تجارة و أعمال

جدوى للاستثمار: معدل البطالة وسط السعوديين يواصل انخفاضه في الربع الثاني 2021

الرياض – عبده المهدي

توقع تقرير اقتصادي حديث لشركة “جدوى للاستثمار” توافر المزيد من فرص العمل للمواطنين نتيجة لحدوث انتعاش في أنشطة السياحة الصيفية في الربع الثالث، وبسبب انطلاق فعاليات الترفيه والترويح ”مواسم السعودية“ في الربع الرابع والربع الأول لعام 2022.

وذكر التقرير أن التعافي في سوق العمل خلال الأرباع القليلة الماضية جاء نتيجة لتعافي عام في الاقتصاد السعودي، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للقطاع الخاص غير النفطي في النصف الأول لعام 2021 بنسبة 7,5  في المئة ، على أساس سنوي. والحال كذلك، نعتقد أن مسار هذا التحسن سيتواصل على الأرجح خلال الفترة المتبقية من العام والعام القادم.  بالنظر إلى المستقبل، نعتقد أن هناك عدد من التطورات في النصف الثاني من عام 2021 ستساعد على رفع مستويات التوظيف. فإلى جانب، تواصل عمليات التطعيم ضد كوفيد-19 التي ستساعد على زيادة التعافي الكلي، نتوقع توفر المزيد من فرص العمل للمواطنين نتيجة لحدوث انتعاش في أنشطة السياحة الصيفية في الربع الثالث، وبسبب انطلاق فعاليات الترفيه والترويح ”مواسم السعودية“ في الربع الرابع والربع الأول لعام 2022.

وأظهر آخر إصدار للهيئة العامة للإحصاء بخصوص سوق العمل، تراجع معدل البطالة وسط السعوديين إلى 11,3  في المئة  في الربع الثاني لعام 2021 (منخفضاً من 11,7  في المئة  في الربع الأول لعام 2021). ويعود التراجع بدرجة كبيرة إلى انخفاض معدل البطالة وسط الذكور، الذي تراجع إلى 6,1  في المئة  في الربع الثاني، مقابل 7,2  في المئة  في الربع السابق. في الوقت نفسه،  زاد معدل البطالة وسط الإناث بدرجة طفيفة إلى 22,3  في المئة  في الربع الثاني مقارنة بـ 21,2  في المئة  في الربع الأول. علاوة على ذلك، تراجع معدل البطالة وسط فئة الشباب (20-24 عاماً) إلى متوسط 22,6  في المئة  في الربع الثاني، من 23,6  في المئة  في الربع الأول.

وجاء التحسن الكلي في سوق العمل خلال الربع الثاني، متسقاً مع توقعاتناوبصورة أكثر تحديداً، انخفض معدل البطالة بنحو 4,1 نقطة مئوية منذ الربع الثاني للعام الماضي، ونعتقد أن مسار هذا التحسن سيتواصل خلال الفترة المتبقية من هذا العام. وعلى ضوء ذلك، أبقينا على توقعاتنا لمعدل لبطالة عند 10,5  في المئة  في نهاية عام 2021.

وتراجع معدل مشاركة القوى العاملة وسط السعوديين بدرجة طفيفة، إلى 49,4  في المئة  في الربع الثاني، منخفضاً من 49,5  في المئة  في الربع الأول، وذلك نتيجة لتراجع المشاركة وسط الذكور (من 66,2  في المئة  إلى 65,7  في المئة ، على أساس ربعي). وجاء هذا الانخفاض رغم زيادة معدل المشاركة وسط فئة الشباب (20-24 سنة)، الذي ارتفع من 36,7  في المئة  إلى 42,6  في المئة ، على أساس ربعي ، ويعزى هذا الارتفاع على الأرجح إلى  دخول خريجين جدد إلى سوق العمل في نهاية العام الدراسي للجامعات خلال الربع الثاني.

مغادرة الأجانب سوق العمل

 وتشير بيانات الهيئة العامة للإحصاء، إلى استمرار تراجع عدد العاملين الأجانب في سوق العمل، على أساس صافي، في الربع الثاني، منخفضاً بنحو 177 ألف، مقارنة بالربع الأول. وجاءت الأعداد الأكبر من العمالة المغادرة ضمن شريحة الأجور الأدنى، وفي قطاع ”التشييد“. ومنذ ظهور جائحة كوفيد-19 في مارس من العام الماضي، غادر نحو 600 ألف عامل المملكة العربية السعودية. 

وأشارت بيانات الهيئة العامة للإحصاء، إلى أن التغيير الربعي الأكبر فيما يتعلق بتوظيف السعوديين جاء في قطاعات ”الإدارة العامة“، و“الصحة والخدمة الاجتماعية“، و“الصناعة“،. في غضون ذلك، واصل قطاع ”التشييد“ تسجيل العدد الأكبر من المغادرين، على أساس صافي، وسط الأجانب وكذلك السعوديين، على أساس ربعي. علاوة على ذلك، فقد قطاع ”التعليم“ نحو 10,4 ألف عامل، على أساس ربعي (8  في المئة  من إجمالي العاملين في التعليم)، منهم 6,4 ألف سعودي (88  في المئة  هم من الإناث، ونعتقد أن هذا التغيير هو نمط موسمي، يتصادف مع نهاية العام الدراسي خلال الربع الثاني، حيث ينتظر أن يرتفع العدد مرة أخرى في الربع الثالث، مع إعادة فتح المدارس والزيادة التدريجية في مستوى الحضور الشخصي للطلاب. إضافة إلى ذلك، نتوقع زيادة في أعدد السعوديين الذين يتم توظيفهم في هذا القطاع، بفضل برنامج التوطين الذي أعلنته وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والذي يهدف إلى رفع نسبة التوطين في المدارس الخاصة، والذي أصبح سارياً في نهاية أغسطس 2021.

وفي الوقت نفسه، شهد قطاع ”تجارة الجملة والتجزئة“ ثاني أكبر عدد من المغادرين وسط الأجانب، بعد قطاع ”التشييد“، في حين بقي عدد السعوديين في هذ القطاع دون تغيير تقريباً مقارنة بعددهم في الربع الأول. بالنظر إلى المستقبل، ومع مواصلة الاقتصاد السعودي تعافيه، وتخفيف القيود المتصلة بكوفيد-19، نتوقع أن يرتفع توظيف السعوديين الجدد في قطاع ”تجارة الجملة والتجزئة“ خلال النصف الثاني من عام 2021. ومرة أخرى، فإن الزيادة في التوظيف ستأتي مدعومة أيضاً ببرامج التوطين الأخيرة لوزارة الموارد البشرية المتعلقة بمراكز التسوق ودور السينما، والتي أصبحت نافذة في أكتوبر 2021.

زجاء التعافي في سوق العمل خلال الأرباع القليلة الماضية نتيجة لتعافي عام في الاقتصاد السعودي، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للقطاع الخاص غير النفطي في النصف الأول لعام 2021 بنسبة 7,5  في المئة ، على أساس سنوي. والحال كذلك، نعتقد أن مسار هذا التحسن سيتواصل على الأرجح خلال الفترة المتبقية من العام والعام القادم.  بالنظر إلى المستقبل، نعتقد أن هناك عدد من التطورات في النصف الثاني من عام 2021 ستساعد على رفع مستويات التوظيف. فإلى جانب، تواصل عمليات التطعيم ضد كوفيد-19 التي ستساعد على زيادة التعافي الكلي، نتوقع توفر المزيد من فرص العمل للمواطنين نتيجة لحدوث انتعاش في أنشطة السياحة الصيفية في الربع الثالث، وبسبب انطلاق فعاليات الترفيه والترويح ”مواسم السعودية“ في الربع الرابع والربع الأول لعام 2022.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى