مقالات

الملك عبدالعزيز.. الإرث العظيم

بقلم عبد الله الشماسي

رئيس تحرير مجلة اقتصاديات

“الصبر، القوة، الجلد، والإقدام”.. تلك الصفات التي بدونها لن تنهض الأمم، ولن ينجح البشر، ولن يصبح الملوك، أساطير، بتلك المراحل مر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية، حتى أصبح يتردد اسمه في كل زمان ومكان، وعلى مدار أكثر من 90 عامًا مضت، و69 عامًا هجريًا على وفاته، لا زالت وستظل ذاكرة الوطن جيلًا بعد جيل، تختزل وتستلهم من تعاليم ومواقف المؤسس.

لم تكن مصادفة، أن تكون تلك الصفات، هي الطريق نحو نهضة وتقدم وتطور المملكة، فهناك من رسم الطريق، ووضع الأسس، وأمتلك البصيرة والقرار، هكذا يقود الأبناء ويسير الأحفاد، والقائد تلو الآخر.

هذا ما يتقنه الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فقد وضعوا رؤية بعيدة المدى، تحمل في طياتها “الصبر، القوة، الجلد، والإقدام”، يتصدرها عنوان “رؤية 2030”.

تلك الرؤية التي لا تقتصر على المستقبل، بل تسير بالواقع إلى الأمام، إلى القمة كما عهدت المملكة على نفسها، أن تكون دائمًا في القمة، وهو ما يحتاج إلى أن يتحلى المواطن قبل القائد، بصفات المؤسس.. بتلك الصفات ستظل السعودية في أعلى القمم، قوة ابناءها وإقدام قادتها.

رحلة الملك عبدالعزيز – رحمه الله –، كانت مليئة بالتفاصيل التي قادتها لتلك المكانة، خاصة منذ أن بلغ سن الخامسة عشرة، حيث خرج وبعض أفراد أسرته من الرياض عام 1308هـ الموافق 1891، الحدث الأصعب في حياته، حيث استقر في الكويت عدة سنوات، تاركًا قلبه في الرياض التي ولد وترعرع فيها، وكبرت فيها تطلعاته وآماله.

ووفقًا لمجلد تاريخي من بين 12 مجلدًا طبعتها إدارة الملك عبدالعزيز عن سيرة وشخصية الملك عبدالعزيز، ومراحل بناء الدولة السعودية الثالثة، في عمر العشرين، توجه إلى الرياض، يوم الخامس من شهر رمضان عام 1319هـ، في رحلة بطولية قاد مسيرتها بصحبة 40 رجلًا، ليتمكنوا من اختراق جوف الصحراء، متحديًا لهيب الرمال وكل العوائق والقيود.

الطريق إلى الوحدة

وفي الرابع من شوال عام 1319هـ (15 يناير 1902م)، دخل الملك عبدالعزيز إلى الرياض، بذكاء القائد المحنك، معلنًا بداية العهد الزاهر في نجد بعد أن بايعه أهالي الرياض وأعيانها عام 1320هـ أميرًا على نجد وإمامًا لأهلها.

وتمكن الملك عبدالعزيز من لملمة شتات البلاد، وإعادة الأمن، والتصدي للفوضى، وأصبح بمحبة الناس ملكًا لدولة سهر على بنائها وأوجد نظامها حتى أصبحت لها مواقف مشرّفة مع الأمتين العربية والإسلامية، والعالم أجمع.

وأصدر الملك مرسومًا ملكيًا بتاريخ 17 جمادى الأولى عام 1351 هـ، يقضي بتحويل اسم الدولة من “مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها” إلى المملكة العربية السعودية، ابتداءً من الخميس 21 جمادى الأولى 1351 هـ  (23 سبتمبر 1932م).

قالوا عنه:

يقول المؤرخ الصيني البروفيسور يانغ يان هونغ: “لقد كان الملك عبد العزيز، أحد العباقرة الذين قدموا لأممهم وأوطانهم خدمات جليلة، بجهودهم الجبارة التي لا تعرف الكلل أو الملل، وأثروا في تطور المجتمعات البشرية وتقدمها نحو الغاية المنشودة، وسجلوا مآثر عظيمة في السجل التاريخي المفعم بالأمجاد الخالدة”.

الإرث العظيم

مات الملك عبدالعزيز، لكنه ترك العزيمة، والقوة والنجاح، لنا ولأولادنا، وأحفادنا، ترك خلفه رجال أشداء، وقادة عظماء، حفظتهم المملكة، وحفظوها، صانوا عهدها لننعم في رخاءها.. بـ”الصبر، القوة، الجلد، والإقدام”، سنظل نعيش نماء مستمر، وأمن وسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى