صحة

“التخصصي” يسعى لزيادة قدرته الإنتاجية إلى 100 علاج جيني سنويًا

يستعرض عبر جناحه في ملتقى الصحة العالمي نجاحه في تخفيض تكلفة العلاج بالخلايا التائية بنسبة 80%

 

في خطوة تُعد من أبرز الإنجازات الطبية على مستوى المملكة، نجح مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في تحقيق نقلة نوعية في علاج السرطان من خلال تصنيع الخلايا التائية (CAR-T) محليًا، ما أدى إلى تخفيض تكلفة العلاج بنسبة 80%، بعد أن كانت تصل إلى 1.3 مليون ريال سعودي للحالة الواحدة. وتعزيزاً لهذا التوجه، يسعى المستشفى لزيادة قدرته الإنتاجية لتصل إلى 100 علاج جيني سنويًا، لإتاحته لعدد أكبر من المرضى الذين هم بحاجة ماسة لهذا النوع من العلاجات المتقدمة.

وبالتزامن مع انطلاق مشاركته كراعي بلاتيني بملتقى الصحة العالمي الذي ابتدأ أعماله اليوم في الرياض، يستعرض التخصصي لزوار جناحه، تجربته الرائدة في إنتاج الخلايا التائية، بدءًا بدوافع التصنيع المحلّي للعلاج، واستعراض مراحله، مرورًا بآلية العلاج، وانتهاءً بأبرز الحالات المستفيدة منه، كحالات سرطان الدم والأورام اللمفاوية المقاومة.

وقد تجاوز التخصصي جملة من التحديات اللوجستية التي لازمت تصنيعها خارج المملكة في السابق، كاضطرابات سلاسل التوريد التي تتضمن الحفظ بالتبريد، حيث كان يتعين شحن الخلايا إلى الخارج لإجراء التعديلات الجينية ثم إعادتها إلى المملكة، مما كان يؤدي إلى تأخير محتمل في العلاج وزيادة فترة معاناة المرضى، ما يفتح الباب أمام المزيد من الابتكار الطبي وإجراء الأبحاث السريرية محليًا، لضمان الوصول إلى العلاجات المتقدمة بأعلى معايير الجودة والكفاءة.

ويمتد أثر التوجه نحو التصنيع المحلي إلى ضمان جودة أفضل للعلاج من خلال النظام شبه المغلق الذي تتبناه معامل المستشفى، مما يقلل من مخاطر التلوث، ويوفر علاجًا أكثر أمانًا وفعالية، إذ يسهم في تحسين دقة العمليات العلاجية وزيادة فعالية الخلايا التائية المعدلة في مهاجمة الخلايا السرطانية.

وتبدأ مراحل التصنيع باستخراج الخلايا المناعية من عينة دم المريض، وتعديلها جينيًا في معامل المستشفى لتصبح قادرة على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها، ثم إعادة حقن الخلايا المعدلة في جسم المريض لتبدأ في مهاجمة الورم داخل الجسم بشكل فعال، ما يسهم في تسريع تعافي المريض وتعزيز فرص الشفاء.

ويستهدف علاج الخلايا التائية شريحة من المرضى الذين يعانون من الأورام المستعصية مثل سرطان الدم والأورام اللمفاوية، خاصةً الذين فشلت العلاجات التقليدية في شفائهم، حيث يعزز هذا النوع من العلاج قدرة جهاز المناعة على التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها، ليصبح بذلك بارقة أمل لأصعب حالات السرطان.

ويتقاطع تصنيع الخلايا التائية محليًا مع الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- مطلع العام الحالي، بهدف تحسين الصحة الوطنية ورفع مستوى جودة الحياة، وتوطين الصناعات الحيوية، وتعظيم الفرص الاقتصادية، وصولاً إلى تحقيق الريادة في قطاع التقنية الحيوية على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول عام 2030، والريادة على المستوى الدولي بحلول عام 2024.

يُذكر أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث صُنف الأول في الشرق الأوسط وأفريقيا والـ 20 عالميًا، للسنة الثانية على التوالي، ضمن قائمة أفضل 250 مؤسسة رعاية صحية أكاديمية حول العالم، والعلامة التجارية الصحية الأعلى قيمة في المملكة والشرق الأوسط، وذلك بحسب “براند فاينانس” (Finance Brand) لعام 2024، كما أدرج ضمن قائمة أفضل المستشفيات الذكية في العالم لعام 2025 من قبل مجلة نيوزويك (Newsweek).

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى