بترول الأسهم

تداول أسهم أرامكو أمس حدث تاريخي لأسواق الأسهم، وهو وعد أطلقه ولي العهد منذ ثلاث سنوات، عندما أشار بقوله إلى أن “الوثائق الرئيسة لإنشاء أرامكو في وقت المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- كانت تتهيأ للطرح في الأسواق في ذلك الوقت، وحصيلة الاكتتاب التي ستتوافر من الطرح، ستساعد على اقتناص فرص جديدة، وتسهم في تنمية الاقتصاد، وتحسين إيرادات الحكومة، وطرح الشركة سيكون له فوائد كثيرة من حيث الشفافية؛ حيث ستصبح تحت رقابة البنوك ومراكز الدراسات العالمية، كون الشركة جزءًا من المفاتيح الاقتصادية للرؤية”.

ولذلك فالحدث الذي شهدته سوق الأسهم -أمس- خطوة مهمة لتحقيق الأهداف التنموية في رؤية المملكة 2030، ومنها برنامج تطوير القطاع المالي، حيث تسعى المملكة من خلاله لتطوير سوقها المالية، وأن تكون هدفاً للاستثمارات النوعية والاستراتيجية، وأن تصبح السوق الرئيسة إقليمياً، ومن أهم عشر أسواق عالمية، وأن تكون سوقاً متقدمة وجاذبة للاستثمار المحلي والأجنبي، بما يمكنها من القيام بدور محوري في تنمية الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر دخله.

الكثير من التقارير ترى أن عملية طرح الشركة، أحد أهم الأحداث في تاريخ الاقتصاد العالمي، كون “أرامكو” أكبر شركة في العالم، وتتولى إدارة احتياطي نفطي يقدر بـ265 مليار برميل (15 في المئة من الاحتياطي العالمي)، واحتياطي من الغاز يبلغ 288 تريليون قدم مكعب، وتبيع أكثر من عشرة ملايين برميل من النفط يومياً، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف إنتاج أكبر شركة نفطية مدرجة في البورصة في العالم وهي إكسون موبيل.

بقي أن نشير إلى سلوك الاستثمار والمضاربة في سوق الأسهم، فهذا السهم استثماري، وفرصة لمن يريد الاستثمار في سهم شركة عملاقة تعد الأعلى ربحية في العالم، ومن يمتلكه يجب أن تكون أهدافه استثمارية طويلة المدى تستفيد من التوزيعات النقدية التي التزمت بها الشركة، ونمو استثماراتها، وليس لأهداف مضاربية قصيرة، ومعروف أن الاستثمار الطويل يتميز بدرجة أمان أكبر وأقل مخاطرة من الاستثمارات القصيرة الأجل، ومن أساسيات الاستثمار الإدراك بأن الأصول المستثمرة في الشركات القوية، يمكنها أن تدر دخلاً مستمراً للمستثمر وترتفع قيمتها في الأجل الطويل.

كلمة الرياض ـ من (جريدة الرياض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *