ريكسوس مجاويش .. تاج عروس البحر الأحمر وقِبلة العوائل الخليجية
بقلم الإعلامية: أمينة أحمد
ها أنا ذا اليوم أمشي مهرولة من شدّة غبطتي في رواق المسافرين المؤدي إلى الطائرة مباشرة بعد مرور سنتين عجفاوين بسبب ما أصاب العالم من جائحة كورونا التي أدت إلى شلل القطاعات الاقتصادية ولعل أبرزها كان قطاع الطّيران؛ ويشاء الله أن تكون وجهتي هي نفسها آخر محطّة لي قبل إغلاق المطارات؛ نعم إنّها أم الدّنيا التي اشتقنا لها أضعاف ما غبنا عنها.
لن أخفيكم سرّا أنني تردّدت كثيرا في أخذ قرار السّفر لأسباب كثيرة عامّة وشخصيّة وقد قطعت تذكرتي قبل يومين فقط من موعد الرّحلة، ولكنّ زوجي وأهلي وأصدقائي كانوا كلّهم بالمرصاد محفّزين ومشجّعين لا منفّرين ومهوّلين…فكلّ الشّكر لنسختي الحاليّة ولهم على مساندتهم الجميلة لي دوماً.
تاج العروس
وصلنا مطار الغردقة ضمن وفد جمعية الصحفيين الإماراتية التي عقدت برنامج عملها من ورش ومحاضرات ولقاءات رسمية وزيارات لأهم المعالم السياحية في أحضان عروس البحر الأحمر “الغردقة” التي استقبلتنا كما تستقبل العروس مدعوي حفل عرسها المبرمج كل موسم على مدار العام حيث لا نهاية له، فليالي هذه المحافظة ونُهُرها أعياد دائمة ولها أماكن تناسب أي ذائقة كانت محبّة للهدوء أو السّكون أم متشوّقة للحركة والصّخب.
كان الوقت متأخّرا جدّا لتناول وجبة العشاء بالنسبة لي، فارتأيت التّوجّه لغرفتي التي أبهرني جمالها بمساحتها الواسعة وديكوراتها الجميلة.
“أصبحنا وأصبح الملك لله وحده لا شريك له”، أصبحت على إطلالة خلابة تجمع السماء بالماء والخضرة وصفاء الجو، بحر ومسبح، هواء عليل وورود سيقانها تميل، إنها جنّة الله في الدنيا، فسبحانك ربي على بديع خلقك.
“ريكسوس بريميوم مجاويش” أطلقت عليه لقب تاج عروس البحر الأحمر، لأنه فعلا تاج الغردقة الذي زادها جمالا ورونقا، فكل تفاصيل هذا المنتجع تزيدك انبهارا وعشقا له، لدرجة أنه بعد زيارتك له ومكوثك به لن يحلو بعينك أي فندق أو منتجع آخر مع احترامي الشديد للبقيّة، ولكن ريكسوس مجاويش قد بلغ القمّة في كل أركانه وأقسامه بداية بمديره المضياف وطاقم العمل الذين يجعلونك تشعر وكأنّك صاحب المكان ليس ضيفا أو زبونا مرتادا عاديّا.
الأمن والأمان في ريكسوس
منذ الوهلة الأولى عند وصولنا لبهو الاستقبال الرئيسي للمنتجع اجتاحتني مشاعر الأمن والأمان طاردة مخاوف وهواجس حمّلتها معي كل مسافة الرّحلة منذ انطلاقي من بلدي الحبيب الإمارات، مرورا بالقاهرة كمحطة للترانزيت وصولاً إلى مطار الغردقة، فقد استُقبِلنا رغم الوقت المتأخّر من الليل بحفاوة وورود حمراء ومشروبات منعشة، ولكن ليس هذا ما جلب لي مشاعر الأمن والأمان، إنّما التزام كل موظّف بلبس الكمامة على الوجه الصّحيح وانتشار علب كرتونية صغيرة وأنيقة تحمل شعار ريكسوس وتحتوي بجعبتها كِمامة طبّيّة مغلّفة بعناية ومعقّما لكلّ زائر، وتجد هذه العلب في كل مكان تقريبا، خلف مقاعد الباص المريح الذي أقلّنا من المطار، وعلى طاولات البهو والغرف، وفي كل مكان بالمنتجع، ممّا ذكّرني بأبوظبي الحبيبة التي تحرص على سلامتنا وحمايتنا من فيروس كورونا، وهنا فقط انزاح عن كاهلي همّ عدم اتّخاذ الإجراءات الاحترازية الذي كان يراود تفكيري ويزعجه، وارتسمت على وجهي ابتسامة عريضة مخفية تحت الكمامة ولكنّها بدت واضحة على العيون التي لا تكذب ولا تُجامل.
عنوان الرّفاهية
لا أخفيكم سرا أنني من عشّاق التّرف والرّفاهيّة، فالمباني الجذّابة والديكورات الراقية أمور تستهويني كثيرا، وكما يقال عن الطّعام أن العين تأكل قبل أن يتذوق اللسان الطّعم، فكذلك الجمال يأسر القلوب ويجعلها تهيم في ملكات الرّقي والجمال، ولكنّني في الوقت ذاته بسيطة أنتمي إلى الأرض التي من ترابها خُلِقت وإليها أرجع، متجذّرة في أعماق روحي متّصلة بالطّبيعة بكلّ مكنوناتها وعناصرها، فنحن من اتّخذ من الكوتشينج شغفا له، كثيرو التّأمّلات نسبح في ملكوت الخالق عزّ وجل أينما حللنا وارتحلنا، فكيف إذا اجتمعت الرّفاهيّة البشريّة مع جمال عذريّة الطّبيعة، وهذا ما وجدته فعلا في منتجع ريكسوس مجاويش الّذي افتتح بشهر مارس الماضي من العام الجاري ٢٠٢١ أبوابه ليستقبل كافّة الأذواق، ففي تمازجه العجيب هذا استطاع أن يصل إلى القلوب والعقول في آن واحد ويتربّع على عرش القمّة فيما يخص جودة الخدمات التي يقدّمها هذا المنتجع الضّخم والرّائع بموقعه الاستراتيجي وبشاطئه الرّملي الخلّاب على امتداد الكيلومتر، ومطاعمه الستة المتنوّعة بمأكولاتها ووجباتها الشّهيّة التي يتفنّن في تحضيرها أمهر الطبّاخين (الشيفات) العالميّين الذي أبى ريكسوس مجاويش إلّا أن يضع كل مطعم بطبّاخه الرّئيسي من المصدر نفسه كي يحافظ على ذائقة ونكهة الأكل الأصليّة سواء كانت تركيّة أم برازيلية أم آسيوية (صينية، يابانية، هندية) أم عربيّة؛ أمّا المسابح التي يبلغ عددها ال٣٠ فهي الأجمل والأروع والأكثر طلبا من قبل الزوّار.
قِبلة العوائل الخليجيّة وملاذها
أسوة بأفرع ريكسوس العالمية في مختلف دول العالم كتلك التي توجد بدولتنا الحبيبة الامارات العربية المتحدة وبالتحديد بإمارة أبوظبي ودبي ورأس الخيمة، فإن ريكسوس مجاويش يستقطب كافّة السياح من مختلف الجنسيات كالروسيين والأوربيين والأمريكيين، ولكنّه قِبلة للعوائل الخليجية على وجه التحديد، وذلك لما تتميز به غرف وفلل المنتجع من خصوصية تتلاءم وتتناسب والخلفية الدّينية والثقافية لأهل الخليج، حيث يجدون فيه الخصوصية كالمسابح والمطابخ ومرافق خدمية وترفيهية متعددة، هو فعلا الوجهة المثالية لقضاء أيام عطلة تحفر في ذاكرة مرتاديها ذكريات رائعة لا تنسى، هو الاختيار الأمثل للعرسان الجدد وكذلك الأسر الكبيرة التي بإمكانها المكوث بغرفة واحدة بكل أريحية، نظرا لوجود صالة واسعة ومريحة بكنبها الذي يتحول سريرا يغني عن حجز غرفة أخرى، كما أنه المكان الأنسب لاحتفالات مجموعات الأصدقاء أو ممن يريدون تمضية إجازاتهم سويّة مع بعض، فهناك نوع من الغرف الذي يأتي على شكل مجموعات مشتركة تتقاسم المسابح وتضع حدودا وخصوصية فيما بعضها البعض.
مهما كتبت أو سردت من وصف لهذا المنتجع فأنا أعلم أنني لن أوفيه حقّه، ولكنّني سأحاول جاهدة أن أنشر مواضيع أخرى عن مرافق أسرت مشاعري وفكري خلال زيارتي التي نُسخت وحُفِظت في أرشيف ذكرياتي الجميل جدا.