كفاءات إماراتية متميزة تقف وراء تحقيق الإنجازات الكبيرة في محطات براكة
فرق متخصصة في مجالات الطاقة النووية تؤسس لجيل جديد من قادة قطاع الطاقة الصديقة للبيئة
أبوظبي – صحيفة المؤشر الاقتصادي
تواصل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تحقيق الإنجازات المتواصلة خلال مسيرة تطوير مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، وفق رؤية واضحة تقوم على إنجاز هذا المشروع العملاق والأول من نوعه في العالم العربي بالاعتماد على الدور القيادي للكفاءات الإماراتية، والتي تمكنت في وقت قياسي من امتلاك المعارف والخبرات المتميزة في هذا القطاع التقني المتقدم.
وبرز دور الكفاءات الإماراتية أكثر في الآونة الأخيرة مع إتمام عملية تحميل حزم الوقود النووي في مفاعل المحطة الثانية في براكة، والتي قام بإنجازها فريق من الكفاءات الإماراتية المتميزة وفق أعلى معايير السلامة والجودة العالمية.
فقد تولى فريق تحميل الوقود النووي المختص المكون من 31 متخصصاً في هذه العملية التقنية المتطورة، بينهم 28 مهندساً وفنياً إماراتياً، عملية تحميل الوقود التي تتطلب تركيزاً ودقة عاليين، من خلال نقل حزم الوقود البالغ عددها 241 حزمة واحدة تلو الأخرى وباستخدام معدات خاصة، وتثبيتها في قلب المفاعل الموجود داخل مبنى احتواء المفاعل، مستفيداً من الدروس المستقاة من تنفيذ نفس العملية في المحطة الأولى قبل نحو عام.
وتمت عملية تحميل الوقود في مفاعل المحطة الثانية، بعد صدور رخصة تشغيل المحطة من قبل الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في 9 مارس 2021، والتي تمنح الشركة المشغلة التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية رخصة تشغيل المحطة لـ60 عاماً.
وتأتي هذه الإنجازات التي تحققت بسواعد إماراتية متخصصة في قطاع تقني متطور، نتيجة الاستراتيجية التي اتبعتها مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وبتوجيهات القيادة الرشيدة التي تعنى بالاهتمام بتطوير الكفاءات الإماراتية، وضمان جيل جديد مؤهل ومتميز لقيادة قطاع الطاقة الصديقة للبيئة في الدولة مستقبلاً.
فمنذ بداية تأسيسها، أطلقت المؤسسة في العام 2009 برنامج “رواد الطاقة” الذي يهدف إلى استقطاب المهندسين والطلبة المتفوقين في المواضيع العلمية، وتوفير منح دراسية لهم في مجالات قطاع الطاقة النووية، وتزويدهم بالمعارف والخبرات الضرورية في هذا القطاع، ومن ثم توفير فرص الانضمام لفرق العمل في محطات براكة، حيث استفاد من منح البرنامج ما يزيد على 500 طالب وطالبة إماراتيين، نسبة كبيرة منهم انضمت لفرق العمل وتقوم بدور مهم في عمليات تطوير المحطات.
كما حرصت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية على تطوير برامج تدريبية متقدمة في أكثر محطات الطاقة النووية تطوراً في العالم وكذلك أرقى المؤسسات الأكاديمية المحلية والخارجية، لضمان اكتساب الكفاءات الإماراتية أحدث ما توصلت إليه تقنيات قطاع الطاقة النووية العالمي، حيث امتدت هذه البرامج لما يصل إلى سبع سنوات، وقادت إلى حصول الكثير من المتدربين على ترخيص الهيئة الاتحادية للرقابة النووية كمديري تشغيل ومشغلي المفاعلات النووية.
كذلك عملت المؤسسة على عقد الشراكات مع المؤسسات الأكاديمية المتميزة في دولة الإمارات، ومن بينها جامعة خليفة، حيث تم تطوير غرفة تدريب افتراضية متقدمة في الجامعة تمكن الكفاءات الإماراتية من العمل في موقع المحطات، وفي نفس الوقت متابعة برامجهم التدريبية.
وبينما يصل عدد الموظفين في المؤسسة والشركات التابعة لها إلى ثلاثة آلاف موظف، فإن الكفاءات الإماراتية تشكل 60% منهم، في حين شارك أكثر من ألفين من هذه الكفاءات في مسيرة تطوير محطات براكة منذ انطلاقتها، بينهم أكثر من 1100 تحت سن الخامسة والثلاثين.
وتتواصل جهود مؤسسة الإمارات للطاقة النووية لاستقطاب المزيد من الكفاءات الإماراتية للبرنامج النووي السلمي الإماراتي، ولا سيما أن العمر التشغيلي لمحطات براكة يزيد على 60 عاماً، بينما باتت دولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك ثروة فكرية وعلمية بشرية كبيرة ركيزتها الأساسية الكفاءات الإماراتية المتخصصة، والتي ستضمن استدامة البرنامج، إلى جانب مشاركة خبراتها وقدراتها مع الدول الراغبة في تطوير برامج سلمية جديدة للطاقة النووية.