“برنامج الشرق الأوسط الإقليمي للباحثات الصاعدات لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم” يكرّم 6 عالمات متميّزات من دول مجلس التعاون الخليجي في دورته السابعة
84 ألف يورو قيمة المنح لست عالمات تقديراًلأبحاثهن المتميزة في ميادين العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات
دبي – صحيفة المؤشر الاقتصادي
يواصل “برنامج الشرق الأوسط الإقليمي للباحثات الصاعدات لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم”، للعام السابع على التوالي، بالشراكة مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، تكريم العالمات العربيات من دول مجلس التعاون الخليجي تقديراً لأبحاثهن المتميزة في مجالات علوم الحياة والكمبيوتر والرياضيات والعلوم الفيزيائية. وتُعتبر هذه المبادرة الإقليمية جزءاً من برنامح “لوريال-اليونسكو” العالمي الذي قام بتكريم أكثر من 3400 باحثة علمية بارزة منذ انطلاقته قبل 22 عاماً.
منح البرنامج هذا العام 6 فائزات في فئتي الباحثات العلميات ما بعد الدكتوراه والباحثات من طلاب الدكتوراه، حيث حصلت كل من الدكتورة لما العبدي (المملكة العربية السعودية) والدكتورة إسراء مرعي (قطر) والدكتورة مريم طارق خليل الهاشمي (الإمارات العربية المتحدة) على منحة تقديرية بقيمة 20 ألف يورو لكل منهن عن فئة الباحثات العلميات ما بعد الدكتوراه، في حين تلقت كلٌ من أسرار دمدم (الممكلة العربية السعودية) ودانه ظاهر (الإمارات العربية المتحدة) ومينا العاني (الإمارات العربية المتحدة) منحة قدرها 8 آلاف يورو لكل منهن عن فئة الباحثات من طلاب الدكتوراه.
وقد حظي البرنامج بدعم من معالي وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات العربية المتحدة، سارة بنت يوسف الأميري، للسنة الثانية على التوالي.
وقالت معالي سارة بنت يوسف الأميري: “تلعب المرأة دوراً حيوياً في تعزيز جهود البحث العلمي، وقد تنامى هذا الدور بشكل كبير في ظل ما يشهده العالم اليوم من تداعيات وباء فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″ الذي كان له تأثيراً مباشراً على جميع المجالات ومختلف جوانب الحياة في المجتمع. وكان للمرأة الباحثة والعالمة دوراً رئيسياً في إيجاد حلول لمختلف التحديات العالمية وفق مناهج علمية قائمة على البحوث والتجارب والابتكار. وانطلاقاً من دعمنا الكامل للمرأة وتمكينها في جميع المجالات والمساهمة في جهود سد الفجوة بين الجنسين في المنطقة والعالم، نحن فخورون بمواصلة دعمنا لبرنامج الشرق الأوسط الإقليمي للباحثات الصاعدات لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم والاحتفاء بمساهمات 6 من العالمات والباحثات في مختلف العلوم الحيوية من منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز دورهن وجميع النساء في مسيرة التنمية والازدهار في المنطقة”.
وأضافت معاليها: “يعكس تزايد دور المرأة في مجالات العلوم خلال العقد الماضي تطوراً في نظرة مجتمعات المنطقة تجاه إسهامات المرأة المهمة في مسيرة التنمية الشاملة، وهو أيضاً تطور ملحوظ في دور المرأة في عالمنا العربي في جميع المجالات. أتمنى لجميع العالمات والباحثات كل التوفيق في خدمة البشرية ومواصلة مسيرة العمل من أجل المساهمة في إيجاد حلول لمختلف التحديات التي تواجه العالم. وأتوجه بتحية خاصة للفائزات الست بجائزة برنامج لوريال – اليونسكو وأتمنى لهن دوام التطور ليكن مصدر إلهام للعديد من النساء الخليجيات والعربيات”.
