرياض يوم الخميس من الأسبوع الماضي، والتي نظمها معهد أعضاء مجالس الإدارات في دول مجلس التعاون الخليجي، وهو منظمة غير ربحية تعزز دور مجالس الإدارة والحوكمة الرشيدة للشركات، وتدعم مجالس الإدارة وأعضائها في دول مجلس التعاون الخليجي. كما تتزامن قمة هذا العام باحتفال المعهد بمرور 15 عاماً على تأسيسه.

فيما شارك معالي الدكتور فهد تونسي، المستشار في الديوان الملكي السعودي، في جلسةٍ نقاشية حول حوكمة الاستدامة، حيث شدّد على ضرورة اغتنام الفرص والتعاون لاتباع مبادئ الاستدامة وحماية البيئة والحوكمة، لتمكين القطاع الخاص من خلق مستقبل أكثر استدامة تحقق قيمةً مضافة طويلة الأمد للأعمال والمجتمعات.

وخلال القمة، قدّم المعهد العضوية الفخرية مدى الحياة لكل من معالي المهندس خالد الفالح ومعالي الدكتور فهد تونسي، وذلك تقديراً لخدمتهم ودعمهم الحوكمة في المنطقة.

وجمعت القمة رؤساء وأعضاء مجالس الإدارة المؤثرين وكبار المدراء التنفيذيين من كل أنحاء منطقة مجلس التعاون الخليجي وخارجها، بهدف استكشاف دور مجالس الإدارة المتطور باستمرار وتبنّي أفضل ممارسات حوكمة الشركات.

وبحثت القمة، التي عُقدت تحت عنوان “التنمية المستدامة والاستثمار”، سبل تطوير الاقتصاد، ووضع معايير جديدة للتنمية المستدامة في المنطقة والعالم. كما استعرضت آخر الاتجاهات في الاستثمار المستدام، إلى جانب الحوكمة البيئية والاجتماعية.

من جهته، ألقى معالي المهندس عبد اللطيف العثمان، المحافظ والرئيس المؤسس لمجلس إدارة معهد أعضاء مجالس الإدارات في دول مجلس التعاون الخليجي، وجين فالس، المدير التنفيذي للمعهد، كلمتين ترحيبيتين خلال القمة، كما استعرض معالي العثمان إنجازات المعهد وأشاد بالدعم اللامحدود الذي يلقاه المعهد من كبرى الشركات ومؤسسات الحكومات التنظيمية، كما جدد التزام المعهد بالمضي قدماً لتحقيق أهدافه في تعزيز أدوار الاستدامة والمحافظة على البيئة والحوكمة وخدمة المجتمع.

وكانت القمة هذا العام قد أقيمت بالشراكة مع شركة البحر الأحمر للتطوير، الشركة المطورة لوجهتي البحر الأحمر وأمالا، حيث حضر قمة هذا العام 200 مشاركاً للدورة الثامنة من القمة، والتي نُظّمت افتراضياً وحضورياً.

بدوره، استعرض جون باغانو، الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير، المخطط الرئيسي للشركة والتزامها، وأنها لن تكتفي بالاستدامة فقط؛ بل ستقدّم توجهات متجددة لتنمية السياحة، حيث قال: “شكّلت القمة منصة رائعة لنا في شركة البحر الأحمر للتطوير لتعميق التزامنا بالتنمية والاستثمارات المستدامة في المملكة. وكانت فرصة لنستعرض طموحاتنا في الحفاظ على البيئة الطبيعية وتعزيزها، والوفاء بالتزامنا لتطوير أكثر مشاريع السياحة المتجددة طموحاً حول العالم”.

وأضاف: “كانت النقاشات خلال القمة مثرية جداً، حيث شرحت الفرص الرئيسية للاستدامة وأفضل الممارسات للحفاظ على البيئة وخدمة المجتمع والحوكمة. لذا رأينا، في شركة البحر الأحمر للتطوير، أنّ القمة فرصة عظيمة لفهم التوجهات الناشئة في مجالات الاستدامة والبيئة والحوكمة، ومشاركة خبراتنا مع المجتمع ككل”.

وضمن حديثها عن نجاح الدورة الثامنة من القمة، قالت جين فالس، المدير التنفيذي للمعهد: “وضعنا الاستدامة والاعتبارات البيئية وخدمة المجتمع والحوكمة على رأس قائمة اهتماماتنا منذ عدة سنوات. وازدادت مؤخراً أهمية تلك العوامل، خصوصًا بعد الجائحة، والآثار المتزايدة للتغير المناخي، وزيادة الوعي حول التفاوت الاجتماعي. لذا تحقق الاستدامة نمواً متصاعداً، وستتنامى أهميتها في المستقبل. واحتفاءً بمرور 15 عاماً على تأسيس المعهد جاءت التنمية المستدامة والاستثمار المستدام محوراً رئيسياً للبحث خلال قمتنا الرائدة، وستسهم وجهات النظر المثيرة للاهتمام في القمة في تشكيل ملامح عمليات المؤسسات في المنطقة وسلاسل القيمة في الأعمال على المدى الطويل”.

وأضافت جين: “نشكر معالي المهندس خالد الفالح، وزير الاستثمار، ومعالي الدكتور فهد تونسي، المستشار في الديوان الملكي السعودي، ومعالي محمد بن عبدالله القويز، رئيس مجلس هيئة السوق المالية، وجميع المشاركين الذين حضروا القمة وأبدوا آراءهم حول هذا الموضوع المهم الذي سيساعد في رفع الوعي والارتقاء بممارسات الحوكمة والاستدامة في المنطقة”.

وخلال الجلسات النقاشية والحوارات التي دارت خلال القمة، أبدى العديد من المستثمرين والممولين الماليين اهتماماً كبيراً بالاستثمارات ذات الطابع المستدام والتي تأخذ في الاعتبار حماية البيئة وخدمة المجتمع. كما حث العديد من القيادات المشاركين في القمة على ضرورة وضع الآليات لتكون قرارات الاستثمار متضمّنةً اعتبارات الاستدامة وحماية البيئة وخدمة المجتمع والحوكمة.

وتضمنت القمة، التي استمرت ليوم كامل، جلسات حوارية حول “بناء مستقبل الأعمال – التنمية المستدامة” و”التوجهات الناشئة في الاستثمار المستدام” و”استكشاف الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة”.  شارك فيها الدكتورة لمى السليمان، عضو مجلس إدارة مستقل وعضو مجلس إدارة رولاكو القابضة؛ ومحمد الرميح، المدير التنفيذي لتداول السعودية؛ وراجيف شوكلا، المدير الإداري الأول ومستشار الرئيس التنفيذي الإقليمي لدى إتش إس بي سي العربية السعودية؛ وستيفان لابيكون، رئيس قسم الاستثمار المستدام لدى شركة بلاك روك في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا؛ وكارينا ليتفاك، رئيس مجلس إدارة مبادرة حوكمة المناخ؛ والدكتورة مريم فيكتشلو، رئيسة الحوكمة لدى شركة البحر الأحمر للتطوير؛ وبراديب رنا، رئيس إدارة المخاطر لدى مجموعة بنك أبوظبي الأول؛ وريتشارد باركر، عضو مجلس معايير الاستدامة الدولية ضمن مؤسسة المعايير الدولية للتقارير المالية؛ وجون ديفتيريوس، المستشار الأول لدى شركة أبكو العالمية؛ وغريغوري جريجيان، رئيس الشؤون القانونية في “شركة البحر الأحمر للتطوير”.؛ وديفيد غروفر، الرئيس التنفيذي لمجموعة روشن؛ وجان كريستوف دوراند، الرئيس التنفيذي لبنك البحرين الوطني؛ ومانيش مانشانديا، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون المالية والمدير المالي للمجموعة في الشركة السعودية للكهرباء؛ وطارق السيد، الشريك الرئيسي والإداري في شركة ماكنزي آند كومباني؛ وبيكي أندرسون، مدير التحرير ومذيعة شبكة سي إن إن الإخبارية في أبوظبي؛ وأكاش سومرو، الشريك في شركة ماكنزي آند كومباني

وتناولت الجلسات الحوارية تحفيز الشركات لإعطاء الأولوية للتنمية المستدامة، والسياسات والأنظمة، وانبعاثات الغازات الدفيئة، والاستدامة البيئية والحوكمة وخدمة المجتمع في قطاع العقارات، وتمويل التنمية المستدامة، والسندات الخضراء، والاستثمار المؤثر، ودمج الاعتبارات المرتبطة بالبيئة والمجتمع والحوكمة في القرارات الاستثمارية، وتبنّي نظريات أصحاب المصلحة الرأسمالية لدفع عجلة النمو المستدام وتحقيق القيمة على المدى البعيد، وإعداد التقارير حول معايير الاستدامة البيئية والحوكمة وخدمة المجتمع، والخطوات الملموسة لتحقيق النجاح فيها.

الجدير بالذكر أنّ قمة رؤساء مجالس الإدارات تعتبر فعالية سنوية للمدعوين فقط من القيادات، حيث استقطبت مشاركين من أكثر من 1,000 جهة رفيعة منذ انطلاقها عام 2013. وتلتزم دوماً بقواعد “تشاتام هاوس”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى