الصندوق السعودي للتنمية يستعرض خبراته في مكافحة التغير المناخي
.. خلال مشاركته في الاجتماع الدولي حول التعاون الثلاثي في لشبونة
لشبونة – المؤشر الاقتصادي
شارك وفد من الصندوق السعودي للتنمية في الاجتماع الدولي السادس حول التعاون الثلاثي، الذي تقيمه منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، في العاصمة البرتغالية لشبونة، خلال الفترة من 6 – 7 أكتوبر 2022، لمناقشة أهمية التعاون الثلاثي بين الدول والمنظمات الدولية والمجتمعات المحلية والقطاع الخاص، لمعالجة التحديات التنموية الناجمة عن التغير المناخي، وإيجاد الحلول المستدامة.
وقد شاركت مدير عام إدارة التواصل المؤسسي في الصندوق السعودي للتنمية، الأستاذة رندة الهذلي، في الجلسة الرابعة، التي ركزت على أهمية التعاون الثلاثي لدعم أجندة المناخ، وسبل التعاون لتعزيز التعلم والابتكار، للتغلب على التحديات الناجمة عن التغير المناخي، إضافة إلى أهمية تعزيز الشراكات عبر مختلف المنظمات. وشارك في الجلسة ممثلون عن وزارة التخطيط والتنمية الوطنية الأندونيسية ووزارة الاقتصاد والتخطيط والتنمية في جمهورية الدومينيكان ووكالة جزر القمر الوطنية للتعاون الدولي وجامعة صن شاين كاوست في أستراليا.
وقالت أ. الهذلي، خلال مشاركتها في الجلسة، إن الصندوق يسعى “إلى مساعدة سكان العالم بالدول النامية والأشد فقراً في الحصول على الخدمات الأساسية والضرورية في مجالات عديدة كالصحة والتعليم والمياه وفي تخفيض معدلات الفقر والجوع حول العالم وتحقيق الأمن الغذائي، إضافة إلى حماية البيئة وتطوير البنية التحتية. وقد أسهم الصندوق في تحسين المستوى المعيشي للمجتمعات النامية، من خلال تمويله لــما يقرب من 700 مشروع، في 84 دولة، وذلك بقيمة 18.4 مليار دولار”.
وأضافت: “قام الصندوق السعودي للتنمية منذ تأسيسه بتمويل العديد من المشروعات التي تهدف إلى مكافحة التغير المناخي، إذ قدم الصندوق 35 قرضًا لتمويل مشروعات الطاقة المتجددة والحماية من الفيضانات والتشجير واستصلاح الأراضي الزراعية في 23 دولة، بمبلغ يقدر بنحو 1.3 مليار دولار، مما يجسد التزام الصندوق بأهداف التنمية المستدامة التي أقرتها جمعية الأمم المتحدة في عام 2015”.
وأوضحت الهذلي أن تجربة الصندوق السعودي للتنمية تزخر بالخبرات التي يمكن الاستفادة منها لمعالجة التحديات الناجمة عن التغير المناخي، مؤكدةً على ضرورة التركيز على 3 نقاط أساسية وهي: أهمية التعاون والعمل الجماعي لحماية البيئة، وأهمية وضع حلول جذرية للقضايا البيئية، مما يسهم في حل العديد من المشكلات الأخرى المرتبطة بها، والعمل من خلال التعاون الثلاثي، الذي يضمن إمكانية الاستفادة من الموارد والخبرات بكفاءة وفعالية أكبر.
كما استعرضت الهذلي تجربة الصندوق في دعم المشروعات البيئية، أبرزها تعاون الصندوق مع وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث في المملكة المتحدة ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشروعات، والحكومة الباكستانية لتنفيذ مشروع مدارس الطاقة الشمسية في باكستان، إذ وفر المشروع مصادر متجددة للكهرباء، وقدم الطاقة النظيفة إلى 1200 مدرسة، وأتاح أيضًا فرص عمل لـ 6,000 مدرسة، وأسهم في تحسين المرافق التعليمية لـ 150,000 طالب وطالبة. وأشارت إلى أن هذا المشروع يعد نموذجًا ناجحًا للتعاون الثلاثي لحماية المناخ، وتمتد فوائده في ذات الوقت إلى مجالات أخرى، مثل التعليم والتنمية الاقتصادية.
تجسد مشاركة الصندوق السعودي للتنمية في الاجتماع الدولي حول التعاون الثلاثي حرص الصندوق على مناقشة سبل التعاون والعمل المشترك لدعم المشروعات التنموية، الساعية إلى حماية البيئة من الآثار الناجمة عن التغير المناخي.
وتناولت الجلسة أسلوب التعاون الثلاثي المعتمد الذي صُمم تصميمًا ملائمًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال قدرته على إقامة شراكات جديدة وبناء الثقة وتبادل المعرفة والاستفادة من الموارد وتشجيع الحلول المبتكرة. ويشجع التعاون الثلاثي على ابتكار حلول لمواجهة تحديات التنمية الرئيسة، مثل تغير المناخ ومكافحة الأوبئة وتعزيز الشمول المالي وتمكين النساء. وتقوم بتنفيذ أكثر من ثلث التعاون الثلاثي مختلف القطاعات بالشراكة بين المنظمات الثنائية والمتعددة الأطراف – مما يوفر تجارب جيدة لتكثيف المشاركة المشتركة في القضايا المناخية.