الفاو: أسعار السلع الغذائية العالمية ترتفع قليلا في مارس

صعدت أسعار السلع الغذائية العالمية قليلا في مارس بسبب الزيادة الحادة في أسعار الزيوت النباتية وهو ما بدد تراجعا في أسعار الحبوب والسكر، بحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم الجمعة.
وبلغ متوسط مؤشر الفاو، الذي يتابع شهريا تغير أسعار السلع الغذائية الأكثر تداولا على مستوى العالم، 127.1 نقطة في مارس آذار في مقابل تقدير معدل في فبراير شباط بلغ 126.8 نقطة.
وشكلت قراءة مارس زيادة بنسبة 6.9 % على أساس سنوي لكنها أقل بنسبة 20.7 % عن مارس 2022 عندما وصل المؤشر لذروة بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية.
وتفصيلا، بلغ متوسط مؤشر المنظمة لأسعار الأغذية 127.1 نقاط في مارس 2025، وبقي من دون أي تغيير يذكر تقريبًا عن مستواه المسجل في فبراير.
وعوّضت الانخفاضات في مؤشرات أسعار الحبوب والسكر الزيادات في أسعار اللحوم والزيوت النباتية، في حين بقي مؤشر أسعار الألبان ثابتًا.
وبشكل عام، سجّل مؤشر المنظمة لأسعار الأغذية ارتفاعًا قدره 8.2 نقاط (6.9 %) عن مستواه المماثل قبل عام واحد، ولكنّه بقي أقل من الذروة التي بلغها في مارس 2022 عند 33.1 نقاط (20.7 %).
وبلغ متوسط مؤشر المنظمة لأسعار الحبوب 109.7 نقاط في مارس، أي بانخفاض قدره 2.9 نقاط (2.6 %) عن مستواه خلال الشهر الماضي و1.2 نقطة (1.1 %) عن قيمته المسجلة في مارس 2024.
وانخفضت الأسعار العالمية للقمح في مارس مع هدوء المخاوف بشأن أحوال المحاصيل لدى بعض المصدّرين الرئيسيين في بلدان النصف الشمالي من العالم، في حين أثّرت حالة عدم اليقين في ظلّ التوترات التجارية المتزايدة على اتجاهات السوق.
ومع ذلك، اعتدل الانخفاض نتيجة حركة أسعار الصرف، واشتداد الضغوط على الإمدادات في الاتحاد الروسي، وإلغاء تركيا لحصص استيراد القمح.
وبعد عدة زيادات شهرية متتالية، انخفضت أيضًا الأسعار العالمية للذرة في مارس، وقد أتى هذا الانخفاض نتيجة تحسّن أحوال المحاصيل في البرازيل مع هطول الأمطار مؤخرًا، وبدء موسم الحصاد في الأرجنتين، وتراجع التوقعات بشأن الموسم المقبل في الولايات المتحدة الأمريكية، والطلب على الواردات الأضعف من المتوقع من الصين، والمخاوف بشأن التغيرات في السياسات التجارية في بلدان مختلفة.
ومن بين الحبوب الخشنة الأخرى، انخفضت الأسعار العالمية للذرة الرفيعة، في حين ارتفعت أسعار الشعير بشكل طفيف. وفي الوقت نفسه، انخفض مؤشر المنظمة لأسعار الأرزّ بنسبة 1.7 % في مارس بعدما أدّى ضعف الطلب على الواردات ووفرة الإمدادات القابلة للتصدير إلى إبقاء أسعار الصادرات تحت ضغط هبوطي لخفض الأسعار.
وبلغ متوسط مؤشر المنظمة لأسعار الزيوت النباتية 161.8 نقاط في مارس، أي بزيادة من شهر إلى آخر بلغت 5.8 نقاط (3.7 %)، وبقي أعلى بشكل كبير من مستواه قبل عام واحد (23.9 %).
وكانت الزيادة المستمرة في المؤشر مدفوعةً بارتفاع أسعار زيوت النخيل والصويا وبذور اللفت ودوّار الشمس. وارتفعت الأسعار الدولية لزيت النخيل للشهر الثاني على التوالي، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى استمرار شحّ الإمدادات في البلدان المنتجة الرئيسية في جنوب شرق آسيا، حيث كانت المحاصيل عند أدنى مستوياتها الموسمية.
وارتفعت بموازاة ذلك الأسعار العالمية لزيت فول الصويا مدعومةً بالطلب العالمي القوي على الواردات بسبب قدرته التنافسية من حيث السعر مقارنة بالزيوت الأخرى، على الرغم من انخفاض الطلب عليه من قطاع الوقود الأحيائي، ولا سيما في الولايات المتحدة الأمريكية.
وارتفعت كذلك أسعار زيت بذور اللفت وزيت دوّار الشمس على المستوى الدولي مقارنة بشهر فبراير، ممّا يعكس تضاؤل الإمدادات من المصدّرين الرئيسيين بالتزامن مع الطلب العالمي القوي على الواردات.
وبلغ متوسط مؤشر المنظمة لأسعار اللحوم 118.0 نقطةً في مارس، أي بارتفاع قدره 1.0 نقطة (0.9 %) عن قيمته المسجلة في فبراير، و3.1 نقاط (2.7 %). وفي الوقت نفسه، بقيت أسعار لحوم الدواجن مستقرة إلى حد كبير، مع بقاء التوازن بين العرض والطلب العالميين على الرغم من التحديات المستمرة التي تفرضها حالات تفشي أنفلونزا الطيور على نطاق واسع في بعض البلدان المنتجة الرئيسية.
وبلغ مؤشر المنظمة لأسعار الألبان 148.7 نقاط في مارس، أي من دون تغيير مقارنة بشهر فبراير 2025، ولكنّه بقي أعلى من قيمته قبل عام بما قدره 24.6 نقاط (19.9 %).
ويعكس استقرار المؤشر انخفاضًا في الأسعار الدولية للأجبان، تقابله زيادات في أسعار الزبدة والحليب المجفف. وارتفعت الأسعار الدولية للزبدة للشهر الثالث على التوالي بنسبة 3.9 % مقارنة بشهر فبراير، مدفوعةً بارتفاع المبيعات بالتجزئة وتنامي الطلب الدولي وسط انخفاض موسمي في الإمدادات في أوسيانيا وتباطؤ الإنتاج في أوروبا.
وارتفعت أسعار الحليب المجفف الخالي الدسم للشهر الثاني على التوالي، مدعومةً بمزيج من الطلب الدولي القوي وتقلّص الإمدادات. وارتفعت الأسعار الدولية للحليب المجفف الكامل الدسم بشكل طفيف، إذ إنّ الطلب المختلط على الصادرات في أوروبا – الذي تأثر بانتشار مرض الحمى القلاعية في بعض البلدان الأوروبية – قابله إلى حد كبير ضعف نشاط الشراء العالمي من أوسيانيا وسط انخفاض موسمي في إنتاج الحليب.
وانخفضت الأسعار الدولية للأجبان بنسبة 1.8 % بعد تسعة أشهر من الزيادات المتتالية، مدفوعةً باستقرار العرض في أوروبا إلى جانب ضعف الطلب الدولي والمحلي في أوسيانيا.
وبلغ متوسط مؤشر المنظمة لأسعار السكر 116.9 نقاط في شهر مارس، وذلك بتراجع قدره 1.6 نقاط (1.4 %) عما كان عليه في فبراير و16.5 نقاط (12.3 %) عن مستواه المسجل قبل سنة من الآن. ويُعزى الانخفاض بشكل رئيسي إلى بوادر تشير إلى ضعف الطلب العالمي، ما حدّ من المخاوف بشأن تقلّص الإمدادات العالمية للسكر.