إنفيسكو توصي بإلقاء نظرة متعمّقة لمستقبل الأسهم الصينية المحلية
دبي – صحيفة المؤشر الاقتصادي
دأبت الصين في السنوات الأخيرة على تحقيق تحوّل اقتصادي استراتيجي، من نموذج يتمحور حول الاستثمار وموجّهٍ نحو التصدير إلى نموذج يتمحور حول الاستهلاك المحلي والابتكار. وتعزيزاً لهذا التحول، شرعت بكين بتنفيذ إصلاحات تهدف إلى تحسين القدرة التنافسية للقطاع الخاص، وسرعان ما أدى ذلك إلى تغيير مشهد الأعمال بالنسبة للشركات الصينية. وتسارعت وتيرة هذا التحول بعد استجابة الحكومة لتفشي جائحة كوفيد-19 والتطورات الجيوسياسية الأخيرة.
وقال تشين بينغ شيا، مدير استثمارات الأسهم الصينية المحلية لدى إنفيسكو: “تشهد الصين انتعاشاً اقتصادياً قوياً بعد تراجع جائحة كوفيد-19، مما دعم الأسهم الصينية وتوقعاتها على المدى الطويل. لكن التحولات المتلاحقة سرعان ما أدخلت فرصاً جديدةً وكشفت مخاطر إضافية غير متوقعة. ويُعدّ فهم الآثار الناجمة عن هذه التحولات أمراً بالغ الأهمية لمستثمري الأسهم، الأمر الذي يتطلب إلقاء نظرة مستقبلية متعمقة”.
وتاريخياً، قدمت سوق الأسهم الصينية المحلية مصدراً جيداً لمعامل ألفا المستند إلى معدّل كفاءة أداء المدير. لكن المستثمرين في الأسهم أصيبوا بخيبة أمل من أداء معامل بيتا في السوق، جرّاء التقلبات الشديدة الناجمة عن القاعدة الواسعة للمستثمرين في قطاع التجزئة. وفي ظل تسارع التحول الاقتصادي في الصين واستمرار انفتاح سوق رأس المال، فقد تتطور طبيعة معامل بيتا مرة أخرى وتدفع مستثمري الأسهم للبحث عن طرق لتهيئة محافظهم الاستثمارية للاستفادة من هذه التحولات.
وقد أشارت إنفيسكو إلى ثلاثة محركات رئيسية تحدد أداء الشركات الصينية على المدى المتوسط والطويل، هي الاتجاهات الديموغرافية وصعود الطبقة المتوسطة في الصين، والاتجاهات التكنولوجية والرقمنة، والإصلاحات المؤدية إلى تطوير أكبر لأسواق رأس المال في الصين. وقد ساهمت التوترات التجارية، وارتفاع مستوى الإجراءات الحمائية، والانتشار السريع غير المتوقع لجائحة كوفيد-19، والطبيعة المتغيرة للعلاقات الدولية، في زيادة حاجة الصين الملحّة للاعتماد على مستهلكيها ورفع كفاءتها التكنولوجية من أجل دفع عجلة النمو. كما تحرص الصين على تنمية أسواق رأس المال للحدّ من الاعتماد على التمويل المصرفي، ودمجها في الأسواق العالمية للمساعدة في تحفيز النمو الاقتصادي.
وأضاف تشين بينغ شيا: “إلى جانب الشكل الذي تكشّفت به التطورات الجيوسياسية الأخيرة، فإننا نعتقد أن بعض القطاعات مهيأة للاستفادة من هذه الاتجاهات، كقطاعات التكنولوجيا والرعاية الصحية والمستهلكين، بينما قد تتراجع قطاعات أخرى. لكن الآثار السلبية التي قد تصيب بعض القطاعات لن تمنع بعض الشركات فيها من استثمار مكانتها الجيدة للاستفادة من الاتجاهات التكنولوجية وتحقيق الازدهار”.
ولطالما كانت عمليات التخصيص المرجح لرأس المال في سوق الأسهم الصينة متقلبة تاريخياً، بغض النظر عن المعايير المعتمدة. ووفقاً لإنفيسكو، فإن سلوك المستثمرين والهيكلية الجزئية للسوق والطبيعة المغلقة لسوق رأس المال التي ساهمت جميعاً في هذا التقلب، يجب ألّا تمنعنا من النظر أيضاً في الطبيعة سريعة التغير للاقتصاد الصيني. وحذّر تشين بينغ شيا قائلاً: “قد يستفيد المستثمرون الراغبون في الحصول على الفرص الناشئة في الأسهم الصينية المحلية إذا احتاطوا من المخاطر المنهجية القائمة حالياً في الصين، من خلال فهم التحول الكلي للقطاعات الاقتصادية ومحركاتها الرئيسية. ويبقى اتباع نهج تصاعدي قائم على التحليل المنضبط للشركات حجر الأساس في بناء المحفظة”.
وقالت جوزيت رزق؛ مدير المبيعات للعملاء المؤسسيين لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة إنفيسكو: “إن قدرة الصين على احتواء جائحة كوفيد-19 وتوفيرها الحوافز اللازمة، ساعدت السوق على التحسّن واكتساب الزخم بعد عودة الأنشطة الاقتصادية إلى الوضع الطبيعي، الأمر الذي من شأنه دعم الأسهم الصينية. وتعمل هذه الآليات الصينية التنافسية الفريدة على جذب المستثمرين في الشرق الأوسط، وهو ما شهدناه على شكل ارتفاع في المخصصات الاستراتيجية والتكتيكية الموجهة نحو الصين”.