من جهته، قال ريمي شادابو، المدير الإداري لـ”لوريال الشرق الأوسط”: “إن الدورة السابعة من برنامج الشرق الأوسط الإقليمي للباحثات الصاعدات لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم تُعد هذا العام حدثاً استثنائياً بالنسبة إلينا. ففي حين نحتفي بأولئك النساء المتميّزات وابحاثهن، فإن الأحداث الأخيرة سلطت الضوء أيضاً على الحاجة إلى نهج متنوع لحلول العصر الحديث. ونحن اليوم، نواصل هذا الإرث باعتباره المبادرة الأكثر تقديراً في المنطقة في محاولة لدعم مجموعة من النساء اللواتي يتميزن بإخلاصهن وتفانيهن من أجل تحسين حياة الناس في مجتمعاتنا”.
وينبني “برنامج الشرق الأوسط الإقليمي للباحثات الصاعدات لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم” على إيمان راسخ مبعثه “العالم بحاجة إلى العلم، والعلم بحاجة إلى المرأة”.
وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) [i]، فإن ما بين 34% و57% من خريجي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في البلدان العربية هم من النساء – وهو رقم أعلى بكثير من الرقم الذي تشهده الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا. وتمثّل النساء حوالي 50% أو أكثر من إجمالي عدد طلاب العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في منطقة الشرق الأوسط. ففي المملكة العربية السعودية، فإن 38% من الخريجين في هذه الاختصاصات كانوا من النساء، ولكن 17% من النساء فقط تمثل القوى العاملة. أما على صعيد دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن ما نسبته 61% من طلاب الجامعات هي إناث، في حين تبلغ 71% في سلطنة عُمان و55% في مملكة البحرين[ii].
ومن شأن تلك الأرقام أن تؤدي إلى الاعتقاد بأنه لا يوجد اليوم نقص في تمثيل الإناث في مهن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. ولكن لأسباب مختلفة، لا تُوظف هذه الشهادات العلمية من قبل النساء للعمل في المجال في جميع أنحاء المنطقة. وسوف تساهم زيادة مشاركة المرأة في تقليص الفجوة بين الجنسين بشكل كبير، بالإضافة إلى تعزيز تمكين المرأة والنمو الاقتصادي العام. لقد كانت “لوريال” واحدة من أولى الشركات التي أطلقت مبادرة معترف بها عالمياً من أجل دعم وتشجيع خريجات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات على هذا النطاق الواسع، وهي واحدة من المؤسسات القليلة المختارة في الشرق الأوسط التي ابتكرت منصة مهمة تساعد المرأة على النجاح.
ومن جانبه، قال الدكتور عارف سلطان الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: “في إطار سعيها المتواصل من أجل تحقيق رؤية 2021 وأجندة 2030، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة قد حققت تقدماً كبيراً من خلال ابتكار مجموعة من الفرص من أجل تمكين المرأة، وفي هذا الإطار، تستمر جامعة خليفة في لعب دور رئيسي من خلال مساهمتها في هذا المجال. ومع انتشار الوباء الأخير في مختلف أنحاء العالم، أصبح من المهم أكثر من أي وقت مضى، أن تشجع المؤسسات والصروح التعليمية وخصوصاً الجامعات والمجتمع العلمي والمجتمع ككل، المزيد من النساء على تقديم وجهات نظرهن الفريدة من نوعها في هذا المجال. يشرّفنا أن نتشارك مع برنامج الشرق الأوسط الإقليمي للباحثات الصاعدات لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم للعام الثاني على التوالي، ونود أن نهنئ الفائزات في العام 2020 على إنجازاتهن المتميزة، كما نتطلع للمزيد من مآثرهن في المستقبل”.
وأكد بدوره الأستاذ الدكتور معين حمزة، رئيس لجنة تحكيم البرنامج: “أنه في عصر فيروس كورونا المستجد، يجب أن نستمر في تمكين أعظم عقولنا وسط التحديات الناشئة والمتغيّرة. فإن هذه الأوقات تتطلب شراكات متجددة وتعاوناً عالمياً وآداباً مهنية ومنهجية العلم المفتوح. وبالتالي، فإن المرأة العربية تلعب دوراً أساسياً في تطوير البحث العلمي والابتكار وتحقيق تحسينات مستدامة. وهذا البرنامج هو بمثابة قصيدة تعبّر عن نجاحاتهن والتقدم الذي حققناه في تقليص الفجوات بين الجنسين وبناء شبكة إقليمية وعالمية من الفائزات اللواتي يحظين بتقدير كبير واللواتي يمكنهن الاستجابة بنشاط ومهنية عالية للتحديات الناشئة في نوعية الحياة والأوضاع الصحية والاستقرار الاجتماعي”.
نبذة حول الفائزات في العام 2020:
فئة الباحثات العلميات ما بعد الدكتوراه:
- الدكتورة لما العبدي (المملكة العربية السعودية): تقديراً لأبحاثها حول الكروماتين وتنظيم الجينات، مشروع فقدان البصر.
- الدكتورة أسراء مرعي (قطر): تقديراً لأبحاثها حول تطوير منصات ثلاثية الأبعاد لفحص أدوية أمراض القلب والأوعية الدموية بواسطة خلايا السلف البطانية لدم الحبل السري.
- الدكتورة مريم طارق خليل الهاشمي (الإمارات العربية المتحدة): تقديراً لأبحاثها حول المواد التحفيزية المهندسة للإنتاج المستدام للمواد الكيميائية
فئة الباحثات من طلاب الدكتوراه:
- أسرار دمدم (المملكة العربية السعودية): تقديراً لأبحاثها حول تصميم وتصنيع منصة إلكترونية من السيليكون قابلة لإعادة التشكيل لأجهزة القلب المستقبلية.
- دانه ظاهر (الإمارات العربية المتحدة): تقديراً لأبحاثها حول دور إعادة البرمجة الأيضية في حساسية سرطان الثدي للعلاج الكيميائي والعلاج المناعي.
- مينا العاني (الإمارات العربية المتحدة): تقديراً لأبحاثها حول طريقة علاجية جديدة لالتهاب الدماغ والنُخاع المناعي الذاتي التجريبي على الفئران.
وتألفت لجنة تحكيم برنامج لوريال في دورته السابعة من ثمانية اعضاء ذات خبرة ومكانة عالية ومن مؤسسات مرموقة في منطقة الشرق الأوسط وهم:
- الدكتورة سعاد المرزوقي ،”جامعة الإمارات” في دولة الإمارات العربية المتحدة.
- الدكتورة مها المزيني، “مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث” في المملكة العربية السعودية.
- الدكتورة ثريا عريسي، “كلية طب وايل كورنيل” في قطر
- الدكتورة أمينة فرحان، “جامعة الكويت” و”مؤسسة الكويت للتقدم العلمي” في الكويت.
- الدكتورة حبيبة الصفار، “جامعة خليفة” في دولة الإمارات العربية المتحدة.
- الدكتورة تمارا الزين، “المجلس الوطني للبحوث العلمية” في لبنان.
- الدكتورة راميا البقاعين، “الجامعة الأردنية” في الأردن.
- الدكتورة سناء شرف الدين، “الجامعة اللبنانية الأمريكية” في لبنان.
وبالإضافة إلى الاحتفاء بالمواهب الإقليمية، هذا العام، فإنه لا بد من الإشارة أيضاً، إلى أن اثنتين من الفائزات بجوائز “لوريال- اليونسكو” الدولية للمرأة في العلم ، وهما البرفسورة إيمانويل شاربنتير والبرفسورة جينيفر أ. دودنا قد حازتا على جائزة نوبل للكيمياء في أكتوبر لتطويرهما طريقة ثورية لتحرير الجينوم. وبذلك يرتفع عدد الحائزات على هذا الامتياز إلى خمس، بعد كريستيان نيسلين فولهارد (جائزة نوبل للطب 1995) وأدا يوناث (جائزة نوبل للكيمياء 2009) وإليزابيث هـ. بلاكبيرن (جائزة نوبل للطب 2009). ومنذ إنشاء جائزة نوبل في العام 1901، تم منح 621 عالماً في الفيزياء أو الكيمياء أو الطب، بما في ذلك 22 امرأة فقط. وكانت آخر مرة مُنحت فيها جائزة نوبل لامرأة في هذاين المجالين في العام 1964.