أسهم

تراجع أرباح الشركات الخليجية إلى أدنى مستوياتها في خمسة أعوام

الرياض – عبده المهدي

تسببت جائحة كوفيد-19 في احداث تأثيرات غير مسبوقة وانعكست تداعياتها على اقتصاد دول مجلس التعاون الخليجي مما أثر على الأوضاع المالية للشركات والحكومات. وانخفضت الأرباح التي أعلنت عنها الشركات المدرجة في دول مجلس التعاون الخليجي إلى أدنى مستوياتها المسجلة في خمسة أعوام إلى 91.3 مليار دولار أمريكي في العام 2020 مقابل 150.5 مليار دولار أمريكي في العام 2019. ويعزى هذا التراجع الذي بلغت نسبته 39.3 في المائة أو ما يعادل 59.2 مليار دولار أمريكي بصفة رئيسية إلى تراجع أرباح أرامكو (بمقدار 38.9 مليار دولار أمريكي أو ما يوازي نسبة 44.1 في المائة على أساس سنوي)، تبعها قطاعات البنوك والعقار والمواد الأساسية. وساهمت القطاعات الثلاثة بما يعادل 85 في المائة من تراجع صافي الأرباح السنوية للشركات بعد استبعاد صافي أرباح أرامكو. وباستثناء البيانات المالية لأرامكو التي يطلق عليها عملاق النفط، بلغ تراجع صافي أرباح الشركات الخليجية معدل أقل نسبياً، إذ بلغت نسبته 32.6 في المائة.       

وكانت القطاعات الوحيدة التي أظهرت نمواً ملحوظاً في صافي الأرباح خلال العام هي قطاعات المرافق العامة وإنتاج الأغذية التي ظلت صامدة خلال الجائحة نتيجة لطبيعتها الدفاعية. وضمن 21 قطاعاً من قطاعات البورصة، تراجعت أرباح 12 قطاعاً على أساس سنوي بينما سجل الرابحون نمواً هامشيا فقط. وعلى مستوى الأسواق المالية، شهدت بورصة أبوظبي أقل معدل تراجع في الأرباح خلال العام بنسبة 7.4 في المائة، تليها عمان وقطر بانخفاض بلغت نسبته 18.6 في المائة و 20.5 في المائة، على التوالي.                       

أما على صعيد الأداء المالي للشركات على أساس ربع سنوي، انخفض صافي الربح في الربع الرابع من العام 2020 بنسبة 21.6 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى 25.0 مليار دولار أمريكي مقابل 31.9 مليار دولار أمريكي خلال الربع الرابع من العام 2019. من حيث معدلات النمو المتتالي، انخفضت الأرباح هامشياً بنسبة 1.3 في المائة مقارنة بالربع الثالث من العام 2020. ويعزى هذا التراجع السنوي في الأرباح خلال الربع الرابع من العام 2020 نظراً لتسجيل الشركات في خمس من أصل سبع بورصات في المنطقة انخفاضاً في أرباحها، بينما سجلت الشركات المدرجة في سوقي أبوظبي والبحرين زيادة في الأرباح بنسبة 28.5 في المائة و9.5 في المائة، على التوالي. وفيما يتعلق بأداء قطاعات السوق المختلفة، سجل قطاع الطاقة مرة أخرى أكبر انخفاض قدره 6.2 مليار دولار أمريكي في صافي الأرباح أو ما يعادل 30.8 في المائة على أساس سنوي، تبعه كلا من قطاعي البنوك والعقار، بتراجع بلغت نسبته 23.8 في المائة و94.9 في المائة، على التوالي. من جهة أخرى، سجل قطاع المرافق العامة أعلى معدل نمو في الأرباح على أساس سنوي.

وكان قطاع البنوك ضمن أكبر القطاعات التي سجلت انخفاضاً في الأرباح خلال العام 2020. إذ انخفض صافي ربح البنوك الخليجية بمقدار 11.8 مليار دولار أمريكي على خلفية ارتفاع المخصصات التي احتجزتها البنوك نظراً لزيادة القروض المتعثرة خلال العام بسبب الجائحة. إذ وصلت مخصصات خسائر القروض إلى مستوى قياسي بقيمة 20.3 مليار دولار أمريكي في العام 2020 بزيادة ملحوظة شملت كافة دول مجلس التعاون الخليجي الست بدون استثناء. وسجلت البنوك المدرجة في الإمارات أعلى معدل ارتفاع لمخصصات خسائر القروض خلال العام بزيادة قدرها 3.4 مليار دولار أمريكي أو ما يقرب من نسبة 71.6 في المائة، إذ بلغت 8.2 مليار دولار أمريكي. من جهة اخرى، سجلت البنوك السعودية أقل معدل نمو لمخصصات خسائر القروض والتي بلغت نسبتها 37.6 في المائة أو ما يعادل 1.3 مليار دولار أمريكي بوصولها إلى 4.6 مليار دولار أمريكي خلال العام. وخصصت بنوك المنطقة 6.4 مليار دولار أمريكي للديون المشكوك في تحصيلها في الربع الرابع من العام 2020، فيما يعد أعلى مستوى يتم تسجيله على اساس ربع سنوي في المنطقة.

وفي قطاع الطاقة، جاء تراجع أرباح أرامكو بنسبة 44 في المائة على خلفية الانخفاض التاريخي الذي شهدته أسعار النفط خلال النصف الأول من العام 2020، بالإضافة إلى انخفاض الكميات المباعة، فضلاً عن ضعف هوامش التكرير والمواد الكيماوية. وكان الاتجاه مشابهاً بالنسبة لمعظم شركات القطاع، إذ سجلت 14 من أصل 21 شركة مدرجة ضمن قطاع الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي انخفاضاً في صافي الأرباح في العام 2020. وبالمثل، كان ثلثي التراجع الذي شهدته أرباح قطاع المواد الاساسية ناتجاً عن تراجع الأداء المالي للشركات المرتبط نشاطها بقطاع الطاقة. وسجلت سابك أكبر انخفاض في الأرباح على مستوى القطاع بعد تقلص أرباح الشركة بمقدار 1.4 مليار دولار أمريكي لتصل إلى 17.8 مليون دولار أمريكي في العام 2020 نتيجة لتراجع الإيرادات الاجمالية للشركة على خلفية تراجع الطلب على المنتجات الكيماوية.

وبالانتقال إلى قطاع العقار، الذي سجل ثالث أكبر انخفاض في الأرباح في العام 2020، نلحظ تأثر نتائجه المالية بصفة رئيسية بالخسائر التي شهدتها إيرادات الإيجارات نتيجة للقيود التي فرضتها الحكومات في كافة أنحاء المنطقة خلال العام لاحتواء جائحة كوفيد-19. وانخفضت أرباح القطاع بواقع 3.1 مليار دولار أمريكي لتصل إلى 1.9 مليار دولار أمريكي في العام 2020 مقابل 5.0 مليار دولار أمريكي في العام 2019، متأثرة بصفة رئيسية بتراجع أرباح الشركات العقارية الإماراتية بقيمة 2.1 مليار دولار أمريكي. وشهدت شركات إعمار الثلاث، إعمار العقارية وإعمار مولز وإعمار للتطوير، تراجع صافي الربح المجمع بقيمة 1.7 مليار دولار أمريكي، بينما سجلت داماك العقارية خسائر أكبر بلغت 283 مليون دولار أمريكي في العام 2020 مقارنة بخسارة قدرها 10.0 مليون دولار أمريكي في العام 2019.

الكويت

تراجع صافي ربح الشركات المدرجة في بورصة الكويت بنسبة 46.6 في المائة على أساس سنوي في الربع الرابع من العام 2020 ووصل إلى 0.54 مليار دولار أمريكي مقابل 1.0 مليار دولار أمريكي في الربع الرابع من العام 2019. وساهمت القطاعات الرئيسية، أي البنوك والاتصالات والعقار والسلع الرأسمالية في التأثير سلباً على ربحية البورصة، إلا ان بعض القطاعات الرئيسية الأخرى مثل الطاقة والمواد الأساسية والتأمين ساهمت في تعويض هذا التراجع جزئياً بفضل ارتفاع أرباحها.

أما من حيث أرباح السنة المالية 2020، سجلت الشركات المدرجة في بورصة الكويت انخفاضاً بنسبة 61.6 في المائة خلال العام، إذ بلغت أرباحها 2.3 مليار دولار أمريكي للعام بأكمله مقابل 5.9 مليار دولار أمريكي في العام 2019. وتراجع صافي أرباح قطاع البنوك بنسبة 51 في المائة إلى 1.5 مليار دولار أمريكي في السنة المالية 2020 مقابل 3.1 مليار دولار أمريكي في السنة المالية 2019 حيث سجلت جميع البنوك انخفاضاً في صافي الربح نتيجة ارتفاع المخصصات المتعلقة بتداعيات جائحة كوفيد-19. وأعلن بنك الكويت الوطني عن تحقيق صافي ربح للسنة المالية 2020 بقيمة 811.1 مليون دولار أمريكي، بتراجع بلغت نسبته 39 في المائة، فيما يعزى بصفة رئيسية إلى ارتفاع مخصصات خسائر الائتمان وخسائر انخفاض القيمة وارتفاع المصاريف التشغيلية. كما أعلن بيت التمويل الكويتي عن تحقيق صافي ربح قدره 489 مليون دولار أمريكي للسنة المالية 2020 مقارنة بأرباح قدرها 829 مليون دولار أمريكي في السنة المالية 2019، بتراجع بلغت نسبته 41 في المائة نتيجة لانخفاض إيرادات الاستثمار وزيادة مخصصات انخفاض القيمة لتعويض أية تأثيرات سلبية ناجمة عن الجائحة. من جهة أخرى، سجل البنك الأهلي الكويتي صافي خسائر قدرها 229 مليون دولار أمريكي في السنة المالية 2020 مقابل صافي ربح قدره 95 مليون دولار أمريكي نتيجة لتراجع سعر الفائدة القياسي وانخفاض حجم الأعمال.

كما تراجعت أرباح قطاع الاتصالات بنسبة 24.3 في المائة لتصل إلى 726.5 مليون دولار أمريكي في السنة المالية 2020 مقابل 960 مليون دولار أمريكي للسنة المالية 2019. وبلغ ربح شركة الاتصالات المتنقلة (زين) 610 مليون دولار أمريكي في السنة المالية 2020 مقابل 716 مليون دولار أمريكي في السنة المالية 2019 أي بتراجع بلغت نسبته 14.9 في المائة فيما يعزى بصفة رئيسية إلى تداعيات الجائحة التي أثرت سلباً على كافة العمليات الرئيسية للمجموعة. من جهة أخرى، تراجعت أرباح شركة الوطنية للاتصالات المتنقلة (أريدو) وشركة الاتصالات الكويتية (اس تي سي) في العام 2020.

اما على صعيد قطاع التأمين، فقد سجل نمواً في الأرباح بنسبة 14.8 في المائة، إذ بلغت أرباح القطاع 148 مليون دولار أمريكي في السنة المالية 2020 مقابل 129 مليون دولار أمريكي في السنة المالية 2019. وأعلنت مجموعة الخليج للتأمين عن أكبر زيادة في الأرباح على مستوى القطاع للسنة المالية 2020، بتسجيلها أرباحاً بقيمة 54 مليون دولار أمريكي مقابل 44 مليون دولار أمريكي في العام 2019، أي بنمو بلغت نسبته 22 في المائة للسنة المالية 2020 فيما يعزى بصفة رئيسية إلى نمو صافي إيرادات الاستثمار وإجمالي الأقساط المكتتبة. كما بلغ صافي ربح الشركة الأهلية للتأمين 40 مليون دولار أمريكي للسنة المالية 2020 مقابل 34 مليون دولار أمريكي في العام السابق، بنمو بلغت نسبته 18.6 في المائة، بدعم من زيادة الإيرادات التشغيلية.

وسجل قطاع العقار صافي خسائر بلغت قيمتها 56.4 مليون دولار أمريكي في السنة المالية 2020 مقارنة بأرباح قدرها 385 مليون دولار أمريكي في السنة المالية 2019. وفي ذات الوقت، تراجع صافي ربح كبرى شركات العقار بنهاية السنة المالية 2020 مقارنة بأداء السنة المالية 2019.

السعودية

شهد صافي إجمالي ربح الشركات السعودية المدرجة تراجعاً حاداً بنسبة 16.1 في المائة، إذ بلغ 19.4 مليار دولار أمريكي في الربع الرابع من العام 2020 مقابل 23.1 مليار دولار أمريكي في الربع الرابع من العام 2019. وضمن أكبر ثلاث قطاعات على مستوى البورصة، شهد كلا من قطاعي البنوك والاتصالات نمواً في ارباحهما خلال الربع. فيما يعزى تراجع أرباح الربع الرابع من العام 2020 إلى انخفاض أرباح قطاع الطاقة بنسبة 30.4 في المائة لتصل إلى 13.8 مليار دولار أمريكي مقابل 19.9 مليار دولار أمريكي في الربع الرابع من العام 2019. كما انخفضت أرباح القطاعات الرئيسية الأخرى مثل المرافق العامة والتأمين والاستثمار والتمويل خلال الربع. من جهة أخرى، سجلت قطاعات المواد الاساسية والإعلام والترفيه وإنتاج الأغذية وتجزئة الأغذية نمواً في الأرباح خلال الربع مما ساهم جزئياً في تعويض التراجع الإجمالي الذي شهده الربع الرابع من العام 2020. 

وتراجعت أرباح العام بأكمله للشركات السعودية المدرجة بمقدار 44.0 مليار دولار أمريكي أو ما يعادل نسبة 40.6 في المائة لتصل إلى 64.3 مليار دولار أمريكي. وكان التراجع الأكبر مرة أخرى من نصيب أسهم قطاع الطاقة، تلتها أسهم كلا من قطاعي البنوك والمواد الأساسية بانخفاض أرباحهما بنسبة 25.6 في المائة و 54.3 في المائة، على التوالي. من جهة أخرى، ارتفع صافي ربح قطاع الاتصالات بنسبة 7.5 في المائة، تبعه قطاع الأدوية الذي بلغت أرباحه 34.5 مليون دولار أمريكي في العام 2020 مقابل خسائر بقيمة 115.6 مليون دولار أمريكي في العام 2019.

وعلى صعيد قطاع البنوك، أعلن مصرف الراجحي عن تسجل ربحاً قدره 2.8 مليار دولار أمريكي للسنة المالية 2020 مقابل ربح قدره 2.7 مليون دولار أمريكي للسنة المالية 2019، بارتفاع بلغت نسبته 4.3 في المائة، بدعم من ارتفاع إجمالي الإيرادات التشغيلية وزيادة دخل العمولات. كما أعلن البنك السعودي للاستثمار عن ارتفاع صافي الربح لتصل الى 261.1 مليون دولار أمريكي للسنة المالية 2020، بزيادة قدرها أربعة أضعاف عما كانت عليه في السنة المالية 2019 عند 63.8 مليون دولار أمريكي على خلفية تراجع إجمالي المصروفات التشغيلية والمصاريف المتعلقة بالإيجار ومصاريف مبان. من جهة أخرى، أعلن بنك البلاد عن زيادة بنسبة 8.4 في المائة على أساس سنوي في صافي أرباحه إلى 359 مليون دولار أمريكي في السنة المالية 2020 مقابل 332 مليون دولار أمريكي في السنة المالية 2019، وذلك نتيجة لنمو بنسبة 8 في المائة في الإيرادات التشغيلية ومكاسب تحويل عملات أجنبية.  

أبو ظبي

شهدت الشركات المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية زيادة إجمالية بنسبة 28.5 في المائة في صافي أرباحها عن فترة الربع الرابع من العام 2020، بقيمة بلغت 3.0 مليار دولار أمريكي مقابل 2.3 مليار دولار أمريكي في الربع الرابع من العام 2019، فيما يمثل أكبر زيادة ربع سنوية لصافي أرباح الشركات المدرجة في بورصات دول مجلس التعاون الخليجي. وسجل قطاع واحد فقط من بين أكبر 5 قطاعات في البورصة من حيث القيمة السوقية انخفاضاً في صافي أرباح الربع الرابع من العام 2020. إذ تراجع صافي ربح قطاع البنوك عن فترة الربع الرابع من العام 2020 بنسبة 5.3 في المائة ليصل إلى 1.1 مليار دولار أمريكي مقابل 1.2 مليار دولار أمريكي في الربع الرابع من العام 2019. وجاء في المرتبة التالية قطاع الاتصالات باعتباره ثاني أكبر مساهم من حيث القيمة المطلقة للأرباح، محققاً زيادة في الأرباح بنسبة 4.4 في المائة عن فترة الربع الرابع من العام 2020 لتصل إلى 557.6 مليون دولار أمريكي مقابل 534.3 مليون دولار أمريكي في الربع الرابع من العام 2019. إلا ان أعلى نسبة زيادة وأقوى معدل نمو للأرباح من حيث القيمة الحقيقية في الربع الرابع من العام 2020 كان من نصيب قطاع المرافق العامة. وشهد القطاع الذي يتألف من شركة واحدة فقط (شركة أبوظبي الوطنية للطاقة – طاقة) ارتفاع أرباحه عن فترة الربع الرابع من العام 2020 بنسبة 213 في المائة، حيث بغلت 435 مليون دولار أمريكي مقابل 138.9 مليون دولار أمريكي في الربع الرابع من العام 2019. وتعزى القفزة التي شهدتها أرباح قطاع المرافق العامة إلى زيادة الإيرادات مصحوبة بانخفاض الإنفاق الرأسمالي في ظل الظروف الاقتصادية غير المسبوقة التي نشهدها حالياً.

في المقابل، تراجع إجمالي الربح السنوي هامشياً في السنة المالية 2020 على الرغم من الاضطرابات الناجمة عن القيود المفروضة لمواجهة تفشي جائحة كوفيد-19. وبلغ صافي ربح بورصة أبوظبي 10.15 مليار دولار أمريكي في السنة المالية 2020 مقابل 10.96 مليار دولار أمريكي في السنة المالية 2019. وانخفض صافي ربح قطاع البنوك، أكبر قطاعات السوق من حيث القيمة السوقية، بنسبة 25.6 في المائة إلى 4.4 مليار دولار أمريكي مقابل 5.9 مليار دولار أمريكي في السنة المالية 2019. وسجل القطاع أعلى معدل تراجع في الأرباح على مستوى كافة القطاعات التي لم تشهد خسائر. وسجلت 3 من أصل 10 بنوك خسائر عن السنة المالية 2020. وكان البنك العربي المتحد في صدارة البنوك الخاسرة، إذ بلغت صافي خسائر البنك 181.7 مليون دولار أمريكي للسنة المالية 2020 مقابل 128.2 مليون دولار أمريكي خسارة في السنة المالية 2019. وعزا البنك خسائره المتراكمة إلى تداعيات الجائحة وتعرض البنك لمجموعة ” NMC”. من جهة أخرى، أعلن بنك أبوظبي الأول، أكبر البنوك الإماراتية، عن انخفاض أرباح السنة المالية 2020 بنسبة 16 في المائة، إذ بلغت 2.9 مليار دولار أمريكي مقابل 3.4 مليار دولار أمريكي في السنة المالية 2019. ويعزى انخفاض أرباح بنك أبوظبي الأول إلى الاضطرابات غير العادية وصعوبة بيئة الأعمال الناجمة عن جائحة فيروس كورونا.

دبي

تحول إجمالي صافي ربح الشركات المدرجة في بورصة دبي إلى الأداء السلبي مسجلاً صافي خسارة بمقدار 402.2 مليون دولار أمريكي في الربع الرابع من العام 2020 مقابل 2.2 مليار دولار أمريكي ربحا في الربع الرابع من العام 2019. وعلى مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، اقتصر تسجيل خسائر اجمالية عن فترة الربع الرابع من العام 2020 على سوق دبي المالي. وسجلت 3 من أصل 11 قطاعاً من قطاعات السوق خسائر إجمالية خلال الربع بما في ذلك قطاع البنوك، الذي يعد أكبر قطاعات البورصة من حيث القيمة السوقية. ووصل إجمالي الخسائر التي سجلتها البنوك في الربع الرابع من العام 2020 إلى 74.2 مليون دولار أمريكي مقابل 956.3 مليون دولار أمريكي في صافي أرباح الربع الرابع 2019. وتعزى الخسائر الاجمالية التي شهدتها البورصة بصفة رئيسية لأداء قطاع الخدمات الاستهلاكية الذي سجل أكبر خسائر إجمالية بين قطاعات البورصة بصافي خسارة بقيمة 435.3 مليون دولار أمريكي عن فترة الربع الرابع من العام 2020 مقابل صافي خسائر بقيمة 38 مليون دولار أمريكي في الربع الرابع من العام 2019. ولعبت الخسائر التي سجلتها شركة دي بي أكس إنترتينمنتس في الربع الرابع من العام 2020 بقيمة 434.9 مليون دولار أمريكي دوراً ملحوظاً في دفع النتائج المالية للشركات المدرجة في سوق دبي المالي إلى المنطقة السلبية.

أما من حيث صافي الأرباح للعام بأكمله، بلغت أرباح الشركات المدرجة في سوق دبي المالي 3.8 مليار دولار في السنة المالية 2020، بتراجع بلغت نسبته 63.9 في المائة مقارنة بصافي الربح المسجل في العام 2019 بقيمة 10.6 مليار دولار أمريكي. وانخفضت أرباح قطاع البنوك للعام بأكمله بنسبة 61.3 في المائة ووصلت إلى 2.5 مليار دولار أمريكي. كما انخفض صافي ربح قطاع العقار بنسبة 64.3 في المائة على أساس سنوي في السنة المالية 2020 إلى 1.1 مليار دولار أمريكي مقابل 3.0 مليار دولار أمريكي في السنة المالية 2019. وسجلت 2 من أصل 6 شركات مدرجة ضمن القطاع، وهما شركة داماك العقارية وشركة ديار للتطوير العقاري، خسائر عن السنة المالية 2020 بقيمة 283 مليون دولار أمريكي و 59 مليون دولار أمريكي على التوالي. وتعزى خسائر شركة داماك العقارية بصفة رئيسية إلى تعطيل أنشطتها نتيجة للتداعيات الناجمة عن الجائحة مما أدى إلى تراجع السياحة في دبي بصفة رئيسية. من جهة أخرى، تراجعت أرباح شركة إعمار العقارية، أكبر الشركات العقارية في دبي، بنحو 58 في المائة لتصل إلى 712.5 مليون دولار أمريكي في السنة المالية 2020، بينما انخفضت أرباح إعمار للتطوير بنسبة 38.6 في المائة إلى 451.2 مليون دولار أمريكي عن نفس الفترة. ونجحت شركة الاتحاد العقارية في العودة مجدداً إلى تسجيل أرباح عن السنة المالية 2020 بقيمة 54.7 مليون دولار أمريكي مقارنة بخسائر قدرها 61 مليون دولار أمريكي في السنة المالية 2019. وكانت جائحة فيروس كورونا قد فرضت الكثير من الضغوط على قطاع العقار في دبي الذي كان يعاني بالفعل من زيادة العرض عن الطلب على العقارات الجديدة.

قطر

شهد إجمالي ربح الشركات المدرجة في بورصة قطر انخفاضاً حاداً بنسبة 27 في المائة في الربع الرابع من العام 2020 ووصلت إلى 1.9 مليار دولار أمريكي مقابل 2.7 مليار دولار أمريكي في الربع الرابع من العام 2019. ويعزى تراجع الأرباح الفصلية في المقام الأول إلى انخفاض أرباح قطاعات البنوك والطاقة والمواد الأساسية والاتصالات والنقل، وهو الأمر الذي قابله جزئياً تزايد أرباح قطاعات السلع الرأسمالية والتأمين والعقار خلال نفس الفترة. 

وبالنسبة للسنة المالية 2020، سجلت الشركات المدرجة في بورصة قطر صافي ربح بقيمة 8.6 مليار دولار أمريكي مقابل 10.8 مليار دولار أمريكي في العام 2019، أي بتراجع بلغت نسبته 20.5 في المائة، لتسجل بذلك ثالث أدنى انخفاض في الأرباح على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي لهذا العام. وتراجعت أرباح قطاع البنوك بنسبة 12.2 في المائة في السنة المالية 2020 ووصلت إلى 5.9 مليار دولار أمريكي بما يمثل 68.3 في المائة من إجمالي أرباح البورصة خلال الربع. وبلغ صافي ربح قطاع التأمين القطري 64 مليون دولار أمريكي في السنة المالية 2020 مقابل 93 مليون دولار أمريكي في السنة المالية 2019. وأعلنت مجموعة الدوحة للتأمين عن ارتفاع صافي أرباحها بنسبة 22.7 في المائة لتصل إلى 16.5 مليون دولار أمريكي في السنة المالية 2020 مقابل 13.4 مليون دولار أمريكي في السنة المالية 2019. وكان الأداء المالي للشركة القطرية العامة للتأمين وإعادة التأمين مميزاً على وجه الخصوص، إذ سجلت الشركة صافي ربح قدره 37 مليون دولار أمريكي للسنة المالية 2020 مقابل صافي خسائر بقيمة 127 مليون دولار أمريكي في السنة المالية 2019

وتراجع صافي ربح قطاع الطاقة بنسبة 31.5 في المائة على أساس سنوي وصولاً إلى 426 مليون دولار أمريكي. وجاء هذا التراجع في المقام الأول على خلفية انخفاض أرباح شركة قطر للوقود (وقود) بنسبة 42 في المائة على أساس سنوي، إذ بلغت أرباح الشركة 194 مليون دولار أمريكي في السنة المالية 2020، فيما يعزى جزئيا إلى تباطؤ السوق نتيجة للجائحة، هذا بالإضافة إلى عوامل العرض والطلب. من جهة أخرى، أعلنت شركة قطر لنقل الغاز المحدودة (ناقلات) عن نمو صافي ربح الشركة بنسبة 16 في المائة وصولا إلى 319 مليون دولار أمريكي للسنة المالية 2020 مقابل 275 مليون دولار أمريكي في السنة المالية 2019. وكانت تلك الزيادة في صافي الربح مدفوعة بزيادة الإيرادات والأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك وإطفاء الدين، حيث ارتفعت الإيرادات بنسبة 3.4 في المائة، وزادت الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك وإطفاء الدين بنسبة 4.3 في المائة.

البحرين

تراجع إجمالي صافي ربح الشركات البحرينية بنسبة 65.9 في المائة في السنة المالية 2020 إلى 700 مليون دولار أمريكي مقابل 2.1 مليار دولار أمريكي في السنة المالية 2019. ومن بين أكبر ثلاث قطاعات من حيث القيمة السوقية، اقتصر تراجع صافي الربح على قطاع البنوك فقط، إذ انخفض صافي ربح قطاع البنوك عن السنة المالية 2020 بنسبة 53.6 في المائة إلى 677.2 مليون دولار أمريكي مقابل 1.5 مليار دولار أمريكي في السنة المالية 2019، بينما سجل قطاع الاتصالات ارتفاعاً بنسبة 9.2 في المائة في الأرباح إلى 165 مليون دولار أمريكي. وشهد قطاع النقل نمواً في أرباحه الإجمالية خلال السنة المالية 2020 ليصل إجمالي الربح إلى 36.3 مليون دولار أمريكي مقارنة بصافي ربح قدره 27 مليون دولار أمريكي في السنة المالية 2019. إلا ان 4 من أصل 14 قطاعا في البورصة سجلت اجمالي خسائر في السنة المالية 2020. وشهد قطاع الاستثمار والتمويل أكبر خسارة إجمالية للسنة المالية 2020 حيث ساعدت خسائره التي بلغت 193.8 مليون دولار أمريكي في خفض صافي إجمالي ربح البورصة في السنة المالية 2020.

عمان

انخفض إجمالي صافي ربح الشركات المدرجة في سلطنة عمان بنسبة 18.6 في المائة في السنة المالية 2020 وصولا إلى 1.4 مليار دولار أمريكي مقابل 1.8 مليار دولار أمريكي في السنة المالية 2019 بعد أن سجلت 4 من أصل 15 قطاع من قطاعات البورصة خسائر صافية خلال الفترة. وشهد قطاع البنوك، أكبر قطاع على مستوى البورصة من حيث القيمة السوقية، انخفاض صافي ربحه للسنة المالية 2020 بنسبة 32.5 في المائة إلى 709.9 مليون دولار أمريكي مقابل 1.1 مليار دولار أمريكي في السنة المالية 2019، بينما شهد ثاني أكبر قطاع من حيث المساهمة في الأرباح، وهو قطاع الاتصالات، تراجع أرباحه بنسبة 20.9 في المائة لتصل إلى 229.8 مليون دولار أمريكي. في المقابل، قفز إجمالي ربح السنة المالية 2020 لقطاع الاستثمار والتمويل بنسبة 217.1 في المائة ليصل إلى 210.7 مليون دولار أمريكي.

وجاء قطاع الاتصالات في المرتبة الثانية بعد قطاع البنوك باعتباره ثاني أكبر مساهم في أرباح السنة المالية 2020 في البورصة العمانية، وساهم الانخفاض الهامشي الذي شهده صافي ربح شركة عمانتل في السنة المالية 2020 بصفة رئيسية في تحقيق نتائج أفضل من المتوقع للقطاع ككل. وشهدت شركة الاتصالات انخفاض أرباحها للسنة المالية 2020 بنسبة 13.9 في المائة لتصل إلى 174 مليون دولار أمريكي مقارنة بأرباح صافية للعام بأكمله بلغت 202 مليون دولار أمريكي في العام 2019. ومن جهة أخرى، كان تراجع أرباح الشركة العمانية القطرية للاتصالات للعام بأكمله أكثر حدة حيث بلغت نسبة التراجع 37 في المائة في السنة المالية 2020 بتسجيلها ربحاً وقدره 55.9 مليون دولار أمريكي مقابل صافي ربح قدره 88.7 مليون دولار أمريكي في السنة المالية 2019.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى