أخبار عامة

أهمية التخطيط المسبق والتواصل مع العملاء لاستمرار الشركات خلال جائحة كوفيد-19

دبي –  صحيفة المؤشر الاقتصادي

يشهد العالم بأسره في الوقت الحالي أزمة غير مسبوقة تركت آثارها على مختلف جوانب الحياة، وخصوصاً قطاعات الضيافة والأطعمة والمشروبات. وعوضاً عن الوضوح المتوقَّع بعد تصريح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي كشف فيه عن خطة مشروطة لتعافي المجتمع في المملكة المتحدة، وجدت الشركات نفسها في حالة من الضياع حول معالم المستقبل القريب وما يحمله لها، حالها حال الكثيرين حول العالم.

وعلى الرغم من حالة عدم اليقين التي تشوب الفترة الراهنة واضطرار العديد من الشركات للإغلاق أو حصر خدماتها بالطلبات الخارجية والتوصيل لمنازل العملاء، لا يجب الاستهانة بأهمية الاستمرار بالتواصل الفعّال مع العملاء أثناء الجائحة والتخطيط المسبق لكافة السيناريوهات المحتملة على اختلافها.

أهمية التواصل

كشفت نتائج استبيان أصدرته وكالة كانتار مؤخراً حول التوجهّات الإعلامية للمستهلكين، عن زيادة التفاعل في وسائل التواصل الاجتماعي بنسبة 61% خلال جائحة كوفيد-19، بالمقارنة مع مستويات الاستخدام العادية، ما يعدّ مؤشراً كبيراً على أهمية التواصل مع الجمهور المستهدَف خلال هذه الفترة. إذ يعد التواصل مع الجمهور عبر الإنترنت أساسياً في استمرار حضور العلامة في أذهان العملاء خلال هذه الأوقات العصيبة، ويمكن تحقيق ذلك بأساليب عديدة، سواء عبر استضافة دروس تعليم الطهو على منصة إنستاجرام أو جلسة أسئلة وأجوبة عبر فيسبوك، أو إعادة مشاركة بعض منشورات المستخدمين الفكاهية.

وفي تعليقها، قالت جورجي وولامز، المديرة الإدارية لوكالة الاتصالات المتكاملة كاتش إنترناشيونال التي تتخذ من دبي مقراً لها: “يُسهِم التسويق الفعّال للعلامة التجارية في هذه الفترة في منح الشركات فرصة أفضل لاستقطاب عملاء جدد، وبالتالي تحقيق النمو والازدهار عند انتهاء الأزمة الحالية.وينبغي أن تضم استراتيجية التسويق الجديدة أساليب فعالة تتلاءم مع الظروف الراهنة، مثل الحملات المستهدفة وطرح الخدمات حسب الموقع الجغرافي والارتقاء بخدمات تعزيز نتائج محركات البحث والاستثمار في التسويق عبر محركات البحث وموقع يوتيوب. كما يمكن الاستعانة بالأدوات التقليدية في مجال العلاقات العامة، مثل نشر المقالات الصحفية في المنشورات المحلية والإقليمية.

 وعلاوة على ذلك، يمكن لخدمة النشرة الاخبارية عبر البريد الإلكتروني أن تكون أداةً تسويقية قيّمة لتحقيق هذا الغرض، حيث يشير أحد تقارير البيانات إلى ارتفاع مستويات قراءة العملاء للرسائل الإلكترونية من علامات التجزئة بنسبة 40% خلال الجائحة. لذا، الآن هو الوقت الأمثل لمراسلة العملاء عبر البريد الإلكتروني وبناء قاعدة بيانات وتعزيز التفاعل معهم وزيادة انتشار الشركات في أوساط الجمهور المستهدف”.

الاستعداد للواقع الجديد

يلعب التخطيط دوراً كبيراً في مختلف جوانب الحياة، ومن دونه تزداد فرص الفشل. ويتعيّن على أصحاب الشركات الاستمرار بتطوير نهج عملهم والتخطيط بشكلٍ مسبق لضمان جاهزية شركاتهم للتعامل مع تطورات الوضع الراهن، إذ يجب على الإدارة أن تكون مستعدة للتأقلم مع الواقع الجديد فور السماح للشركات بإعادة الافتتاح. وستصبح قواعد التباعد الاجتماعي وتخفيض السعة المسموحة في المطاعم وأركان المشروبات وضعاً طبيعياً في الفترة القادمة، أيْ أنّ الطلبات الخارجية وخدمات التوصيل ستبقى جزءاً رئيسياً من استراتيجية شركات الأطعمة والمشروبات.

 وبهذا الصدد، تنصح وولامز: “يجب تحديث خدمات التوصيل والطلبات الخارجية، ليس فقط للتعامل مع الظروف الراهنة، بل لمنح الشركات المعنية الفرصة للمنافسة مستقبلاً بعد رفع القيود المفروضة بالكامل. كما ستلعب قواعد التباعد الاجتماعي دوراً في تثبيط عزيمة العملاء للخروج وتناول الطعام في الخارج حتى بعد افتتاح المطاعم والسماح بارتيادها. وسيفضّل العديد منهم البقاء في المنزل لتناول الطعام، لذا يجب ضمان تميّز خدمات التوصيل والطلبات الخارجية، إلى جانب الحرص على التقيّد بكافة التوجيهات والممارسات المتعلقة بالصحة والسلامة أثناء خدمة الضيوف في المطعم.

 ويمكن الارتقاء بالخدمات عبر توسيع قائمة الطعام وإضافة لمسات مبتكرة إلى تغليف الطلبات الخارجية. وفيما يتم تخفيف القيود على الحركة، سيصبح من المسموح لمجموعات أكبر بالتجمّع في المنازل، وهنا ينبغي التركيز على تحديث قائمة الطلبات الخارجية والتوصيل باستمرار وإضافة العروض العائلية والتشاركية وعروض المجموعات وما شابه ذلك”.

 الإجازات المحلية

أشارت نتائج استبيان الإجازات في المملكة المتحدة الصادر عن كابين بوكرز لعام 2020، إلى أن الإجازات المحلية ستلقى إقبالاً واسعاً بعد رفع قيود الإغلاق بشكلٍ كامل، حيث أفاد 90% من المشاركين في الاستبيان بأنهم يخططون لقضاء إجازتهم في وجهة محلية بعد انقضاء الجائحة. لذا، يجب على الشركات العاملة في قطاع الضيافة تعزيز نشاطاتها التسويقية وزيادة تفاعلها مع شرائح العملاء التي تتطلّع قدماً لقضاء إجازة مميزة بعد رفع القيود وانتهاء الأزمة.

 ومن الممكن أن يستمر تطبيق القيود على رحلات السفر الدولية حتى عام 2021، ما يمنح الشركات الفرصة لاستغلال الوقت وطرح حملات تسويق إبداعية وجذابة تستخدم عناصر بصرية ورسائل تطلّعية تخاطب حاجة الناس للهروب من الوضع الحالي.

 وتضيف السيدة وولامز: “الآن هو الوقت الأمثل للتعاون والتكاتف، لذا يجب على الشركات العمل مع بعضها والاستفادة من نقاط القوة التي تتميّز بها لتعزيز النشاط السياحي والتجاري المحلي، من خلال التعاون ضمن مجالات الضيافة والتجزئة والأطعمة والمشروبات، وطرح باقات وعروض ومبادرات لمختلف الأنشطة.ومن خلال العمل سويةً، يصبح بالإمكان ترسيخ اسم الشركة والشركات المتعاونة الأخرى بصفتها عناصر مُكمّلة لاستقطاب اهتمام المستهلكين باستمرار عند زيارتهم لهذه الوجهة لقضاء الإجازة المحلية”.

 واختتمت السيدة وولامز حديثها بالقول: “ويمكن تحقيق ذلك من خلال التواصل مع أصحاب الشركات القريبة وترتيب مكالمة أو اجتماع عبر الإنترنت لمناقشة الأفكار والسُبل الممكنة لإرساء شراكة استراتيجية أو إطلاق حملات تسويقية مشتركة أو مهرجانات أو غيرها من المبادرات التي تسهم في تعزيز الانتعاش والنمو الاقتصادي على مستوى القطاع بأكمله. وبغض النظر عن النهج الذي تقررون اتباعه أو الحملة التسويقية المُخطط طرحها، ينبغي الحرص على دعمها باستراتيجية اتصالات ذكية وإبداعية تخاطب العملاء وتطمئنهم وتؤكد لهم بأن كافة الشركات والأنشطة التجارية في المنطقة تعطي الأولوية القصوى لصحة الزوار وسلامتهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى