تجارة و أعمال

أسعار النفط ترتفع إلى 122 دولار للبرميل

 المؤشر الاقتصادي – متابعات

واصلت أسعار النفط الخام مكاسبها السعرية لتتجاوز 122 دولارا للبرميل بدعم من انخفاض مفاجئ في المخزونات النفطية الأمريكية ما دعم المخاوف من نقص وشح الإمدادات النفطية في ضوء تنامي تأثيرات العقوبات الاقتصادية الأمريكية على الصادرات النفطية الروسية.

وفيما يستبعد مراقبون موافقة الاتحاد الأوروبي على حظر النفط الروسي خلال قمة تعقد اليوم وتستمر يومين في بروكسل بينما يستعد وزراء الطاقة في تحالف “أوبك +” إلى اجتماع جديد الأسبوع المقبل وسط توقعات بالإبقاء على مستوى الزيادات الشهرية وقدرها 400 ألف برميل يوميا لأيار (مايو) المقبل رغم الصعوبات الحالية لدى بعض المنتجين في الوفاء بحصص الزيادة الخاصة بهم.

ويقول لـ”الاقتصادية” محللون نفطيون، إن العقود الآجلة للنفط الخام ارتفعت واستأنفت مسارها الصعودي على أثر انخفاض مخزونات النفط الخام الأمريكية ما يشير إلى تعافي الطلب واتساع مكاسبه مقابل مزيد من التشديد في المعروض في سوق النفط.

ونوه المحللون إلى أنه في المقابل طلب الاتحاد الأوروبي من الدول الأعضاء تكثيف وتيرة بناء مخزونات النفط والغاز تحسبا لتطورات الحرب ولتأمين احتياجات الدول من الطاقة لفصل الشتاء المقبل.

وفي هذا الإطار، يقول الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة: إن أسعار النفط واصلت وتيرة المكاسب بسبب اتساع نمو الطلب مقابل تقلص المعروض بسبب تصاعد الصراع في أوكرانيا، وعلى الرغم من عدم اليقين بشأن ما قد يقرره الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بفرض مزيد من العقوبات على روسيا.

وذكر أنه من الصعب أن يقرر الاتحاد الأوروبي فرض حظر تام على واردات النفط الروسية في ظل الظروف الراهنة، وفي ضوء اعتماد القارة الأوروبية على إمدادات النفط والغاز الروسيين بنسبة كبيرة يصعب استبدالها على المدى القصير، مشيرا إلى أن أي مجازفة في هذا الصدد تهدد أمن الطاقة في أوروبا، منوها إلى وصول مخزونات زيت الغاز في أوروبا إلى أدنى مستوياتها منذ 2008، كما انخفضت مخزونات نواتج التقطير إلى أدنى مستوياتها منذ 2014 لهذا الوقت من العام في الولايات المتحدة.

من جانبه، يقول جوران جيراس مساعد مدير بنك “زد إيه إف” في كرواتيا: إن الاتحاد الأوروبي أقرب إلى عدم فرض عقوبات رسمية على شراء واستخدام النفط الروسي ولكن بسبب العوامل النفسية والصعوبات المصرفية رصدت بعض التقارير الدولية أن نحو مليوني برميل يوميا من النفط الخام الروسي و 700 ألف برميل يوميا من صادرات منتجات روسيا النفطية قد تعطلت بالفعل نتيجة حذر المصافي والتجار.

وأشار إلى أن هذا لا يمنع أن الاتحاد الأوروبي قد بدأ بالفعل خطوات جادة نحو استبدال النفط والغاز الروسيين على المدى الطويل، سواء بالاعتماد على موردين من الشرق الأوسط أو تسريع برامج تحول الطاقة، لافتا إلى أن المفوضية الأوروبية أكدت أنها تخطط للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري الروسي بحلول 2027.

من ناحيته، قال أندريه يانييف المحلل البلغاري والباحث في شؤون الطاقة: إن مكاسب الأسعار تتوالى ويبدو أن الخام الأمريكي استقر فوق 100 دولار للبرميل بسبب علاوة الأسعار المرتبطة بأزمة الحرب في أوكرانيا، ولكن حتى قبل وقوع الحرب كان تعافي الطلب يدفع الأسعار إلى الصعود وكانت أساسيات النفط تأخذ المكاسب بالفعل إلى ما فوق 100 دولار للبرميل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى