مقالات

الإنجاز … هو رقصة صعبة تتم تأديتها بشكل فردي حصراً

ميشلين وهبي

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي باسم فرقة #مياس اللبنانية، منذ حصولها على الباز الذهبي وحتى استحقاقها للقب أميركاز غوت تالينت.
قدّمت الفرقة عرضها الختامي يوم الثلاثاء الساعة الخامسة بعد الظهر بتوقيت لوس أنجلوس، تاركة اللجنة في حالة ذهول كما بعد كل عرض، وواثقة من أن عروضها ستبقى عالقة في ذهن كلّ من شاهدها.
دعونا في خضم ما يحدث، لا نتجاهل الإنجاز العظيم الذي حققه نديم شرفان مؤسس فرقة ميّاس.
نعم، فالإنجاز هو دوماً فردي، وعند تحقيقه يرفع معه كافة الانتماءات والتسميات الأخرى، نديم شرفان رفع اسم لبنان في الولايات المتحدة الأمريكية، وغادة شعاع رفعت اسم سوريا في الألعاب الأولمبية، وأنس جابر رفعت اسم تونس في رياضة كرة المضرب.
إنجاز نديم شرفان يحسب له وحده أولاً، ذلك الإنجاز الذي لا نعرف وقد لا نستطيع تخيّل ما عانى بسبب إصراره عليه، رفض من المجتمع، معارضة من الأهل، استخفاف من الأقارب، تنمر من الأصدقاء، والكثير من الوحدة لأنه عرف طريقه وقرر المضي فيه.
في مقابلة سابقة لنديم كان متواضعاً جداً، حيث قال: “أهدي هذا الإنجاز لكل فتاة معي في الفرقة، ولذوي الفتيات أيضاً، وأشكرهم على الثقة التي منحنوني إياها، لأنطلق ببناتهم إلى الجهة الأخرى من العالم”.
في هذه الحالة قد لا تكون تلك ثقة وتحتاج للشكر، فبعد تحقيق لقب آرابز غوت تالينت كان نديم قد وصل
وحقق الإنجاز، وبات تصرف الآخرين في هذه الحالة هو مشاركة ورغبة في أن يكونوا جزءاً من هذا النجاح.
أفرح لفوز “مياس” ليس لأنهم عرب، أو لبنانيون، أو أنهم جيراننا وشركاؤنا في الكثير.
أفرح لأنهم حققوا انتصاراً عالمياً رافعين اسم لبنان عالياً، في أصعب وأحلك الأوقات التي يعيشها البلد.
وأذكر قبل بدء العرض في الدور الأوّل، قالت إحدى راقصات “ميّاس” للّجنة: “لبنان بلد جميل جداً، لكننا نعيش صراعاً يوميّاً”، هذه الجملة تختصر كلّ الجهد والتعب الذي عاشته كل واحدة من الراقصات وهو ما عاشه نديم أضعافاً مضاعفة ولم يمنعه من الاستسلام.
نعم العزيمة والإصرار، نعم للإنجازات الفردية، نعم لكل طائر فينيق يقوم من تحت الرماد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى