“أساليب البناء الحديثة”.. الخيار الاستراتيجي لمشاريع “الإسكان”
الرياض – صحيفة المؤشر الاقتصادي
تعدُّ الأساليب الحديثة للبناء عاملاً هاماً في خطة المملكة لمعالجة الفجوة بين العرض والطلب للسكن، في ظل ما توفره من اختصار للوقت في الإنشاءات وخفض لمستويات التكلفة ورفع لمعدلات الجودة.
وكانت بعض مشاريع “البلدية والقروية والإسكان” للوحدات تحت الإنشاء سباقة بتفعيل سبع تقنيات بناء حديثة بالشراكة مع القطاع الخاص، فيما تتواصل الجهود لجلب المزيد من التقنيات الأخرى للمشاريع المستقبلية التي سيتم تنفيذها خلال الفترة المقبلة.
ويهدف برنامج “سكني” من خلال ذلك إلى تبني أفضل الممارسات العالمية في مجال تقنيات البناء الحديثة وذلك لتحسين وتسريع طرق البناء في المشاريع، حيث تتميز تلك التقنيات بتوفير نحو 30% من التكلفة النهائية للبناء على أقل تقدير، بالإضافة إلى المساعدة على إنجاز البناء بسرعة تعادل ثلاثة أضعاف الطرق التقليدية، كما أنها تتماشى مع استراتيجية الوزارة التي ترتكز على 3 أهداف رئيسية تتمثل في السعر المناسب، والجودة العالية، وسرعة الإنجاز، كما يجري العمل على جلب أفضل التقنيات العالمية في هذا المجال من خلال التواصل مع المصنّعين والمطورين حول العالم، وذلك للدخول إلى السوق السعودي، ما ينعكس بشكل كبير على تلبية احتياجات المستفيدين من الدعم السكني.
وبالنظر لسوق التطوير العقاري ومجال تقنيات البناء الحديثة نجد عدة تقنيات تمتلك الحصة السوقية الأعلى على مدى سنوات في مختلف بلدان العالم، وهي التي اعتمدها البرنامج في المشاريع السكنية، أبرزها تقنية الوحدات الخرسانية الجاهزة، وتقنية الخرسانة مسبقة الصنع المعزولة، وتقنية الخرسانة الخلوية خفيفة الوزن، وتقنية القوالب الخرسانية المعزولة، وتقنية الوحدات الجاهزة من الحديد الخفيف، وتقنية الهياكل الحديدية الخفيفة وتقنية القوالب النفقية.
وتتعدد الأسباب والعوامل المحفزة لاستخدام أساليب وتقنيات البناء الحديثة، من ذلك السرعة في تنفيذ المشاريع حيث وصلت نسبة الإنجاز في المشاريع التي تعتمد أساليب البناء الحديثة إلى 50% مقارنة بمثيلاتها من المشاريع بأساليب البناء التقليدية، ومن الأسباب ارتفاع مستوى جودة البناء وتحسين الصحة والسلامة وكذلك حل لنقص العمالة والمهارات حيث انها لا تتطلب الكثير من العمالة والمهارات، كما أثبتت الأساليب الحديثة للبناء قدرتها على مواجهة كافة العوامل والظروف الجوية، وكذلك خفض التكاليف وزيادة الربحية حيث أن الأساليب الحديثة للبناء توفر من التكاليف النهائية للمشروع بنحو 30% مقارنة بالأساليب التقليدية، كما أنها تحقق مستهدفات الاستدامة وتحافظ على البيئة بتقليص النفايات في الموقع، إضافة إلى أنها تحسن من جودة الحياة بتوفير معايير السلامة والبيئة للمستفيد النهائي وخفض تكاليف دورة الحياة، حيث توفر على المستفيد تكاليف صيانة اقل مع توفير محتمل يصل إلى 20% كما أنها تخفض تكلفة الطاقة بما يصل إلى 40% من الفواتير لوجود العزل.
ويحرص برنامج “سكني” على الاستفادة من التجارب العالمية في تقنيات البناء الحديثة لتحقيق الأهداف بتوفير الوحدات السكنية التي يتم الإعلان عنها، والالتزام بتنفيذها وتسليمها في الوقت المحدد للمستفيدين من خلال تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة وتصميم بناء إسكاني حضري، وتوفير رعاية صحية، وفرص اقتصادية وتعليمية، وتحقيق الأمان ضمن بيئة اجتماعية ممتعة.