تجارة و أعمال

كامكو إنفست: النفط عند أعلى مستوى في 7 سنوات في سوق أكثر احكاما

المؤشر الاقتصادي – متابعات

قال تقرير حديث لـ  كامكو إنفست أن المعنويات في سوق النفط ظلت إيجابية مع بداية العام 2022 وسط توقعات بارتفاع الطلب مقروناً بتناقص الإمدادات لدى بعض المنتجين الرئيسيين في كافة أنحاء العالم. وأدى تراجع درجة المخاطر المرتبطة بسلالة أوميكرون المتحورة إلى تعزيز المعنويات الإيجابية، حيث ظلت أسعار النفط حول مستوى 90 دولار أمريكي للبرميل. وتشير عدة تقديرات الآن إلى وصول أسعار النفط إلى رقم من ثلاث خانات هذا العام حيث يكافح العرض لمواجهة الطلب المتزايد الناتج عن سنوات عديدة من نقص الاستثمارات إلى جانب إعادة تقييم الإمدادات ليس فقط من جهة مجموعة الأوبك، بل وأيضاً المنتجين من خارج الأوبك في كافة أنحاء العالم.

كما كان الارتفاع الأخير الذي شهدته أسعار النفط الخام مدعوماً بارتفاع الطلب على المنتجات المكررة. وساهمت برودة الطقس في شمال شرق الولايات المتحدة في تعزيز الطلب على الديزل كوقود للتدفئة في وقت كان فيه الطلب من قطاع النقل البري يشهد أيضاً ارتفاعاً. وارتفعت أسعار البنزين أيضاً في كافة أنحاء العالم بسبب زيادة التنقل. ومن العوامل الأخرى التي ساهمت في ارتفاع الأسعار، توافر عدد محدود من حصص امدادات المصدرين الصينيين، والتوجه لاستبدال الغاز الطبيعي بالديزل لتوليد زيت التدفئة والكهرباء، وانتعاش السلع على نطاق أوسع في كافة أنحاء العالم، فضلاً عن الطلب غير المستغل في العديد من أسواق النفط النهائية مثل وقود الطائرات. بالإضافة إلى ذلك، أتخذ الدولار الأمريكي اتجاهاً هبوطياً بصفة عامة مقابل سلة من العملات الرئيسية بعد أن بلغ ذروته في نوفمبر 2021.

وأشارت أحدث البيانات الخاصة بكوفيد-19 إلى أن سلالة أوميكرون المتحورة تشير إلى تحول الفيروس إلى مرحلة مستوطنة لأنه على الرغم من تزايد عدد الحالات، فإن الوضع الحالي يمكن التحكم فيه أكثر من السلالات السابقة من فيروس كورونا. وأظهرت الإعلانات الأخيرة من العديد من الشركات في أوروبا تخفيض القيود وفتح المكاتب لاستقبال المزيد من الموظفين. ولاحظنا موقفاً مماثلاً في الولايات المتحدة على الرغم من أن مشكلة السفر مع الصين لم يتم حلها بعد ولأنها تتعلق بالبروتوكولات أكثر من حالات كوفيد -19. كما تم إعطاء نحو 10 مليارات جرعة لقاح على مستوى العالم.

وعلى صعيد إمدادات النفط، تم الإبلاغ عن اضطرابات الإنتاج في العديد من الدول بما في ذلك ليبيا والإكوادور بينما أدت الاضطرابات في كازاخستان إلى مخاوف من تعطل الإمدادات. وذكرت روسيا أيضاً أن استعادة الإنتاج بعد تخفيضات الأوبك وحلفائها لن يكون من السهل تنفيذه بسبب التحديات التقنية ونقص الاستثمار في إنتاج النفط على مدى السنوات القليلة الماضية من تخمة إمدادات النفط. وشهد إنتاج نفط الأوبك نمواً هامشياً في ديسمبر2021 لكنه ظل أعلى من مستوى 28 مليون برميل يومياً بوصوله إلى 28.09 مليون برميل يومياً بزيادة قدرها 90 ألف برميل يومياً، وفقاً للبيانات الصادرة عن وكالة بلومبرج. وأظهرت مصادر الأوبك الثانوية نمواً بمستويات أعلى قليلاً على خلفية التراجع الحاد في إنتاج ليبيا ونيجيريا بصفة رئيسية والذي قابله جزئياً ارتفاع إنتاج السعودية وفنزويلا وأنجولا. وظل إنتاج النفط الخام الأمريكي ثابتاً عند مستوى 11.7 مليون برميل يومياً خلال الأسبوع المنتهي في 14 يناير 2022.

اتجاهات أسعار النفط

وصلت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها المسجلة في 7 سنوات خلال الأسبوع الثالث من يناير 2022 بدعم من ارتفاع الطلب وخفض القيود المتعلقة بكوفيد-19 واضطرابات الإنتاج في بعض الدول المنتجة للنفط واشتداد برودة الطقس بالإضافة إلى التحول من استخدام الغاز إلى النفط للتدفئة وتوليد الكهرباء. ووصلت أسعار سلة خام الأوبك إلى أعلى مستوياتها منذ أكتوبر 2014 في 20 يناير 2022 عند سعر 88.55 دولار أمريكي للبرميل. وشهدت أسعار الخام الكويتي ومزيج خام برنت نمواً مماثلاً. وتراوحت الأسعار في حدود 90 دولار أمريكي للبرميل خلال الأسبوع الماضي مع إشارة عدد من التقديرات الآن إلى وصوله إلى 100 دولار أمريكي للبرميل في الربع الثاني من العام 2022 بدعم من استمرار تحسن الطلب إلى جانب النمو المحدود للإمدادات النفطية.

وبلغ متوسط سعر سلة نفط الأوبك الخام 69.89 دولار أمريكي للبرميل في العام 2021 مقابل 41.47 دولار أمريكي للبرميل في العام 2020، مسجلة نمواً بنسبة 70 في المائة تقريباً على أساس سنوي، فيما يعد أعلى معدل نمو تم تسجيله على الإطلاق في سوق النفط. وبلغ متوسط سعر مزيج خام برنت 70.8 دولار أمريكي للبرميل خلال العام 2021 مقابل 41.67 دولار أمريكي للبرميل خلال العام 2020. وجاءت تلك الزيادة بعد أن سجلت أسعار النفط نمواً على مدى ثمانية أشهر خلال العام بينما كانت الانخفاضات خلال الأشهر الأربعة المتبقية محدودة في الغالب في خانة الاحاد، أعقبها انتعاشاً حاداً.

وتوقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الأخير عن توقعات الطاقة في الأجل القصير زيادة مخزونات النفط على المدى القريب. ونتيجة لذلك، توقعت الوكالة تراجع أسعار النفط في عامي 2022 و2023 من المستويات المسجلة في العام 2021. ومن المتوقع أن تتراجع أسعار النفط من 79 دولار أمريكي للبرميل في العام 2021 إلى 75 دولار أمريكي للبرميل في العام 2022 ثم تنخفض مجدداً إلى 68 دولار أمريكي للبرميل في العام 2023. ويتوافق متوسط التوقعات لمزيج خام برنت، وفقاً لتقديرات وكالة بلومبرج، تقريباً مع تقييم إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، إذ بلغت توقعات الوكالة 74 دولار أمريكي للبرميل للعام 2022، أما بالنسبة للعام 2023، تشير توقعات الإجماع إلى ارتفاعه نسبياً إلى مستوى 73 دولار أمريكي للبرميل. وكشف أحدث تقرير أسبوعي صادر عن إدارة معلومات الطاقة الامريكية عن مخزونات النفط انها شهدت أول زيادة لها في الولايات المتحدة منذ نوفمبر 2021 ووصلت مخزونات البنزين إلى أعلى مستوياتها المسجلة في 11 شهراً. وفي ذات الوقت، كانت وكالة الطاقة الدولية متفائلة في تقريرها الشهري الأخير الذي أشار إلى توقعها ارتفاع أسعار النفط في العام 2022 مقارنة بتوقعاتها في ديسمبر 2021. وكانت التوقعات مدعومة بتراجع حدة تداعيات سلالة أوميكرون المتحورة، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.

سعر مزيج خام برنت يحقق أعلى مكاسبه منذ الأزمة المالية

شهدت أسعار النفط تقلبات مستمرة في العام 2021، إذ وصلت أسعار العقود الفورية لمزيج خام برنت إلى مستويات الذروة لهذا العام عند مستوى 85.8 دولار أمريكي للبرميل، في حين كان أدنى سعر تسجله هو 50.4 دولار أمريكي للبرميل. وبلغت أسعار النفط الخام ذروتها في أكتوبر 2021 بعد أن توقعت الدول في كافة أنحاء العالم التخفيف من تدابير جائحة كوفيد-19 بعد سلالة دلتا المتحورة وجهود طرح برامج اللقاحات بوتيرة ماراثونية. إلا ان الأسعار عادت مجدداً للتراجع بنهاية العام مع ظهور متغير جديد وتم إعادة فرض القيود مرة أخرى في العديد من الدول لاحتواء تفشي أوميكرون. 

وبدأت الأسعار في الارتفاع بنهاية العام بعد أن اكتسبت دعماً اضافياً من الارتفاعات القياسية التي حققتها مؤشرات الأسواق المالية. وكانت المكاسب مدعومة بإعادة فتح الاقتصادات وتوقعات تسارع وتيرة النمو الاقتصادي على المدى القريب. وأعلنت عدة دول في أوروبا عن إعادة فتح اقتصاداتها وخفض القيود قائلة إن الجائحة قد وصلت إلى مرحلة الامراض المتوطنة ويمكن التحكم بها بشكل أكبر مقارنة بالسلالات المتحورة التي ظهرت في السابق. وبلغ متوسط أسعار العقود الفورية لمزيج خام برنت أعلى مستوياته المسجلة في ثلاث سنوات خلال العام 2021 عند 70.86 دولار أمريكي للبرميل مقارنة بأدنى مستوياته في 16 عاماً التي شهدها في العام 2020، مسجلاً مكاسب سنوية بنسبة 68.9 في المائة، وهو أكبر ارتفاع في متوسط أسعار مزيج خام برنت على الإطلاق. واتسقت المكاسب التي سجلها متوسط سعر خام الأوبك تقريباً مع تلك التي حققها سعر مزيج خام برنت بنسبة 68.5 في المائة في العام 2021 بمتوسط سعر بلغ 69.89 دولار أمريكي للبرميل، فيما يعد أعلى المستويات المسجلة في سبع سنوات.

إنتاج الأوبك وحلفائها

كما يعزى تأرجح أسعار النفط أيضاً إلى السياسات والإجراءات التي اتخذها المنتجون المشاركون في اتفاقية الأوبك وحلفائها، إذ قاموا بتعديل الإنتاج بصورة مكثفة على أساس شهري اعتماداً على التوقعات على المدى القريب بالإضافة إلى الاتجاهات المستمرة لسوق النفط. وواصلت المجموعة زيادة انتاجها باستمرار منذ مايو 2021 مع الحفاظ على السياسات بما يتماشى مع الطلب المتزايد في ظل تخفيف القيود المتعلقة بجائحة كوفيد-19 على مستوى العالم. كما تعرضت المجموعة إلى حد كبير إلى ضغوط من الولايات المتحدة وكذلك منتجي ومستوردي النفط الخام العالميين الآخرين الذين دعموا تسارع وتيرة زيادة الإنتاج حيث شهدت أسعار النفط مكاسب ثابتة خاصة خلال النصف الثاني من العام. وكان لاستراتيجيات مثل قيام الولايات المتحدة بتحرير احتياطي البترول الاستراتيجي وإلى حد ما من قبل مستوردين آخرين تأثيراً محدوداً ومؤقتاً على أسعار النفط. بالإضافة إلى ذلك، أدت اضطرابات الإنتاج وانقطاعاته من قبل بعض المنتجين الرئيسيين إلى مستويات امتثال تزيد عن 100 في المائة طوال فترة اتفاقية إنتاج الأوبك وحلفائها بأكملها تقريباً.

وجاءت الزيادة التدريجية في الإنتاج بعد تحسن مستويات الطلب، ومن المتوقع أن يتوازن العرض والطلب على النفط في وقت ما من العام الحالي. إلا ان زيادة الإنتاج اقتصرت على عدد قليل من منتجي الأوبك وحلفائها بما في ذلك السعودية والإمارات والكويت وروسيا. وكانت هناك أيضاً مخاوف من انخفاض الطاقة الاحتياطية، نظراً لأن المنتجين سالفي الذكر من أعضاء الأوبك يستحوذون على الجزء الأكبر من احتياطيات سوق النفط العالمية.

من جهة أخرى، من المتوقع أيضاً أن يرتفع العرض على مستوى العالم. كما يتوقع أن تزيد الولايات المتحدة إنتاجها مع إعلان شركات التنقيب عن النفط عن خطط لزيادة الإنفاق الرأسمالي. وفي الآونة الأخيرة، أعلنت شركة شلمبرجير عن زيادة نفقاتها الرأسمالية بنسبة 18 في المائة في إطار تطلعها إلى سوق نفط واعد خلال السنوات القادمة.

إنتاج النفط الأمريكي

ظل إنتاج النفط في الولايات المتحدة ضعيفاً إلى حد كبير خلال العام 2021 بعد أن وصل إلى مستويات قياسية في العام 2020. ويعزى الانخفاض بصفة رئيسية إلى تقييد إنتاج النفط الصخري في ظل استمرار حذر المنتجين نتيجة لانخفاض أسعار النفط وتداعيات الجائحة. كما قامت حكومة الولايات المتحدة بوضع حد أقصى للإنتاج والنفقات الرأسمالية لكبار منتجي النفط، هذا بالإضافة إلى اطلاقها لمبادرة عالمية نحو مستقبل مستدام والامتثال لقواعد الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية. هذا إلى جانب ضعف الاستثمارات على مدى السنوات القليلة الماضية، مما ساهم في الحد من انتعاش إنتاج النفط عندما عادت أسعار النفط لتسجيل مكاسب خلال العام 2021. كما اتضح الاتجاه أيضاً في إضافة عدد منصات الحفر النفطي خلال العام. إذ ارتفع إجمالي عدد المنصات في الولايات المتحدة، وفقاً للبيانات الصادرة عن شركة بيكر هيوز، بمقدار 216 وصولا إلى 480 منصة بنهاية العام مقابل 264 منصة بنهاية العام 2020 و677 منصة بنهاية العام 2019. وكان هذا أيضاً أقل بكثير من أعلى المستويات المسجلة في فترة ما قبل الجائحة والبالغة 888 منصة في سبتمبر 2018.

الطلب على النفط

في أحدث تقرير شهري لها، احتفظت أوبك بتقديرات نمو الطلب العالمي على النفط لعام 2021 عند 5.7 مليون برميل يوميا بمتوسط 96.6 مليون برميل يوميا. ومع ذلك، أجرت الوكالة مراجعة تصاعدية لتقديرات الطلب للربع الرابع من العام 2021 والتي تم تعويضها عن طريق خفض المراجعة التنازلية لطلب بيانات الربع الثالث من العام 2021. وعكست المراجعة التصاعدية للربع الأخير من العام طلبًا أفضل من المتوقع على وقود النقل في منطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. كما ظل الطلب في مناطق الأمريكيتين وآسيا والمحيط الهادئ قويًا على الرغم من تزايد حالات متغير المتحور أميكرون. كما دعم الطلب الأفضل من المتوقع من الصين خلال الربع الرابع من العام 2021 التعديل التصاعدي، على الرغم من أنه من حيث واردات العام بأكمله فقد أبلغت الصين عن انخفاض في الواردات لأول مرة منذ 20 عامًا، وذلك وفقًا لتقرير بلومبرج. كان الانخفاض مدفوعا بشكل أساسي بالتراجع من مصافي التكرير المستقلة وكذلك بهدف تقليل فائض المعروض من الوقود. من ناحية أخرى، عوض طلب الهند على وقود النقل بشكل أبطأ من المتوقع جزئيًا التعديل التصاعدي إلى جانب المراجعات التنازلية لمنطقة الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وأفريقيا استنادًا إلى البيانات الفعلية لشهر أكتوبر 2021 ونوفمبر 2021.

بالنسبة لعام 2022، لم تتغير توقعات نمو الطلب على النفط عند 4.2 مليون برميل يوميا، ومن المتوقع أن يصل الاستهلاك إلى 100.8 مليون برميل يوميا. أظهر تقرير حديث صادر عن اس أند بي بلاتس توقعات بطلب مرن من آسيا على المدى القريب مع كون الصين والهند القوة الدافعة وراء ارتفاع الطلب. فيما يتعلق بالمنتجات، من المتوقع أن يكون وقود الطائرات محركًا رئيسيًا للنمو هذا العام. فيما ذكرت إدارة معلومات الطاقة، في أحدث توقعاتها، أنها تتوقع نمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 3.6 مليون برميل يوميا في العام 2022 مدعومًا بارتفاع الطلب من الولايات المتحدة والصين، والذي سيمثل نسبة 39% من نمو الطلب خلال العام.

عرض النفط

شهد إنتاج العالم من السوائل زيادة شهرية قدرها 0.65 مليون برميل يوميا خلال ديسمبر 2021 بمتوسط 98.51 مليون برميل يوميا. وتعكس الزيادة ارتفاع إنتاج كل من أوبك والمنتجين من خارج أوبك. هذا وأضاف منتجو أوبك 0.17 مليون برميل يوميا خلال الشهر بقيادة ارتفاع الإنتاج بشكل رئيسي في المملكة العربية السعودية وأنغولا مما أدى إلى حصة سوقية بلغت 28.3%. كما زاد المنتجون من خارج أوبك إنتاجهم بمقدار 0.48 مليون برميل يوميا ليصل الإنتاج الى 70.63 مليون برميل يوميا خلال الشهر مدفوعة بإنتاج أعلى من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وغير الأعضاء فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى