كامكو: الاستثمار الموضوعي أكثر كفاءة ولجيل الألفية دور رئيسي في رسم مشهد الاقتصاد العالمي

الكويت – صحيفة المؤشر الاقتصادي
عقدت كامكو إنفست، شركة مالية إقليمية غير مصرفية تدير أصولاً لصالح العملاء تعد من الأكبر حجماً في المنطقة، ندوة افتراضية ركزت على الاستثمار الموضوعي بالتعاون مع غولدمان ساكس لإدارة الأصول وهي مؤسسة تشرف حالياً على أصول تبلغ 2 تريليون دولار أمريكي في جميع أنحاء العالم.
أدار فيصل العثمان، رئيس خدمات الاستثمارات الدولية في كامكو إنفست، الحوار مع ضيفه ريتشارد وايزمان، مدير أول لمحفظة العملاء في فريق الأسهم في غولدمان ساكس لإدارة الأصول، والمسؤول عن أسواق الأسهم العالمية المتطورة ويغطي مجالًا من الاستثمار الموضوعي مع التركيز على جيل الألفية.
افتتح العثمان الندوة بالتشديد على الدور الذي تلعبه كامكو إنفست في تحديد مجالات السوق التي تناسب اهتمامات وأهداف عملائها باستمرار مع توفير الوصول إلى هذه الفرص الاستثمارية بطريقة مخصصة لكل عميل. تشرف فرق متخصصة على تلك المبادرة وتشرك عملائها في الأفكار حول كيفية الاستفادة من هذه الفرص مقابل أداء ثابت وطويل الأجل. ثم بدأ الحوار حول أهمية التركيبة السكانية في تحديد أفكار وفرص استثمارية قابلة للتطبيق وطويلة الأجل ومستدامة.
قدم وايزمان لمحة موجزة عن تركيز فريقه في مجال الاستثمار الموضوعي بما في ذلك تحليل الفرص الدورية بطبيعتها، وصفاتها، وفي الوقت المناسب للاستفادة منها في سياق محفظة تلبي احتياجات العملاء. يهدف الفريق إلى إنشاء محافظ متنوعة للأسهم العالمية في قطاعات وصناعات متعددة بطبيعتها مع التركيز بشكل خاص على تطبيق التركيبة السكانية في البحث عن تلك الفرص.
وأشار وايزمان إلى أنه خلال السنوات القليلة الماضية شهدنا وعياً متزايداً من قبل المجتمع الاستثماري بالتغيرات الديمغرافية، مدفوعة بشكل أساسي بالتكنولوجيا، والتي توفر فرصاً أكثر جاذبية للنمو من المجالات الأخرى في السوق. تقدم المحافظ التي يديرها فريقه للمستثمرين نظرة ثاقبة وفهماً لكيفية الاستفادة من هذا التغيير بمستوى أسعار مناسبة.
وأشار وايزمان إلى أن القوة الدافعة وراء التغيير والتقلب الدوري الذي يشهده السوق حالياَ هو في المقام الأول نتاج الأهمية المتزايدة لجيل الألفية في مشاركتهم في الاقتصاد العالمي. فهم القوة الديموغرافية وراء عائدات بعض الشركات على أساس مستدام وتتمحور إستراتيجيتهم حول الثروة المتزايدة لهذه الديموغرافية المحدّدة كونها أكبر شريحة في العالم.
إن أهمية جيل الألفية يكمن في عددهم حالياً البالغ ما يقرب من 2.3 مليار شخص. فجيل الألفية هم أفراد ولدوا بين عامي 1983 و2000، منهم 2 مليار يقيمون حالياً في الدول النامية. وُلد جيل الألفية في بداية العصر الرقمي وشهد انتقاله إلى حياتنا اليومية مع نمو دخلهم المتوقع بوتيرة أسرع بثلاث مرات من الأجيال الأخرى، مما يجعلها أقوى شريحة استهلاكية على هذا الكوكب. السبب الرئيسي الأول في ذلك هو الإنفاق على التكنولوجيا حيث نشأت جنباً إلى جنب مع الشركات ذات الصلة اليوم مثل غوغل ومايكروسوفت وأمازون، مما أدى إلى نموها وقدرتها التنافسية أثناء استخدامهم لخدماتها مع تبني متزايد للقيمة التي يقدمونها. والسبب الثاني يعود إلى أن البيانات أظهرت أنه مع نمو هذه الشريحة وتقدمها في العمر، تغيرت أنماط حياتها وتطورت مع قيم وأولويات مختلفة في الحياة عن شرائح السكان الأخرى. يدور الكثير من هذه القيم وأنماط الحياة حول البيئة وتغير المناخ واستدامة الموارد.
ينتقل جيل الألفية الآن إلى الأربعينيات من العمر، ومع التقدم في العمر يزداد تأثيرهم في مجتمعاتهم. فهذه الشريحة أصبحت ذات صوت مؤثر ورئيسي في عملية اتخاذ القرارات وبدأت في رسم سياسات التغيير وتشكيل المستقبل. والهدف الاستثماري اليوم هو الاستفادة من الفرص التي يؤثر هذا الجيل عليها من خلال الاستثمار في الشركات المشاركة أو التي ستستمر في المشاركة في هذا التغيير.
وأشار العثمان إلى أن التكنولوجيا لم تعد جزءاً من قطاع واحد كما هو معترف به من قبل مؤشرات السوق المتقدمة، بل أصبحت حجر الزاوية لتطور معظم القطاعات والصناعات. وأضاف وايزمان إلى أنه من الواضح تماماً أن المحافظ التي ركزت على الفرص التكنولوجية والموجهة للنمو فقط قد عانت كثيراً من التراجع الأخير في أسعار تلك الشركات. تسمح المحفظة الموضوعية للمستثمر بالتنويع عبر قطاعات متعددة من السوق، ولكن تظل تتمحور حول موضوع أساسي واحد وهو جوهر الاستثمار الموضوعي.
إن إنفاق جيل الألفية هو المحرك الرئيسي للنمو المستقبلي لعدد من الشركات. يميل جيل الألفية إلى التركيز بشكل كبير على أسلوب الحياة والتكنولوجيا وسيظل محور إنفاقهم لسنوات عديدة قادمة. بالتركيز على أهداف الإنفاق، يمكن للمستثمرين تحديد الموضوعات الفرعية التي تشمل فرص الاستثمار في مجالات مثل التجارة الإلكترونية والترفيه والتكنولوجيا المالية والتنقل (تعتبر المركبات الكهربائية أمثلة بسيطة). وتشمل المجالات الأخرى، على سبيل المثال لا الحصر، الصحة والعافية والتجارب والمعيشة المستدامة ورعاية الأطفال بالإضافة إلى الرفاهية. يبحث وايزمان وفريقه عن فرص في الشركات التي تجني معظم إيراداتها من جيل الألفية وفي هذه المجالات.
وأشار وايزمان إلى أنه عندما غيرت شركات مثل فيسبوك اسمها إلى “ميتا”، في إشارة إلى مساحة للواقع الافتراضي يمكن للمستخدمين من خلالها التفاعل مع بيئة يتم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر ومستخدمين آخرين، فمن الواضح أن هذه الشركات تحول تركيزها إلى قوة التركيبة السكانية الأصغر سناً. أضاف وايزمان أنه عند النظر إلى الاستثمار في الأجزاء الفرعية من هذا الواقع الافتراضي، من المهم عدم التركيز على الاستثمار فيه وإنما في الشركات التي تدور في فلكه منها الأجهزة والبرامج التي تحيط بتطوير هذا الواقع الافتراضي.
سأل العثمان عن الضعف الذي تعاني منه حالياً أسواق الأسهم العالمية بسبب عمليات البيع التي حدثت في الشهر الأول من عام 2022. رأى وايزمان أنه فيما يتعلق بمحفظتهم، كان الضغط ببساطة على أسعار الأسهم دون أي تأثير على الأساسيات مما يخلق فرص لإعادة تقييم المراكز الحالية لتحقيق أداء إيجابي في المستقبل.
استفسر العثمان عن الالتزام العالمي بالإنفاق على البنية التحتية وكيف يؤثر هذا العامل في موضوع جيل الألفية. والأهم كيف يتم استغلال ذلك؟ أجاب وايزمان أن القدرة الشرائية لجيل الألفية ستكون جزءاً مهماً من تطوير البنية التحتية.
وشدد وايزمان على أن السياسات التنظيمية وتعديلاتها كانت مصدراً للتوجيهات للعديد من الموضوعات في أسواق الأسهم، وأبرزها تطور قوانين الخصوصية التي يبدو أنها تتماشى مع توقعات جيل الألفية وخلق رياحاً معاكسة للشركات التي يتعين عليها التغلب على تلك التحديات التنظيمية. يمكن أن تتغير الأساسيات بشكل مفاجئ كما هو واضح في الصين مع تأثير تنفيذ القوانين التنظيمية على شركات مثل “علي بابا” و “ديدي”.
وختم العثمان بشكر وايزمان وغولدمان ساكس لإدارة الأصول على وقتهم وتوافرهم لمشاركة أفكارهم حول هذا الموضوع الشيق والمهم. وتعتبر غولدمان ساكس من خلال الاستراتيجيات التي تقدمها شهادة على مستوى الجودة والتطور الذي تسعى إليه كامكو إنفست نيابة عن عملائها. هذه هي الطريقة التي تتبعها كامكو إنفست للمحافظة على موقعها التنافسي على الصعيدين الإقليمي والعالمي، حيث يتم تصنيفها باستمرار بين أفضل الشركات أداءً إقليمياً من خلال المنتجات التي تديرها وتستثمر باستمرار مع أفضل مديري الاستثمار والاستراتيجيات على مستوى العالم.